توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وماذا عن تركيا؟

  مصر اليوم -

وماذا عن تركيا

بقلم - أحمد يوسف أحمد

ركزت القمة العربية الطارئة التى انعقدت فى مكة المكرمة فى 30 مايو الماضى على الخطر الإيرانى وهذا مفهوم بالنظر إلى توقيت انعقادها ومكانه، فقد انعقدت فى أجواء الأعمال التخريبية التى طالت أربع ناقلات نفط فى المياه الإقليمية للإمارات اثنتان منها سعوديتان وواحدة إماراتية وأخرى نرويجية، وكذلك أجواء الهجوم الذى تم بطائرات مسيرة مفخخة على محطتى ضخ نفط بمنطقة الرياض، ومع ذلك فإن النظرة الشاملة لمصادر تهديد الأمن القومى العربى تقتضى إدخال مصادر أخرى لا تقل خطورة عن التهديدات النابعة من المشروع الإيرانى، وهى النظرة التى انعكست فى خطاب الرئيس السيسى فى القمة عندما أشار ضمناً إلى التهديدات التركية بحديثه عن أن الدول العربية لا يمكن أن تقبل استمرار وجود قوات احتلال عسكرية لطرف إقليمى على أراضى دولتين عربيتين شقيقتين، أو أن يدعم طرف إقليمى بالسلاح والعتاد سلطة ميليشيات ويغذى الإرهابيين على مرأى ومسمع من العالم كله، وهو ما ينطبق بوضوح على تركيا، وطالب الرئيس بوقفة صدق وحزم مع كل طرف إقليمى يحاول التدخل فى الشأن العربى، أى أننا إزاء نظرة متوازنة لمصادر التهديد الإقليمية للأمن العربى

والواقع أن المرء لا يمكنه أن يتجاهل أن التعامل العربى مع مصادر التهديد التركية للأمن العربى لا يرقى إلى المستوى المطلوب إن لم يكن غائباً أصلاً، وفى آخر قمة عربية عادية على سبيل المثال تحدث السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية بوضوح فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية للقمة عن المصادر الخارجية لتهديد الأمن القومى العربى، وذكر فى مقدمتها: اجتراء بعض قوى الإقليم على الدول العربية ونكبة الاحتلال الإسرائيلى المستمرة من سبعة عقود ويزيد. وعندما تحدث عن هذا الاجتراء ذكر ما نصه: إن التدخلات من جيراننا فى الإقليم وبالأخص إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها بل واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المشكلات الأصلية، لذلك فإننا نرفض جميع هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات، وأضاف الأمين العام قوله: كما أنه لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب فى داخل بعض دولنا تسميها مثلاً مناطق آمنة، ورغم كل هذا الوضوح فقد خلا بيان قمة تونس من أى إشارة إلى مصادر التهديد التركية للأمن العربى واكتفى بالتركيز على التهديدات الإيرانية.

إن نظرة واحدة إلى الساحة تثبت أهمية النظرة الشاملة لمصادر تهديد الأمن العربى على النحو الذى يرد دائما فى كلمات الرئيس السيسى وتصريحاته، وكذلك وفقاً للشرح السابق من قِبَل الأمين العام للجامعة العربية، فهاهى تركيا تمارس سياسة بلطجة واسعة النطاق تطول العدد نفسه من الدول الذى تطوله السياسات الإيرانية إن لم يكن أكثر، وبادئ ذى بدء لا تُظهِر السياسة التركية أدنى احترام لإرادة الشعب المصرى الحاسمة التى تجسدت فى 30يونيو2013، وهى تحتضن وتدعم فلول الإخوان المسلمين الذين لا يخفون نواياهم فى هدم التجربة المصرية الراهنة بل وترجموا هذه النوايا إلى أعمال إرهاب حقيقية كلفت مصر الكثير، وهى تتحالف مع النظام القطرى لرعاية ما يُسمى بمشروع الإسلام السياسى فى المنطقة والذى يُعَد مسئولاً عن معظم الأعمال الإرهابية فيها، كما وقفت السياسة التركية إلى جوار النظام القطرى فى أزمته مع الرباعى العربى وصولاً إلى حد دعمه بقوات متمركزة فى الأراضى القطرية وهو ما يعنى ضمناً تأييدها لكل سياسات هذا النظام ضد جيرانه وضد مصر، وفى إطار ما يُسمى بمشروع الإسلام السياسى دعمت تركيا ميليشيات إرهابية تلتحف زورا بالإسلام فى الصراع الدائر فى سوريا، ونذكر أن الرئيس الروسى بوتين قبل توافقه معها قد اتهمها صراحة بدعم الإرهاب فى أسوأ صُوَرِه وهو داعش، بل وقدم الأدلة الدامغة على ذلك، وتتدخل تركيا تدخلا عسكريا مباشرا فى كل من سوريا والعراق بحجة الحفاظ على أمنها القومى من الخطر الكردى وإن كانت تصريحات المسئولين فيها لا تنجح دائما فى إخفاء أطماع إقليمية تركية فى أراضى سوريا والعراق انطلاقا من أوهام عثمانية بغيضة، ويرد مسئولوها بصفاقة منقطعة النظير على كل من ينتقد هذه السياسات التوسعية.

ومن الواضح أن مصر تحتل مكانا خاصا فى استراتيجية الهيمنة التركية وهو أمر طبيعى بالنظر إلى المكانة الإقليمية لمصر والتى تجعل نجاح السياسة التركية فى المنطقة مستحيلا دون تطويقها وهو ما يساوى عشم إبليس فى الجنة، وقد سبقت الإشارة إلى احتضان هذه السياسة فلول الإخوان المسلمين الهادفين إلى تقويض النظام المصرى، وهى تدعم فصائلهم الإرهابية فى ليبيا بالتصريحات والسلاح علنا، وسبق لها أن دعمت نظام البشير ذى التوجهات المعروفة والذى سلمها جزيرة سواكن فى البحر الأحمر بدعوى إعادة ترميمها وإن لم يُخْفِ زبانية النظام التركى فى تصريحاتهم الطابع الاستراتيجى لهذه الخطوة، وهكذا ينخرط أردوغان فى محاولة يائسة لتطويق مصر، وأخيرا وليس آخرا يمارس سياسة البلطجة علنا فى شرق المتوسط بتعويقه أنشطة استكشاف النفط والغاز فى السواحل القبرصية بدعوى الدفاع عن حقوق جمهوريته القبرصية التركية التى لا يعترف بها أحد سواه، وهكذا فإن التهديدات التركية تطول ما لا يقل عن ثمانى دول عربية بشكل مباشر وهو ما يحتاج مواجهة عربية شاملة تماما كتلك التى تحدث مع إيران، ولن يكون هذا ممكنا إلا بموقف عربى موحد من هذه التهديدات وتفعيل آليات العمل العربى المشترك القائمة، أو التى لم تتبلور بعد وفقا لكلمات الرئيس السيسى والمعنى واضح، كذلك من الضرورى أن يكون هناك تحرك عربى دولى، لأن الاستفزازات التركية لا تطولنا وحدنا، وإنما تمتد لتشمل اليونان وقبرص العضوين فى الاتحاد الأوروبى.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا عن تركيا وماذا عن تركيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon