توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إخوان» الغرب

  مصر اليوم -

«إخوان» الغرب

بقلم ـ محمد صلاح

إذا كان «الإخوان» استغلوا الظروف المعيشية الصعبة، والمشاكل الاقتصادية الحادة، والجهل والفقر المنتشرين في مجتمعات عربية، وتمكنوا، خصوصاً في مصر، من الانتشار والتّسرطن في نسيج المجتمع، والانطلاق من مصر إلى دول عربية أخرى، فكيف تمكنت تلك الجماعة من أن تخترق مجتمعات غربية لا تعاني المشاكل نفسها ولا الظروف ذاتها، لتحقق وجوداً ملموساً وتأثيراً ملحوظاً، وتخدم، وعلى بعد آلاف الأميال، وعبر البحار والمحيطات، أهداف التنظيم الدولي لـ «لإخوان» بالسيطرة على الشرق الأوسط والقفز الى مقاعد الحكم في دول المنطقة؟

ليس سراً أن غالبية المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب تخضع لـ «لإخوان» ناهيك بالطبع عن المساجد، حتى ترسّخ الاعتقاد بأن التصدي لـ «لإخوان» وكشف مؤامراتهم ورفض الانجراف خلفهم أمور تخالف الشرع! ويكفي البحث في النموذج الأميركي للوصول إلى الأسباب التي جعلت للجماعة ذلك الحضور في الغرب كله، حتى إنك إذا ذهبت إلى هذه المؤسسة أو تلك أو المسجد، هذا أو ذاك، وناقشت القائمين عليه في قضية مطروحة في منطقة الشرق الأوسط فلن تسمع سوى المرادفات نفسها التي يرددها الإخوان ويسعون إلى تسويقها.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان لـ «لإخوان» وجود في الولايات المتحدة، فالجماعة أسست هناك منظمات أضفت عليها صفة «الإسلامية» وجعلت من نفسها الممثل الشرعي للمسلمين هناك، وتحولت وعاءً لاستقطاب «الإخوان» المهاجرين ليمارسوا، بعدما يستقر لهم الحال، بمساعدة إخوان آخرين سبقوهم، النشاط نفسه الذي يمارسونه في الدول التي نزحوا منها تحت لافتة «الإخوان»، لكنهم في الولايات المتحدة ينشطون خلف لافتات أخرى تحظى بالشرعية القانونية، خصوصاً أنهم حرصوا عند تأسيسها أن تضمن لوائحها أن تظل تحت سيطرة «الإخوان» مهما تغيرت الظروف، لتتحول هذه المنظمات في مراحل لاحقة إلى أدوات لتنفيذ مخططات التنظيم الدولي للجماعة داخل الولايات المتحدة، وكذلك تحريك عملاء التنظيم في منطقة الشرق الأوسط، حتى إن إحدى هذه المنظمات نظّمت احتفالاً كبيراً في مناسبة انتهاء الحرب العالمية الثانية بشكل علني، وجرى فيه ترديد شعارات «الإخوان» وهتافاتهم، وبعدها بسنوات طويلة صار أمر كهذا طبيعياً أو اعتيادياً وكأنه ضمن مفردات عمل تلك المنظمات!!

وطوال ستينات القرن الماضي، ومع تدفق أعداد غير قليلة من مسلمي الشرق الأوسط إلى أميركا بهدف الدراسة أو الهجرة أو الفرار من ملاحقة نظام الرئيس عبدالناصر، تأسست رابطة تجمع الدارسين في ولايات ومدن أميركية كبرى مثل الينوي وميتشغان وأنديانا، وبعدها بسنوات كان «الإخوان» يسيطروا على غالبية المساجد وامتلكوا القدرة على تحريك أو توجيه المسلمين، خصوصاً في الانتخابات بزعم خدمة المسلمين في أميركا أو تحقيق مصالحهم واستخدام ثقلهم بما يفيد التنظيم في دول الشرق الأوسط. بمرور السنوات كان هناك الأبناء ثم الأحفاد ليتسرطن «الإخوان» في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية ولينتشروا وفقاً لمخطط التنظيم الدولي في وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية ويصبحوا جزءاً من التركيبة الاجتماعية.

بطبيعة الحال، وجد «الإخوان» في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المناخ مهيئاً لمزيد من التسرطن في المجتمع الأميركي واستثمار الوجود الكثيف للجماعة في تشكيل السياسة الأميركية خصوصاً ما يتعلق بالشرق الأوسط.

إنه الأسلوب الإخواني في زرع خلايا التنظيم في حي عشوائي في مصر أو مدينة صاخبة في الولايات المتحدة لا فرق!! المهم أن التنظيم صار ينفذ خططه في التوسع والانتشار بقوة الدفع الذاتي، فالكائن الإخواني تربى عبر عصور في خدمة أهداف الجماعة أولاً مهما كانت الظروف حوله أو الدولة التي يقيم فيها، لذلك لا تستغرب موقف «الإخوان» في الغرب، وحتى من هم من غير أصول عربية، من قضايا محلية عربية أو انتشار اللجان الإلكترونية الإخوانية التي لا تكف عن محاولة الإساءة الى الحكم في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ناهيك بالطبع عن الموجودين منهم في تركيا وقطر. تدفع دول عربية الآن ثمن تغاضيها عن نشاط «الإخوان» مبكراً، أو الثقة في الجماعة التي ثبت أنها لم تكن في محلها، أو تحالفها أحياناً والتماهي في أحيان أخرى مع ذلك التنظيم من دون النظر إلى خطورته وتقلباته وعدم وفائه بكل وعد أو أي عهد، وسيدفع الغرب بكل تأكيد ثمن أخطائه الفادحة في التعاطي مع «الإخوان» باعتبارها جماعة سلمية، بينما أجهزة الاستخبارات الغربية على يقين بأنها تتعامل مع تنظيم إرهابي!!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» الغرب «إخوان» الغرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon