توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضباط «إخوان» و«دواعش»

  مصر اليوم -

ضباط «إخوان» و«دواعش»

بقلم : محمد صلاح

بدت ردود الفعل في مصر تجاه الحكم القضائي لمصلحة عودة عقيد في الشرطة إلى عمله، بعدما عُزل من وظيفته بسبب إطلاق لحيته، غاضبة، وطرحت تساؤلات حول جدية الدولة في مواجهة «الإخوان» والجماعات الأصولية والراديكالية الأخرى، فالشعور العام في مصر يرى خطورة انخراط هؤلاء الضباط في العمل الأمني مُجدداً، بعدما كُشف عن اختراق بعضهم أجهزة الأمن لخدمة مخططات تخريبية والعمل لمصلحة جماعة «الإخوان المسلمين» أو تنظيم «داعش»، حتى أن أحدهم اتهم بالتخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية.

لا يمكن البحث في الموضوع من دون النظر إلى المخاوف في مصر من المتأسلمين عموماً، ومن منحتهم الظروف سلطة أو نفوذاً خصوصاً. تفاصيل الموضوع تشير إلى أن المحكمة الإدارية العليا قضت، في حكم بات نهائياً واجب النفاذ، بعودة عقيد عُزل من وظيفته في العام 2014 إلى العمل، ما يفتح الباب أمام عودة بقية الضباط المفصولين للسبب نفسه. وقالت المحكمة إن الضابط «ارتضى طواعية الانخراط في العمل بمرفق الشرطة، وأقسم قبل مباشرة أعمال وظيفته باحترام الدستور والقانون، ومارس أعماله كضابط شرطة لسنوات طوال، ملتزماً ضوابط هذا المرفق ذي الطبيعة الخاصة، والتي من بينها الالتزام بزي خاص ومظهر يحكمه القانون والقرارات والتعليمات الانضباطية، ومن ثم كان يجب عليه استكمال أعمال وظيفته بموجب القانون والتعليمات، لكنه أعفى لحيته اعتقاداً منه بمخالفة قصها أحكام الدين الإسلامي الحنيف، رغم كونها من الأمور المُختلف فيها، ومن ثم يكون الضابط خالف القانون والتعليمات الانضباطية داخل مرفق الشرطة، من دون أن يستقيل أو يلتمس عملاً آخر، ويكون ارتكب ذنباً إدارياً لا يجب التهاون في شأنه، باعتباره يمتنع عن الخضوع لقواعد النظام. ورأت المحكمة أن قرار عزل الضابط من وظيفته «شابه الغلو وعدم التناسب»، إذ يعتبر هذا الجزاء «في مثابة الإعدام الوظيفي للطاعن»، وكان يتعين على مجلس التأديب في وزارة الداخلية «الملاءمة بين الذنب الإداري الذي اقترفه الطاعن وبين الجزاء المناسب له». الحكم هنا يشير إلى مخالفة إدارية ولم يتناول انتماء الضابط الملتحي إلى تنظيم ديني.

وكانت قضية الضباط الملتحين تفجرت في العام 2012 مع بداية صعود التيار الإسلامي في مصر، بعد أن ضرب الربيع العربي مصر ودولاً أخرى، وبدأت أعدادهم في تزايد مع تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم في منتصف العام نفسه، لكن بعد عزله في منتصف العام 2013، توارى كثر منهم، وبقى قلة، أصرت على موقفها، حتى أن بعضهم جاهر بتأييد جماعة «الإخوان المسلمين» إبان اعتصام «رابعة العدوية» وأظهر انتماءه الى الجماعة، رغم أن الالتحاق بالجيش أو الشرطة أو القضاء في مصر يمنع ممارسة السياسة، وقطعاً الالتحاق بجماعات دينية، خصوصاً لو كانت مُصنّفة إرهابية.

بعض الضباط الملتحين ذهب بعيداً والتحق بـ «داعش»، ومنهم الضابط محمد الباكوتشي الذي ظهر في مؤتمرات الضباط الملتحين مراراً، قبل أن يُحال الى التقاعد، وهو لقى حتفه في حادث سير في العام 2014، وكشفت تحقيقات النيابة العامة في قضية محاولة اغتيال الرئيس السيسي، أن الباكوتشي التحق بتنظيم «داعش» وأبلغه زميل له، هو الضابط كريم حمدي، بخطة وموعد فض اعتصام جماعة «الإخوان» في ميدان «رابعة»، بعد أن علم بها كونه كان حارساً شخصياً لقائد قوات الأمن المركزي في ذلك الوقت اللواء مدحت الشناوي.

الباكوتشي كوَّن تنظيماً من عدد من الضباط لتنفيذ هجمات بهدف اغتيال الرئيس السيسي وعدد من القيادات الأمنية البارزة. وهذا التنظيم خطط بالفعل لاستهداف موكب رئيس الجمهورية.

إذاً، كيف يُنفذ الحكم القضائي النهائي وهل يؤتمن أصحاب الباكوتشي على أسرار وزارة الداخلية؟ بالطبع، فإن أسئلة كتلك تثير مخاوف الناس، لكنْ قليل من البحث أظهر أن القضاء الإداري، صاحب الحكم الأخير، غير مختص بكون الضباط ينتمون إلى تنظيم إرهابي أو لا، فذلك أمر تفصل فيه محكمة أمن الدولة العليا، إذاً الحكم تعلق فقط بارتكاب الضابط مخالفة إدارية بعدم الالتزام بزي ضباط الشرطة، وأن عقابه كان يستوجب أولاً إحالته على الاحتياط ثم عرض أمره على المجلس الأعلى للشرطة بعد انتهاء مدة الاحتياط للنظر في أمره. باختصار، لا مجال للقلق فإن قضية الضباط الملتحين ستنتهي إلى إعادتهم إلى عملهم ووقفهم عن العمل في اليوم نفسه، وإحالتهم على الاحتياط ثم فصلهم.. بالقانون.

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضباط «إخوان» و«دواعش» ضباط «إخوان» و«دواعش»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon