توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الدولة «الإخوانية»

  مصر اليوم -

أزمة الدولة «الإخوانية»

بقلم : محمد صلاح

لم ينس المصريون بعد الجهود الحثيثة التي بذلها «الإخوان» لضرب عملة بلدهم، وكيف سعى التنظيم إلى تخفيض قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى، ولم يغب عن أذهانهم بعد، مشاهد مندوبي «الإخوان» أمام المصارف ومحلات الصرافة في الدول ذات الوجود الكثيف للعمالة المصرية لصيد كل مواطن مصري ذهب ليحول مبلغاً مالياً إلى أهله، فيتلقفه هذا الإخواني ليعرض عليه شراء ما معه من دولارات أو أي عملة أخرى بسعر يفوق حتى سعر السوق السوداء في مصر، على أن يقوم شخص إخواني آخر بتوصيل المبلغ بالعملة المصرية إلى الجهة أو الشخص الذي يرغب في تحويله له!! تلك كانت ألاعيب «الإخوان» وجهودهم للإيقاع بالاقتصاد المصري، ناهيك بالطبع عن حملات المنصات الإعلامية الإخوانية والقنوات التي تُبث من تركيا والدوحة ولندن، وما حوته من أكاذيب وفبركات لإشعال أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه، ومن ثم تحريض الناس ضد الحكم ودفعهم إلى الثورة والفوضى. تغير الحال وتبدل وظهر سلوك آخر للإخوان عكسته الأزمة الاقتصادية في تركيا وانهيار الليرة، وأيقن الناس إلى أي مدى صارت العلاقة بين تنظيم «الإخوان» وعناصره في أنحاء العالم وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكيف أصبحوا يعتبرون تركيا الدولة النموذج الذي يجب أن يحظى بالولاء، وأردوغان الزعيم الذي يجب أن تظل صورته بيضاء ليلتف المسلمون، حتى من دون «الإخوان»، حوله، ولا يمكن أن يُسمح أبداً بتشويه صورته أو سياساته أو تصرفاته.

ربما كان طبيعياً أن يخرج بعض رموز «الإخوان» المقيمين في مدن تركيا للدفاع عن أردوغان والليرة، وأن يؤمنوا بكلام الرئيس التركي حول المؤامرة التي تتعرض لها بلاده واستهداف الولايات المتحدة والغرب ودول أخرى للإسلام، فهم لجأوا إلى ذلك البلد ويسعون لرد الجميل ويعتقدون أن انهيار الليرة أو أي مشاكل اقتصادية أو مالية تواجهها تركيا، أو أي معضلات سياسية أو أمنية يتعرض لها أردوغان لن تضر الرجل وحده أو حتى جموع الأتراك، وإنما ستؤذي «الإخوان» وستؤثر في وجودهم هناك ونشاطهم في المدن التركية والمنصات الإعلامية التي تُبث من أنقرة، وأن قدرة التنظيم على استهداف كل حاكم عارض «الإخوان» وتصدى لأفعالهم وخططهم وكل مجتمع لفظ الجماعة وطردها وطارد أعضاءها ورموزها ستتأثر إذا ما دخلت تركيا نفقاً مظلماً لأسباب اقتصادية أو سياسية أو أمنية، لكن أن يجيّش التنظيم الدولي للجماعة نفسه وعناصره وأمواله وآلياته للدفاع عن الليرة باعتبارها وحدة التعامل المالية الإسلامية!! وأن تنطلق دعاوى التنظيم من بلاد مختلفة إلى الشعوب الإسلامية لتشتري البضائع التركية وأن تجعل المدن التركية وجهتها للسياحة، وأن يجيش «الإخوان» أنفسهم ليتسولوا من الناس التوجه إلى المصارف لتحويل عملات بلادهم أو أي عملات أخرى إلى العملة التركية، والتحذير من أن سقوط الليرة سيضر كل أسرة مسلمة وكل شخص مسلم، وسيمثل ضربة قاصمة إلى الدين الإسلامي، فالمسألة هنا تخطت الدعم المعنوي أو اللوجيستي إلى حد الذوبان في الكيان التركي، ووصلت أيضاً ممارسة الكذب والتدليس والخداع ليخسر الناس أموالهم مقابل إعانة أردوغان على الصمود وتفادي مزيد من الانهيار للعملة التركية.

وصلت الحال بـ «الإخوان» أن ظهر أحدهم في شريط مصور أضحك الناس، من غير «الإخوان» طبعاً، حين حذر من أن التقاعس عن دعم الليرة سيكون سبباً في اغتصاب المسلمات!!. اللافت أن الجماعة التي تزعم امتلاكها أفكاراً أو خبراء في كل شيء وأي شيء لم تخرج على الناس بمحلل يشرح أو يفسر أسباب انهيار الليرة أو طرق الخروج من الأزمة، وإنما اعتمدت أسلوبها المعروف في تلبية طلبات القيادة، من أجل دخول الجنة، فسارت خلف الزعيم التركي الإخواني وكررت كلامه حول المؤامرة المزعومة والإسلام المهدد من كل شخص أو جهة أو دولة لا تدين بالولاء لتركيا!!

لا يتعامل «الإخوان» مع تركيا باعتبارها دولة إسلامية!! أو حتى دولة داعمة لتنظيمهم، وإنما بكونها دولة إخوانية زاد ارتباطهم بها بعد فشل تجربة حكمهم لمصر، ويعتقدون أن الحفاظ على الصورة الانطباعية لأردوغان طيبة وناصعة ومن دون خطايا أو أخطاء قد يعوض ما لحق بالتنظيم من إهانة وخزي وسمعة سيئة بعد ثورة الشعب المصري ضد حكم المرشد، ولأن الكائن الإخواني لا يعترف بالأساس بوطن أو دولة، فإنه صار مطالباً الآن ليس فقط أن يدفع ثمن فشل إخوان مصر وإنما أيضاً كوارث عملة الدولة الإخوانية.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الدولة «الإخوانية» أزمة الدولة «الإخوانية»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon