توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الأردن: معركة الربيع الأخيرة

  مصر اليوم -

الأردن معركة الربيع الأخيرة

بقلم : محمد صلاح

يكفي النظر إلى رد فعل الدوحة والمنصات الإعلامية التي تنفق عليها تجاه جهود المملكة العربية السعودية لإعانة الأردن على تخطي الأزمة الاقتصادية، لتدرك حجم غضب محركي الربيع العربي وداعمي الفوضى وموزعي الخراب على العالم العربي. عليك أن تطالع مواقف رموز «الإخوان المسلمين»، سواء المقيمين في قطر أو تركيا أو أي دولة أخرى، من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الاجتماع الرباعي في مكة المكرمة لتدرك إلى أي مدى صار هذا التنظيم يرتبط وجوده بالخراب والدمار ودماء الشعوب العربية. يخوض الربيع العربي معركته الأخيرة و «يستقتل» بهدف العودة مجدداً ليضرب المنطقة العربية، فحشد كل صناعه ومؤيديه وداعميه ومتآمريه، وقد جهزوا أدواتهم وأسلحتهم ومنصاتهم الإعلامية لتسخين الأجواء وصب مزيد من الزيت على نار الغضب والاحتجاج، وتحريض البسطاء وخداعهم بالرخاء الموعود. اختار مخططو الفوضى ومحركو الفتن ومحترفو المؤامرات أن يكون الأردن مدخلاً إلى فصل جديد لربيع آخر يضرب ويخرب ويحطم ويفتت، بينما بقايا وآثار كوارث الثورات والاحتجاجات ما زالت تدور في دول أخرى، ومشاهد خيام الإيواء ورماد الحرائق لم تختف بعد. إنه «الكتالوغ» نفسه والمفردات ذاتها تعود من جديد، بينما يخشى من مروا بالتجربة على الأردن ويخافون على مصيره ويتمنون ألا يتعرض لضرر بأيدي أبنائه، أو أن يدخل أتون صراعات وإرهاب وخراب. المصريون مثلاً نالوا خبرة واسعة في التعامل مع هكذا أحداث ومؤامرات، وعاشوا تجربة مؤلمة ما زالت مصر تدفع ثمنها حتى الآن، ويخشون على الأردن من المؤامرات الخارجية وطموحات «الإخوان». انتصر الشعب المصري على مخططات الفوضى ومؤامرات التقسيم حين ثار ضد حكم «الإخوان المسلمين» وخلع محمد مرسي عن المقعد الرئاسي، فتحصنت دول أخرى ونجت بعدما كانت عرضة للمخاطر، لكن معاول التحريض ظلت تعمل ومنصات الإعلام بقيت تبث السموم وتطلقها من الدوحة واسطنبول ولندن، وخلايا «الإخوان» المتسرطنة في مفاصل دول وجهات وأجهزة استخبارات ظلت تحرض لعل الفوضى تعود ومعها السلطة!!

أدرك المصريون مذاق الفوضى المر حين مر الربيع العربي فوق بلدهم، ولكنهم نجوا من خرابه وكوارثه ويتحسبون من مؤامرات مستمرة يقف خلفها دائماً «الإخوان المسلمون» لإشاعة مناخ يسمح من جديد للجماعة بالقفز على الحكم وامتلاك السلطة. يتحمل المصريون تبعات برنامج صعب للإصلاح الاقتصادي من دون اضطرابات أو احتجاجات حتى لا يهيئوا مناخاً يستثمره «الإخوان» في التحريض والتخريب.

اللافت أن الاحتجاجات ضد قانون ضريبة الدخل في الأردن تلقفها معارضون ونشطاء مصريون في محاولة لتحريك الشارع، بالتزامن مع قرارات مرتقبة لتقليص الدعم المفروض على الطاقة يتوقع صدورها الشهر الجاري. ورغم أن تلك القرارات لن تكون مفاجئة لكونها تأتي ضمن خطة حكومية معلنة لرفع دعم الطاقة تدريجاً، لكن هناك دائماً «الإخوان» والنشطاء ومن يتحينون الفرصة لتحريك الاحتجاجات نحو الفوضى والخراب. ليس سراً أن مصر والأردن خسرا كثيراً جراء الأوضاع الإقليمية المضطربة وتفشي الإرهاب، فتوقف تصدير الغاز المصري إلى الأردن بسبب الإرهاب في سيناء راكم خسائره، فضلاً عن توتر الأوضاع على الحدود، وتحمل فاتورة باهظة جراء حركة النزوح، أما مصر فتستنزف موازنتها يومياً في الحرب على الإرهاب، وتتراجع فيها معدلات الاستثمار جراء الاضطرابات والفوضى التي استمرت سنوات، وتتدهور موارد السياحة بعد إسقاط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2015، فضلاً عن اضطراب الأوضاع في ليبيا وعودة مئات الآلاف من العمال المصريين إلى بلدهم، ولولا مشاريع قومية عملاقة لأضيفوا إلى ملايين العاطلين. تلك الظروف دفعت الدولتين إلى إجراءات اقتصادية وصفت في مصر بـ «العلاج المر»، لكن ليس أمام الدولتين سوى خيار واحد لمعالجة أخطاء الماضي وتحقيق الإصلاح الاقتصادي أو الدخول في مواجهة المجهول.

لا يوجد لدى المصريين قدرة أو حتى رغبة في التظاهر والاحتجاج من جديد بالنظر إلى التجربة التي مروا بها في السنوات الأخيرة والتي سببت تباطؤاً اقتصادياً لمسه كل مواطن، وحجم المعارضة الحقيقية لدى الشارع ضعيف وفاتر، والنشطاء السياسيون لم يعد لهم تأثير في حركة المجتمع، والناس انصرفوا عن الشعارات وأدركوا أن ثمن الفوضى أفدح بكثير من الثمن الذي يدفعونه لتحمل قرارات اقتصادية صعبة، أو آثار إصلاح مالي واجتماعي وسياسي، ولذلك احتشدوا من أجل مواجهة الإرهاب وعلاج آثار تسرطن «الإخوان» في المجتمع لسنوات. فشل «الإخوان» والجهات والدول التي تدعمهم في إعادة الفوضى والخراب مرة أخرى في مصر، لكنهم يعيدون المحاولة الآن في الأردن

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن معركة الربيع الأخيرة الأردن معركة الربيع الأخيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon