توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سبع سنوات من الثورة

  مصر اليوم -

سبع سنوات من الثورة

بقلم - أحمد يوسف أحمد

 تمر اليوم سبع سنوات بالتمام والكمال على ثورة يناير، فهل نستطيع النظر إليها اليوم بطريقة أكثر موضوعية عن سنوات مضت؟ والواقع أن الموضوعية فى تقييم القضايا الكبرى فضيلة غائبة عادة، وليس الأدل على هذا من الأمس القريب حين احتُفل بالذكرى المئوية لميلاد جمال عبد الناصر فإذا ببعض أنصاره لا يرون فى مسيرته خطأً واحداً وإذا بخصومه الألداء لا يكتفون بالحديث عما يعتبرونه أخطاءه الفادحة المدمِرة، وإنما ينكرون عليه أوضح الإنجازات وأعظمها بل وينسبون إلى حكمه المسئولية عما نعانى منه الآن بعد قرابة نصف القرن على رحيله، ولم تنج ثورة يناير بطبيعة الحال باعتبارها حدثاً استثنائياً فى التاريخ المصرى من غياب الموضوعية فى تقييمها بين من يراها ثورة شعبية أصيلة لها أسبابها البنيوية الواضحة فى النظام الذى انقضت عليه مع إنكار أى دور خارجى مهما كان صغيراً فى مجرياتها، ومن لا يرى فيها سوى مؤامرة خارجية بفعل قوة عظمى أو كبرى أو أكثر فى إطار مؤامرة لوضع رؤية جديدة لهذه القوى موضع التطبيق دون اعتبار لإرادة الشعب المصري. والواقع أن أى إنكار لأصالة ثورة يناير وتجذر عواملها يجافى الحقيقة، ذلك أن الثورة تفجرت ضد نظام تكلست قياداته على مدار قرابة ثلث القرن بل وشاع الحديث وتعددت مؤشراته على نيات «ملكية» لتوريث الحكم، واختلطت السلطة بالثروة فيه على نحو فج، وتجاهلت سياساته اعتبارات العدالة الاجتماعية على نحو صارخ دون أن نشير إلى الأداء الكسيح لسياسة خارجية لدولة كانت يوماً رمزاً للقيادة العربية والفاعلية الإقليمية، بل وكان لها تأثيرها على الساحة العالمية، ومما يؤكد هذا التحليل أن مؤشرات الانتفاض على هذا النظام لم تتعدد فحسب وإنما أخذ منحناها فى الصعود كماً وكيفاً عبر الزمن حتى كان الكثيرون ممن لا يدركون صعوبات خلخلة النظم القائمة يتوقعون سقوط نظام مبارك قبل نهاية القرن الماضي، ومع ذلك فقد سادت ظاهرة العمى الكامل للإدراك التى تصيب النظم المتكلسة حتى اللحظات الأخيرة، كما انعكس بوضوح فى القول الشهير «خليهم يتسلوا» وكذلك فى التصريحات اليقينية بأن «مصر ليست تونس» قبل أيام قليلة من الانفجار، بل لقد ظل هذا العمى سائداً حتى بعد بداية الثورة بدليل توهم أن عملاً كمعركة الجمل كان كفيلاً بإنقاذ النظام مع أنه ضيع الفرصة الأخيرة لنجاته بعد الخطاب الأخير العاقل لمبارك.

ومن ناحية أخرى فإن ما سبق لا يعنى غياب أى دور لأصابع خارجية فى تفجير الأحداث أو استغلالها لأن «الخارج» كان معنياً بمصر بحكم وزنها الإقليمى ومن ثم بانعكاس أى تطورات محتملة فيها على المنطقة بأسرها سواء من منظور الأمن الإقليمى وبالذات السلام بين مصر وإسرائيل أو احتمالات بزوغ نظم معادية للغرب، وهكذا كانت الولايات المتحدة وغيرها مهمومة كالشعب المصرى بمستقبل نظام مبارك وإن من منظور مختلف تماماً بعد أن بدا لها أن تكلس هذا النظام ونمو الحركات المعارضة له يهدد بسيناريو «إيرانى» محتمل فى مصر، وقد حضرت حلقة نقاشية مغلقة فى المجلس الأمريكى للشئون الخارجية فى 1992 طُلب منى فيها أن أُعلق على ورقة أعدها أحد المسئولين بالخارجية الأمريكية عن الشرق الأوسط عن مستقبل دور مصر الإقليمى وإذا بالنقاش ينجرف إلى مستقبل نظام مبارك، وكان الحاضرون يجمعون بين رجال الدبلوماسية والدفاع والمخابرات والإعلام والأكاديميين، واستُقطب النقاش بين من يرون ضرورة تدعيم نظام مبارك تجنباً لظهور نظام «خومينى» آخر فى مصر لن تحتمله المصالح الأمريكية وبين ضرورة الضغط عليه من أجل إصلاح حقيقى حتى لا يتكرر سيناريو الثورة الإيرانية الذى أضر بالمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط ضرراً بالغاً، وقد ذكرت هذه الواقعة لأدلل على مدى تجذر الاهتمام الأمريكى بما يجرى فى مصر، وأحسب من التطورات اللاحقة فى السياسة الأمريكية أن الخيار استقر على محاولة إصلاح نظام مبارك من ناحية ومد الجسور مع القوة التى كانت الإدارة الأمريكية آنذاك وحتى نهاية رئاسة أوباما على الأقل مقتنعة بأنها القوة المعارضة الأقوى فى مصر وهى «الإخوان المسلمين»، ولا بأس من تدريب شباب مصريين على أعمال الاحتجاج سعياً لزيادة الضغط على النظام، ومن المؤكد أن المخطط الأمريكى لم يكن يريد إحداث «ثورة» وإنما الضغط على مبارك لإجراء إصلاحات تتضمن إشراك المعارضة فى الحكم وعلى رأسها جماعة الإخوان بدليل امتناع أوباما عن دعم الثورة فى البداية إلى أن تأكد من انتصارها وكذلك بدليل دعم حكم الإخوان بل ومناصبة نظام يونيو العداء لاحقاً.

هكذا فإن التحليل الموضوعى لابد وأن يرى العوامل الداخلية والخارجية معاً مع إعطاء الوزن النسبى الصحيح لكل منهما والذى يشير كمبدأ تحليلى عام أن للعوامل الداخلية الوزن الأكبر والأهم وهو ما حدث بامتياز فى ثورة يناير، بدليل أنه عندما انحرف مسار الثورة عن مسارها الأصيل بسيطرة «الإخوان المسلمين» على الحكم لم يستغرق الأمر من الشعب المصرى أكثر من عام حتى ثار مجدداً فى هبة شعبية غير مسبوقة ضد حكمهم وتمكن من تصحيح المسار، والآن أصبح من المألوف الحديث عن أضرار الثورة، وبطبيعة الحال فإن أعظم الثورات ومنها الثورة الفرنسية كان له أضراره الفادحة أحياناً، وبالتالى فإن ثورة يناير ليست استثناءً من حركة التاريخ لكن المؤكد أنه عندما يُكتب تاريخها بعد مائة عام مثلاً سوف يذكر التاريخ بالفخر أن الشعب المصرى نفض بثورته هذه غبار الاتهام بالخنوع والذلة، وأنجز حركة ثورية أصيلة ضد نظام تكلس على مقاعد السلطة وتحالف مع مراكز الثروة واستخف بشعبه فاستحق مصيره وإن طال به الزمن.

نقلا عن الأهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبع سنوات من الثورة سبع سنوات من الثورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon