توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضجيج المنصات وهدوء الدبابات

  مصر اليوم -

ضجيج المنصات وهدوء الدبابات

بقلم - محمد صلاح

يفوق ضجيج المنصات الإعلامية القطرية واللجان الإلكترونية الإخوانجية الغاضبة تجاه الحملة التي يشنها الجيش المصري ضد مخابئ وأنفاق وأوكار الإرهابيين في سيناء، أصوات الطائرات والمدرعات وطلقات المدافع والبنادق وكل الأسلحة التي يستخدمها ضباط وجنود الجيش، أو حتى وسائل الإعلام المصرية، وهي تتابع ما يجري في شبه الجزيرة وتلاحق أخبارها. لكن المصريين اعتادوا على هكذا ضجيج؛ بل صاروا ينتظرون ردود فعل الإخوان، وكل الدول والجهات التي تدعمهم، كلما ارتكب الإرهابيون مجزرة، أو شهدت مصر تطوراً أو صدر قرار أو اتخذ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إجراءً أو حتى وقع حادث قدري، إذ يتوقعون دائماً أن يأتي الإخوان، ومن يحترمونهم، بتصرفات تثير السخرية غالباً، والضحك أحياناً.

وكثيراً ما تتحول بعض العبارات التي تركز عليها اللجان الإلكترونية الإخوانية إلى مفردات ثابتة في القنوات التي تنفق عليها قطر، وتبث من الدوحة ولندن وإسطنبول، لكنها تصبح لدى المصريين «نكات» تخفف عنهم هموم الحياة وتصرفات الإخوان، كالزعم بأن الجيش المصري يحتل سيناء! أو أن السيسي يسعى إلى تصفية «المجاهدين» حتى يسلم سيناء إلى إسرائيل نظيفة! المهم أن الحملة على الإرهاب في سيناء لم تبدأ في التاسع من الشهر الجاري وإنما قبله بفترة، فشبه الجزيرة يعاني منذ حكم الإخوان، من تسرطن جماعات وأفراد جرى زرعهم فيها، وعلى مدى أربع سنوات فشل هؤلاء في احتلال ولو متر واحد من الأرض أو البقاء عليه، وهم حاولوا أكثر من مرة عن طريق هجمات، شاركت فيها أعداد كبيرة منهم، تحقيق ذلك الغرض والسيطرة على موقع عسكري أو مكمن للشرطة ورفع علم داعش عليه والتقاط بعض الصور والأفلام ليحتفي بها الإعلام القطري وتسوّق لها اللجان الإخوانية، لكنهم فشلوا في كل مرة وعادوا إلى أسلوبهم المعروف بالهجوم الخاطف، أو القنص أو زرع العبوات الناسفة، أو استخدام الإرهابيين أو الضرب من بُعد، ثم الفرار للاختباء في الأنفاق أو المغارات أو بين أشجار الزيتون أو الذوبان بين الأهالي.

صحيح أن الإرهاب استنزف، إضافة إلى أرواح الشهداء وجروح المصابين، أموالاً طائلة. وعطل التنمية في سيناء، ووضع عقبات أمام جهود الاستثمار في شبه الجزيرة ومدن مصرية، لكن الدولة احتفظت بقدرتها على مواجهة وملاحقة ومطاردة الإرهابيين وعدم السماح لهم أبداً بالتمركز في مكان واحد لأنها اعتمدت سياسة النفس الطويل. قبل شهرين وفي احتفال عام كلّف السيسي رئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي القضاء على الإرهاب في سيناء في غضون ثلاثة شهور، والمدركون لطبيعة الأوضاع عن قرب في مصر، يعرفون أن أعداداً غير قليلة من الإخوان انضموا إلى تنظيم داعش في سيناء، واحتاج الأمر لملاحقتهم إلى جهود استخباراتية وجمع للمعلومات ومسح لطبيعة الأماكن التي انضموا فيها إلى زملائهم الداعشيين، ويبدو أن الأجهزة المصرية نجحت على مدى شهرين في تحديد الأماكن التي يفر إليها الإرهابيون، والمعسكرات المخفية بين الجبال ووسط الأشجار التي يستقبل فيها عناصر داعش «إخوانهم» من عناصر الإخوان، قبل أن تبدأ تنفيذ الحملة لتطهير سيناء منهم. دعك هنا من نفي الجماعة المستمر أي علاقة لها بداعش، فالتنظيم الأخير فضح الإخوان وتسبب في غضبهم، حين بث مقاطع مصورة للإخواني المعروف عمر إبراهيم الديب أثناء وجوده في سيناء وتلقيه تدريبات على تصنيع المتفجرات، وهو الذي ظلت جماعة الإخوان المسلمين تدعي اختفاءه قسرياً واختطافه بواسطة أجهزة الأمن وتصفيته. على الأرجح أن يعلن الجيش المصري نهاية عمليته الشاملة مطلع الشهر المقبل، لكن ذلك لن يعني أبداً زوال خطر الإرهاب الذي تعاني منه مصر وغيرها من دول العالم، أما تلميح الإخوان بأن للحملة علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة فيدعو إلى التساؤل، وما الضرر في أن ينهي الرئيس المصري فترة ولايته الأولى منظفاً سيناء من الإرهابيين؟

في هدوء ومن دون ضجيج كبير، يواصل الجيش المصري حملته ضد الإرهاب في سيناء، أما ضجيج الإخوان فهو مستمر منذ ثورة الشعب المصري ضد حكم الجماعة، ويخشى التنظيم أن يفقد حلفاؤه الثقة فيه مع تحسّن الأحوال الاقتصادية ووضع حد للإرهاب في سيناء، ولم يعد أمامه إزاء رفض الشعب المصري لكل دعوة إلى التظاهر أو الثورة أو العصيان إلا مزيداً من الضجيج!

نقلا عن الحياة اللندنية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضجيج المنصات وهدوء الدبابات ضجيج المنصات وهدوء الدبابات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon