توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المريوطية»

  مصر اليوم -

«المريوطية»

بقلم ـ محمد صلاح

لا يستطيع أي مسؤول في مصر، أو أي بلد في العالم، أن يتعهد أمام شعبه بقدرته على وقف تام لعمليات الإرهاب، فالإرهاب صار يحدث في أي مكان بعدما تحول إلى ظاهرة عالمية بفعل عوامل كثيرة، على رأسها استخدامه بواسطة دول وأجهزة استخبارات لتحقيق أهداف سياسية والطرمخة عليه للضغط على دول وحكومات وشعوب، ربما للفوز لمصالح ومكاسب اقتصادية، وتبريره وابتكار ذرائع له بواسطة منظمات حقوقية ومراكز بحثية جرى سرطنتها، إما بأشخاص «يقبضون» أو يحملون في عقولهم أفكار الإرهابيين ومبادئهم، وطالما بقيت وسائل إعلام تحرض الإرهابيين وتبيّض وجوههم وتخلق لهم أسباباً للنمو والانتشار.

لكن الناس رصدوا في الأشهر الماضية انخفاضاً ملحوظاً في وتيرة العمليات الإرهابية في مصر بعد نجاح الحملة التي شنها الجيش على معاقل الإرهابيين ومخابئهم وأوكارهم في سيناء، والإجراءات التي اتخذتها السلطات هناك للقضاء على أنفاق كان الإرهابيون يستخَدمونها للتدفق الى شبه الجزيرة المصرية، وكذلك التعاون بين أهالي سيناء والجيش والشرطة في مطاردتها فلول الفارين من الإرهابيين والإبلاغ عن الوجوه التي تأتي إلى هناك من المحافظات الأخرى للالتحاق بالجماعات والتنظيمات الإرهابية، إضافة بالطبع إلى انشغال المجتمع في مصر في حركة بناء غير مسبوقة في غالبية المحافظات والمدن وتعامل المصريين مع ظاهرة الإرهاب باعتبارها مجرد منغص للحياة وليس أبداً سببباً لتوقفها.

تنهض مصر من عثرتها وتدفع ثمن بقائها موحدة ونجاتها من كارثة الربيع العربي وموقفها الصارم ضد جماعة «الإخوان» وتصديها لأطماع تركيا الإقليمية ومؤامرات قطر على الأمة العربية، وتحديها لجهات غربية سعت إلى تنصيب «الإخوان» على مقاعد الحكم في دول عربية.

ويبدو فهم المصريين لظاهرة الإرهاب واضحاً في رفضهم كل دعوة خرجت من جماعة «الإخوان» للتظاهر أو الاعتصام أو تحطيم مؤسسات الدولة فهم أدركوا أن لا فرق بين «الإخوان» وأي تنظيم إرهابي آخر.

لاحظ هنا الفارق بين ردود فعل المصريين تجاه العملية الإرهابية التي استهدفت السياح الفيتناميين في منطقة المريوطية مساء الجمعة الماضي وبين حفلات الشماتة التي نصبها «الإخوان» وقنواتهم التلفزيونية التي تبث من الدوحة واسطنبول ولندن ومواقعهم الإلكترونية التي يحركها لجان لم تتوقف يوماً، منذ إطاحة حكم الجماعة، عن السعى إلى هدم الدولة المصرية على من فيها.

فالمصريون جيّشوا أنفسهم للدفاع عن وطنهم والتعاطي مع الحادثة باعتبارها واحدة من سلسلة عمليات إرهابية تضرب العالم وابتكروا وسائل لطمأنة السياح وعرض صورة مصر الحقيقية عليهم، بينما كانت الآلة الإعلامية القطرية والمواقع «الإخوانية» والقنوات التركية تصور للعالم أن ما جرى هو نتيجة لحكم السيسي لمصر!! وإبعاد «الإخوان» عن الحكم!!.

عموماً فإن المصريين لم يعد ينطلي عليهم مؤامرات تلك الجماعة التي صارت مرادفاً للإرهاب وكلما مارس «الإخوان» وحلفاؤهم من الجماعات الإرهابية الأخرى جرائم، كلما أدرك المصريون أنهم ساروا في المسار الصحيح حين أطاحوا بالجماعة وأبعدوها عن المسرح السياسي الذي لم يكن بالنسبة لها إلا وسيلة لخداع الناس وترتيب الأوراق والتنسيق مع الحلفاء.

لا يصدق «الإخوان» ومعهم باقي الجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخرى أن مصر تخطت مرحلة أن يهز الحكم فيها عملية إرهابية يحدث مثلها في دول أوروبية لم يزرها الربيع العربي ولم يحمكها «الإخوان» ويخلعوا من مقاعد السلطة فيها، وغالبية المصريين توقعوا بعد انحسار ظاهرة الإرهاب في سيناء أن ينفذ الإرهابيون جرائم وسط المناطق السكانية ضد دور العبادة أو باستهداف السياح والمناطق السياحية، حيث الأهداف السهلة والحلقات الأضعف والازدحام الذي يمكن الجناة من الفرار أو الاختباء.

تملك مصر خبرة طويلة في التعاطي مع هكذا جرائم ونفس الدولة طويل وإرادة الشعب المصري من حديد ومن قلب المعاناة تخرج مصر من كبوتها بعدما طوت صفحة «الإخوان» في السياسة وتتماسك وهي تواجههم. وحلفائهم في ساحة الإرهاب لتكتب فيها نهايتهم.

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المريوطية» «المريوطية»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon