توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة «الإخوان» وملهاة الناشطين

  مصر اليوم -

مأساة «الإخوان» وملهاة الناشطين

بقلم : محمد صلاح

 يستغرب المصريون حالة إنكار شديد يعيشها معارضو الرئيس عبد الفتاح السيسي لواقع يحدث حولهم، وتبدو فيه المعطيات أمام الجميع، لكنهم لا يرونها ولا يشعرون بها، وإن رأوها أو شعروا بها رفضوها. يفترض أن يوجه هؤلاء خطابهم الإعلامي والسياسي إلى الشعب المصري، وليس إلى جهات أخرى بطول الأرض وعرضها معروف مواقفها المعادية للرجل الذي أضاع حلم الإخوان ومنع عنهم التمكين. هدف هؤلاء المعارضين إقناع الشعب بالثورة ضد السيسي، لكنّ هدفاً كهذا لن يتحقق أبداً ما دام الشعب يعتبرهم أدوات يحركها آخرون، وطبيعي ألا يستجيب إلى من يعتبرهم مخادعين أو مزورين، وبديهي ألا يكرر مأساة الربيع العربي ويهدم مؤسسات الدولة ليلبي رغبة هؤلاء الذين يقيمون في فنادق الدوحة، أو يتجولون في شوارع أنقرة، أو يتسولون في أروقة الغرب.

يريد المعارضون المقيمون خارج مصر أن يثبتوا أن السيسي بلا شعبية، وأنه يقتل الناس في الشوارع، ويلقي بالسياسيين الأبرياء في السجون، ويمنع عن الناس الأكل والشرب، وأن مشاريعه وهمية وإنجازاته مجرد «فنكوش»، وأنه لم ينقذ البلاد من خطر الإخوان وإنما استحوذ عليها، وأنه لا يحارب الإرهاب وإنما هو السبب فيه، وأن لجان الاقتراع في الانتخابات في الخارج والداخل كانت خالية، والطوابير أمام السفارات كانت لموظفين وديبلوماسيين، وأن الطوابير في كل مصر كانت لجنود في الأمن المركزي! ما هذا الهراء، وكيف يحقق المعارض، عبر خطاب يقوم على الكذب والتزوير، رضاءً جماهيرياً أو ينال تأييد الناس ودعمهم؟ يبدو وكأن المعارض من تلك الفصيلة صار موظفاً لدى كفيل، فيحاول بشتى الطرق إرضاءه بالكذب والتزوير وخداعه بأن كل شيء تمام، وأن العمل يجري على قدم وساق، لسحب البساط من تحت أقدام الحكم، وأن الانقلاب يترنح، وأن السيسي لا يجد من يؤيده، والرجل يحكم فقط بالجيش والشرطة والحديد والنار! أسئلة أخرى مهمة: إلى متى يستمر معارضون مصريون في ركب الإخوان؟ وماذا يمنعهم من السير في طرق أخرى واتباع أساليب أكثر نظافة في معارضتهم للحكم يحتفظون معها بالحد الأدنى من الالتزام الأخلاقي والانتماء للوطن؟ ولماذا رضوا بأن تمتطيهم الجماعة وتستخدمهم لتحقيق هدفها الرئيسي وهو هدم الدولة المصرية على من فيها؟ ماذا أوصل هؤلاء إلى هذه الحالة المضحكة أو قل المذرية؟ هل شعورهم بالضعف دفعهم إلى البحث عن مظلة والانضواء تحت أجنحة الإخوان فصاروا مثلهم يتسولون مكافآت الكفيل ومنح الممول وعطايا الجهات الداعمة؟

بالنسبة لقواعد الإخوان والبسطاء من أعضاء الجماعة فهم متأثرون بنشأتهم وطريقة تربيتهم إخوانياً، إذ ليسوا مطلعين على الواقع، ولا يقرأون إلا ما يأمر به مرشدهم، أو من ينوب عنه، ولا يصدقون إلا قيادات التنظيم، أما قيادات الجماعة فإنهم يحاولون الحفاظ على التنظيم وحمايته من الانهيار والإبقاء على الأعضاء في أماكنهم والحؤول دون انشقاقهم عن التنظيم، وفي سبيل ذلك يلجأون إلى الأكاذيب والفبركات لإقناع الأعضاء بأن الجماعة مازالت متماسكة، وأن التنظيم مازال قوياً، وأن مرسي سيعود إلى القصر الرئاسي الأحد المقبل! على ذلك فإن العالم الافتراضي للكائن الإخواني مسألة تتسق مع نشأته وطبيعة العلاقات داخل التنظيم ومبدأ السمع والطاعة للمرشد، حتى لو كان ما يسمعه غير منطقي، ومن يطيعه يلقى به وسط الأهوال. أما رموز النخبة من قوى المعارضة وناشطي الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وثورجية الميادين فغالبيتهم ليبراليون يفترض فيهم الحد الأدنى من المعرفة، أو يساريون بنوا اتجاهاتهم على قراءات وخبرات، أو ناصريون لهم إرث تاريخي عدائي ضد الإخوان الذين حاولوا اغتيال زعيمهم ناصر قبل عقود.. كيف سمح هؤلاء لأنفسهم استخدام آليات الإخوان بل مفردات الجماعة التي تعادي الليبرالية وتشيطن اليسار وتمقت الناصريين؟ ولماذا يروجون لخطاب متأسلم داعم للإرهاب تبثه قنوات الإخوان، والاحتفاء بكل إساءة تنشرها ضد السيسي، أو أي شخص آخر، وهم يدركون أن الإخوان يسعون إلى الثأر من المصريين؟ ما هو المبرر الأخلاقي الذي يطرحه هؤلاء الناشطون وهم يطلون على الناس من قنوات تبث من الدوحة وإسطنبول ولندن ليرددوا معزوفة الإخوان عن الانقلاب الذي يترنح والديموقراطية التي تذبح والاختفاء القسري للناشطين ومأساة رابعة وملهاة النهضة؟ إذا كان الإخوان يعيشون مأساة منذ إطاحتهم عن الحكم فإن الناشطين من التيارات الأخرى يعيشون ملهاة يضحك عليها الناس!

نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة «الإخوان» وملهاة الناشطين مأساة «الإخوان» وملهاة الناشطين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon