توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الربيع العربي» يضرب فلسطين

  مصر اليوم -

«الربيع العربي» يضرب فلسطين

بقلم ـ محمد صلاح

ظلت النخب السياسية على مدى عقود، توجه أصابع الاتهام إلى الحكام العرب بالتخاذل أو التقاعس أو التهاون، كلما مارست إسرائيل الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، أو صعَّد الجيش الإسرائيلي من وحشيته وهمجيته ضد أبناء فلسطين. وبقيت النخبة السياسية تشيد بردود الفعل الشعبية في كل حادث أو تطور على الأراضي الفلسطينية، وتؤكد أن فلسطين ستعود بواسطة الشعوب لا الحكام، وأن الحق سيرجع طالما بقيت الجماهير العربية على موقفها الرافض لإسرائيل وأفعالها ومجازرها وإرهابها.

حل «الربيع العربي» وضرب دولاً عربية واحدة بعد الأخرى، وعلى رغم الانتصار عليه في مصر وتحجيمه في دول أخرى، إلا أن خرابه مازال يدور في ليبيا وسورية واليمن، وبقاياه تضرب العراق، ورذاذه يهدد الخليج، فانشغلت الشعوب العربية، إما بالاقتتال الداخلي، أو النضال من أجل الحفاظ على مجتمعاتها والتصدي لمؤامرات «الإخوان» وبقية الجماعات الإرهابية الأخرى وكشف محاولات التخريب القطري والتوسع التركي والتمدد الإيراني، بينما غالبية رموز النخبة العربية انقسمت أو حوّلت البوصلة في اتجاه الدوحة أو أنقرة أو واشنطن أو لندن، وصار أفرادها يبحثون عن إسقاط الحكام في الدول العربية ذاتها بدعوى أنهم تصدوا للربيع وقاوموا التغيير.

لم يكن التصعيد الاسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة الأول ولن يكون الأخير، لكنه كشف إلى أي مدى صارت الجماهير «مشغولة» عن القضية الفلسطينية، تلهث من أجل حماية أنفسها من شظايا الثورات وحمم التظاهرات وجحيم الفوضى والانفلات. صحيح أن فئات من الجماهير العربية صارت لا ترى من حركة «حماس» الفلسطينية إلا مساوئها أو سلبياتها أو أفعالها التي أضرت بالقضية الفلسطينية ذاتها وببعض الدول العربية، إلا أن الشعوب العربية وعلى مدى الزمن، لم تكن تتخذ مواقفها بحسب من يحكم ما تبقى من فلسطين في الضفة أو القطاع؛ وإنما دائماً كانت تناصر الفلسطينيين وإن تحفظت على سياسات القادة وتنفجر وتتدفق إلى الشوارع مع كل تصرف إسرائيلي إجرامي وتهتف وتتعهد وتتوعد بغض النظر عن مواقف صاحب القرار الفلسطيني. بقيت الشعوب العربية تضغط على الحكام العرب وتدفعهم إلى الحد الأقصى من المواقف الممكنة تجاه إسرائيل، وحافظت القضية الفلسطينية على مدى عقود على توهجها وحضورها وتأثيرها داخل كل بلد عربي، حتى أتى ذلك الربيع الذي طاح الثوابت وعَصَف بالمبادئ، واندفع ليأكل الأخضر واليابس ويحرك النزاعات الطائفية والحراب الأهلي والعراك الفئوي ونشر الفوضى، وخلف مناخاً هو المثالي لتنظيمات كـ «الإخوان» ظلت تسعى على مدى تاريخها نحو مقاعد السلطة ودفع الشباب نحو الانضمام إلى تنظيمات إرهابية صارت تصرفاتها جزءاً من البيئة التي نشأت فيها، لكن الربيع العربي زاد من قسوتها وأعدادها وإجرامها.

هكذا فقدت القضية الفلسطينية ظهيراً شعبياً مهما وزخماً كانت الجماهير العربية تمنحه لها مع كل حدث أو تصرف إسرائيلي إرهابي، خصوصاً حين لاحظت الشعوب أن بنادق الإرهابيين وأحزمتهم الناسفة وُجّهت الى الشعوب العربية ذاتها وصوبت نحو الكنائس والمساجد في مدن وعواصم عربية، وأن اغتيال ضابط مصري أو شرطي سعودي أصبح مجالاً للفخر بين من ظلوا يزعمون أنهم سيزحفون على القدس بالملايين!

لم تتوقف إسرائيل منذ احتلال فلسطين عن محاولات الوقيعة بين الدول العربية ونشر الفتن بين شعوبها، وتحريض المسلمين ضد الأقباط، والشيعة ضد السنة، والرجال ضد النساء والشبان ضد الشيوخ والحكام ضد الجماهير والشعوب ضد المسؤولين، وعملت دائماً على استنزاف موارد الدول العربية وشغل أجهزة الأمن فيها بقضايا هامشية ووسائل الإعلام بتوافه الأمور، وضرب القطاع العام بالخاص وهدم مؤسسات الدول ووقف خطط التنمية وإفشال كل مشروع جديد، ومحاربة كل إنجاز أو نجاح، واستهداف التاريخ العربي بالتزييف والتزوير والفبركات. الآن ارتاحت إسرائيل إذ صارت هناك جهات أخرى تقوم بتلك المهام تحت غطاء الدين حيناً أو حقوق الإنسان في أحيان أخرى، وبزعم تحقيق الحريات أو العدل أو محاربة الفساد، فكانت النتيجة أن ارتبك الحكام وانشغلت الشعوب وتفرغت إسرائيل لابتلاع ما تبقى من فلسطين!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الربيع العربي» يضرب فلسطين «الربيع العربي» يضرب فلسطين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon