توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

التحليل الكروي... الثوري

  مصر اليوم -

التحليل الكروي الثوري

بقلم : محمد صلاح

بغض النظر عن الأمور الفنية ذات العلاقة بكرة القدم والظروف التي أحاطت بمشاركة الفرق العربية الأربع في مسابقة كأس العالم في روسيا ونتائجها وآراء المحللين الرياضيين في مستوى الأداء وايجابيات المدربين وسلبياتهم، أو حتى أخطاء القائمين على اتحادات الكرة في الدول الأربع، فإن الظاهرة الأكثر بروزاً تتعلق بالتفاف الشعوب العربية خلف المنتخبات الأربعة بصورة تفوق المتوقع، وكذلك عودة العلم الوطني ليرتفع في الشوارع والميادين وعلى واجهات المنازل وضمن مفردات الحياة اليومية للمواطنين العرب، حتى في الدول التي لم يحالفها التوفيق بالوصول إلى المونديال.

باختصار أعاد المونديال إظهار النزعة الوطنية مجدداً لدى الشعوب العربية، وأبرز ارتباط المواطن العربي بوطنه وحرصه على سطوعه ضمن المحفل الدولي الكبير، على رغم الإحباط والانكسار والفشل في أمور السياسة، أو تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وصعوبة الحياة في الأمور الحياتية. دعك هنا من محاولات قطر استغلال المسابقة الكروية العالمية لبث الفتن بين الشعوب العربية، وتحويل التنافس إلى صراع وحرب وكراهية، وسعي اللجان الإلكترونية الإخوانية والقنوات التلفزيونية الداعمة للإخوان وتبث من لندن وإسطنبول والدوحة إلى استغلال الحدث للإساءة إلى الرموز العربية، أو تحريض الجماهير ضد الحكومات واستثمار نتائج الفرق العربية لتحقيق أهداف سياسية. لاحظ أيضاً أن الإخوان أنفسهم كثيراً ما نبهوا أنظمة الحكم العربية عند تحقيق منتخباتها الكروية نجاحات إقليمية أو دولية بإلهاء الشعوب بواسطة كرة القدم والتغطية على أفعالها بالترويج للكرة وأحداثها، ولا يفوتك أيضاً أن الإخوان والآلة الإعلامية القطرية والنشطاء والثورجية لم يفوتوا، منذ ضرب الربيع العربي المنطقة وخرب أنماط العلاقات الإنسانية، فيها الفرصة تلو الأخرى إلا وسعوا إلى نشر الفوضى وزرع الفتن وتحقيق الخراب أملاً بتهيئة أجواء تسمح للإخوان بالقفز إلى مقاعد الحكم. واللافت أن الجماهير العربية ذاتها وعت اللعبة وفهمت الحيل والمؤامرات وصارت تتهكم على منصات إعلامية ظلت على مدى سنوات تنشر الإحباط بين الناس وتنزعج بشدة إذا ما التفت الجماهير العربية خلف أعلام بلدانها، وتأتي الآن لتبكي على أحوال المنتخبات العربية الكروية!

مشاهد الجماهير العربية في شوارع المدن الروسية التي تحتضن المونديال تؤكد أن الناس تجاوزوا الربيع العربي، وصاروا يرفضون صناعه، ولن يقبلوا بعودته، وأن الشعوب العربية لن تسمح مجدداً لأجواء الفوضى أن تعود، وأن جزءاً من أسباب ابتهاجها يأتي من نجاتها من شظايا الثورات وخراب المؤامرات.

تتجاوز شعوب الدول المتقدمة، وخصوصاً في أوروبا، صدمتها بسرعة إذا ما فشلت فرقها في الوصول إلى المونديال، أو خرجت من الأدوار الأولى، بعكس الحال في الدول العربية، إذ إن هناك في الجزء الآخر من الكرة الأرضية أسباباً عدة للسعادة والفرح والبهجة بينها قد يجد المواطن العربي في الكرة مصدراً وحيداً للفرحة أو الابتهاج والمأساة إن ظهر له، بفعل الربيع العربي ونتائجه المدمرة، من يستكثر عليه حتى الاستمتاع بفريقه في محفل دولي. تبدو الإجراءات القضائية التي أعلنت المملكة العربية السعودية عن اتخاذها تجاه تصرفات مسيئة ارتكبت أثناء بث مباريات المونديال بواسطة القناة القطرية المحتكرة للبث منطقية، فالمعلوم أن احتكار القناة لبث مسابقات إقليمية ودولية كروية تحول إلى أداة سياسية استخدمتها الدوحة مراراً من قبل، إذ لم ينسَ المصريون مثلاً بعد ذلك المعلق الذي دعا إلى المصالحة مع الإخوان المسلمين أثناء تعليقه على مباراة للفريق المصري في تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال، أو رياح السموم التي يطلقها المحللون الكرويون في كل نقاش حول مباراة كرة القدم للسخرية من الرموز والإساءة لهم وتبرير الأفعال القطرية، ويضطر مشجعو الكرة إلى الجلوس لمشاهدة مباريات الفرق العربية في المونديال وقد تحصنوا ضد ذلك المعلق الإخواني أو تلك التحليلات الكروية... الثورية!

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحليل الكروي الثوري التحليل الكروي الثوري



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon