توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مينا مسعود

  مصر اليوم -

مينا مسعود

بقلم - أحمد يوسف أحمد

كنت أشاهد برنامج العالم هذا المساء فى الفضائية البريطانية الناطقة بالعربية مساء الأحد الماضى وشعرت بالارتياح كون الفقرة الأخيرة تتعلق بإطلاق فيلم ديزنى الجديد علاء الدين وهو النسخة الحية من فيلم الرسوم المتحركة لعام 1992 الذى حقق نجاحاً كبيراً وإن انتُقد لتشويهه صورة العرب كما قيل، وكان مصدر ارتياحى أن هذه الفقرة ستوفر لى وقتاً أخصصه للعمل، وقبل أن أغلق جهاز التليفزيون بلحظة علمت بأن بطل الفيلم ممثل مصرى كندى شاب اسمه مينا مسعود لم أكن قد سمعت به من قبل، ودفعنى الفضول لمشاهدة مصرى آخر يضيف ـ بعد وقت قليل من حصول الممثل المصرى الأمريكى الشاب رامى مالك على الأوسكار ـ إنجازاً جديداً لأحبائنا المصريين بالخارج. تابعت الفقرة بشغف بالغ وعلمت منها بأن مينا قد هاجر والداه إلى كندا وعمره ثلاث سنوات، والتحق بكلية لدراسة الطب أسوة بشقيقيه الأكبر منه اللذين درسا الصيدلة لكنه سرعان ما قرر أن يفعل ما يحب -وهو درس لكل شاب يريد أن ينجح- فانتقل لدراسة التمثيل وهو ما لم يسعد حينها والديه كثيراً، وأُسندت إليه اعتباراً من 2011 أدوار ثانوية فى بعض المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية إلى أن فاز ببطولة فيلم علاء الدين بعد اختبار تقدم له نحو ألفين.

كان أول ما جذبنى فى مينا وجهه المصرى الأصيل الذى يشبه كثيراً وجوه أصدقائى فى مدرستى شبرا الإعدادية والتوفيقية الثانوية وتلك الوجوه التى تصافحك كثيراً فى المعابد الفرعونية، كذلك لفتنى أنه يتحدث العربية بلهجة مصرية بطلاقة وإن بلكنة تتناسب مع نشأته فى كندا. صحيح أن ألفاظاً كانت تعوزه وهو يتحدث، لكن هذا لم يحدث سوى ثلاث مرات فى حديث دام نحو ربع الساعة، وعندما سأله محاوره القدير حسام عاصى عن السبب فى إجادته الحديث باللغة تأثرت كثيراً بإجابته وكان مضمونها أنه نشأ فى بيئة (لاحظ أننا نتحدث عن كندا) يتحدث فيها والداه وشقيقاه الأكبر منه بالعربية، وأردف ما يعنى أنه يكفى الإنجليزية أن تتحدث بها فى المدرسة والحياة اليومية، وقارنت هذه الأسرة بأسر مصرية عديدة تعيش فى مصر ويحرص الوالدان فيها على الحديث مع أطفالهما باللغات الأجنبية كمظهر للتميز الاجتماعى، وتذكرت أيضاً صديقاً عمل بالسفارة المصرية فى تل أبيب وأقام علاقات مع إسرائيليين من يهود مصر وروى لى كيف فوجئ عندما دعاه أحدهم لزيارته فى منزله بأن أطفاله الصغار يتحدثون العامية المصرية -بعد ما لا يقل عن نصف قرن من الهجرة لإسرائيل- وعندما سأله تفسيراً أجابه بكل بساطة هذه لغتنا، ولعل القارئ الكريم يلاحظ كيف يتحدث المعلقون الإسرائيليون من أصول مصرية فى الفضائيات الأجنبية باللغة العربية بلكنة مصرية واضحة، وتذكرت كذلك كيف تتحدث زميلات الدفعة اللاتى قُدر لهن الهجرة إلى كندا والإقامة الدائمة فيها والحصول على جنسيتها وتحقيق أقصى درجات النجاح عن حنين لمصر والحياة الاجتماعية فيها رغم كل ما يتوافر لهن من مقومات الحياة الرغدة، وقلت لنفسى إنه سر مصر الذى يربطها بأبنائها أياً كانت ديانتهم ومهما بعدوا عنها.

غير أنه كان من الواضح أن المسألة بالنسبة لمينا لم تكن مجرد إجادة الحديث باللغة العربية وإنما كان هذا انعكاساً لأمر آخر أهم وهو أن الأسرة تعيش فى مصر بوجدانها، فعندما سُئل عن متابعته الحياة الفنية فى مصر ظهر أنه متابع وثيق لها وقال عبارة ذات مغزى ماما وبابا ما كانوش بيتفرجوا على حاجة تانى، ولذلك تحدث عن عادل إمام وتميز أسلوبه فى التمثيل عن أساليب السينما الغربية وقدرته على التعبير بوجهه، وتحدث عن عمر الشريف ونور الشريف بل وإسماعيل ياسين، وهو ما يعنى أن المشاهدة تمتد إلى الأفلام المصرية القديمة، وعندما سُئل عن أمنياته لم يتحدث عن طموحات شخصية ولكنه قال تحديداً إن أولى أمنياته «إن حكايات المصريين والسوريين والعرب تتقال أكتر وتتشاف أكتر»، وبرر ذلك بأن لدينا حكايات جميلة كتيرة، ولاحظت أنه كلما تحدث عن هويته وصف نفسه بأنه مصرى عربى، وتساءلت بينى وبين نفسى هل يؤدى المهجر حيث لا تكون للخلافات السخيفة التى تسببها السياسة إلى تقارب أكثر بين العرب رغم اختلاف جنسياتهم، كذلك أعرب مينا عن استعداده بل حماسه للعمل فى مصر مع الفنانين المصريين.

مينا مسعود ليس ظاهرة فردية ولكنه جزء من حالة مصرية عامة ينبغ فيها المصريون داخل الوطن وخارجه رغم الظروف الصعبة، وبالنسبة لنبوغ المصريين فى الخارج بصفة خاصة تبدو القائمة طويلة وحافلة بأسماء علماء حازوا على جوائز عالمية كالدكتور أحمد زويل وحصلوا على أرفع الأوسمة كالدكتور مجدى يعقوب الذى يواصل عطاءه الفريد بكل التواضع فى أسوان والدكتور مصطفى السيد والمهندس هانى عازر وعشرات ان لم يكن مئات من أساتذة الجامعات والخبراء المتفوقين، ويُضاف إلى هذه القائمة فنانون كعمر الشريف ومؤخراً بدأت القائمة تزدهر بشباب فى مجال الرياضة كمحمد صلاح الذى أصبح يحتل موقعاً متقدماً ضمن أفضل لاعبى العالم فى كرة القدم والفن مثل رامى مالك الذى حصل على الأوسكار فى أول أدوار بطولته، وها نحن أمام نموذج جديد ومشرف لشاب مصرى يخطو نحو العالمية، ولا شك أن هؤلاء وغيرهم يشكلون أساساً قوياً لقوة مصر الناعمة جنباً إلى جنب مع أقرانهم المصريين فى الداخل الذين يسطرون ملاحم بطولية فى صنع التقدم على أرض مصر، وإننى لعلى ثقة من أن الوزيرة النشيطة المخلصة نبيلة مكرم والتى لا تدخر وسعاً فى ربط أبناء مصر بالخارج بوطنهم قادرة على توليد الأفكار ووضع الخطط من أجل أن يستفيد الوطن من أبنائه النابغين الذين شاءت الظروف أن يمتد عطاؤهم خارج حدوده.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مينا مسعود مينا مسعود



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon