توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرقة الفرحة

  مصر اليوم -

سرقة الفرحة

بقلم : محمد صلاح

حدثان وقعا في مصر خلال الأسبوع الجاري، عكسا إلى أي حد يكره "الإخوان المسلمون" الشعب المصري، وإلى أي مدى يغضبون إذا ابتهج المصريون، الأول يتعلق بجهود بذلتها الشرطة للتعاطي مع حادثة خطف طفل وطلب الخاطفين فدية من أسرته لإطلاقه، انتهى بالقبض على الجناة وتحرير الطفل، ونهاية لجريمة كان يمكن أن تتحول مأساة حظيت باهتمام الناس وتحولت فرحاً كبيراً من جانب الطفل وأسرته وأقاربهم والمصريين الذين تابعوا القضية، وظلوا مشغولين بها حتى كتبت لها النهاية السعيدة، أما الحدث الثاني فيخص رئيس مصلحة الجمارك الذي كان عُيّن في موقعه قبل أسابيع قليلة، وتم القبض عليه مساء الأحد الماضي متلبساً بتلقي رشوة قدرها مليون جنيه من صاحب شركة لاستيراد الملابس، بعدما اتفقا على تمرير شحنة من دون سداد الرسوم الجمركية المستحقة عليها، ما رسّخ الاعتقاد لدى المصريين أن الدولة مصرة على محاربة الفساد، وأن الأجهزة الرقابية تبذل جهوداً حثيثة للتعاطي مع تلك النوعية من الجرائم التي تحولت ظاهرة في السنوات الأخيرة.

رد فعل "الإخوان" ولجانهم الإلكترونية وقنواتهم التي تنفق عليها قطر، اتسق مع أهداف الجماعة التي تسعى منذ ثار الشعب المصري على حكم محمد مرسي وأطاح أحلام التنظيم في الاستمرار في حكم أكبر بلد عربي والانطلاق منه للسيطرة على دول أخرى، في سرقة فرحة المصريين وإشاعة مناخ دائم من الإحباط واليأس وبث الطاقة السلبية بين المواطنين. فـ "الإخوان" شككوا في الروايات الرسمية بالنسبة إلى مسؤول الجمارك، وحين وجدوا أنها صحيحة روجوا الادعاء بأن المسؤول الموقوف معارض للسيسي! وأخيراً، وبعدما تبينوا أن المصريين سخروا وتهكموا على مزاعم الجماعة، عادوا إلى مفرداتهم المعتادة وعزفت لجانهم الإلكترونية معزوفة أن السيسي يطيح بعض رجاله حتى يخدع الشعب المصري ويوهمهم بأنه يحارب الفساد! المهم لدى الجماعة ألا يصدق المصريون أن الدولة تطارد المفسدين، أما في واقعة تحرير الطفل من خاطفيه، فإن الآلة الإعلامية للجماعة ظلت تعيد أسطوانة وتكررها، مفادها أن الطفل ينتمي إلى أسرة ثرية وأن الأغنياء وحدهم في مصر قادرون على حل مشكلاتهم، بينما الفقراء والبسطاء يدفعون ثمن رفاهية الأثرياء! تخيل أن هذا هو الخط السياسي والإعلامي الذي يتبناه تنظيم حكم مصر لمدة سنة، وكان يأمل بأن يمتد حكمه إلى بقية الدول العربية! بالطبع، يمكنك هنا توقع رد فعل الجماعة إذا كان خاطفو الطفل قتلوه، إذ وقتذاك كانت "النوتة" الإعلامية ستطرب الناس بسيمفونية الأمان الغائب في مصر مُذ أتى السيسي إلى الحكم! المهم في واقعة الطفل بالنسبة إلى الجماعة، ألا يشعر المصريون أبداً بالأمان أو أن جهاز الشرطة يقوم بواجبه، أو أن الدولة تواصل جهودها لمعالجة آثار الانهيار الأمني الذي أحدثه الربيع العربي.

يصاب "الإخوان" بصدمة كلما مر المصريون بأوقات مبهجة أو سعيدة على رغم ندرتها، وهم لا يدركون أن المصريين في الأساس يحملونهم، ومعهم دول وجهات وشخصيات تآمرت على مصر، المسؤولية عن تفشي تلك النوعية من الجرائم، فالربيع العربي كان سبباً في أجواء الفوضى وتردي الأوضاع الأمنية وارتفاع طموحات الناس، وتحول الحرية إلى همجية وبلطجة وغياب المسؤولية الاجتماعية أو حتى السياسية وكلها عوامل جعلت بعضهم يعتقد أن في استطاعته أن يفعل أي شيء من دون أن يطاوله القانون، وآخرون يتصورون أن جهاز الأمن يعمل لمصلحة فئة بعينها ويترك باقي المواطنين ضحايا للفساد والسرقة والخطف، ناهيك بطوفان الإشاعات والأكاذيب والأخبار المفبركة التي لا يتوقف "الإخوان" عن ضخها ليل نهار لإرباك الناس وجعل المجتمع ساخناً دائماً. إنها آلاعيب فطن إليها المصريون وحصّنتهم ضد إعلام الجماعة والدول التي تساندها ودعوات الناشطين وتنظيرات النخبة. صحيح أن لدى "الإخوان" ثأراً مع السيسي وهم لم يتوقفوا عن محاولة الإساءة إليه وتغييب إنجازاته وتعظيم هفواته أو أخطائه، لكن الاعتقاد السائد في مصر الآن أن الجماعة تسعى إلى الانتقام من الشعب المصري ذاته ليس فقط لأنه أطاح حكم "الإخوان" وثار على محمد مرسي وجعل مرشد التنظيم يفر من اعتصام رابعة العدوية مرتدياً نقاباً، ولكن أيضاً لأن ذلك الشعب على رغم معاناته وصعوبة الحياة التي يعيشها لا يتجاوب مع كل دعوة قد تؤدي إلى عودة "الإخوان" مجدداً إلى واجهة الصورة. في اختصار، الشعب المصري لا يريد أن تجمعه صورة واحدة مع "الإخوان"، بل يبتهج أكثر مع كل واقعة ولو بسيطة لمجرد أن تزيد من صدمة الجماعة!

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقة الفرحة سرقة الفرحة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon