توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«إخوان» ضد التعليم

  مصر اليوم -

«إخوان» ضد التعليم

بقلم - محمد صلاح

 لا حاجة إلى أدلة كثيرة لإثبات تردي مستوى التعليم في مصر. تكفي الإشارة إلى أن ذلك البلد العربي الكبير حَكَمَه لمدة سنة رئيس إخواني حصل على درجة الدكتوراه، فكان أداؤه بهذا المستوى المزري. الأمر لا يتعلق بمحمد مرسي وحده، أو حتى «الإخوان المسلمين»، فهناك أبناء جيل ركبوا موجة الثورات ونفَّذوا، بوعي أو من دون وعي، توجهات جماعات وتنظيمات وجهات خارجية لم تكن تريد الخير للوطن، وإنما تدميره وتفتيته وإسقاطه، وأصبحوا الآن يتهكمون على كل نجاح، ويسخرون من كل إنجاز.

دخل الإخوان سريعاً على خط المواجهة بين أهالي تلاميذ المدارس والمدرّسين من جهة وبين وزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقي من جهة أخرى، بعدما أفصح الوزير عن خطة ستطبق مع العام الدراسي الجديد لتطوير التعليم. ولأن كل مشروع جديد أو تطور تقني حديث يتسبب، على رغم إيجابياته، بضرر للبعض، فإن مشروع تطوير التعليم في مصر سيُربك الأهالي الذين ألِفوا نظاماً تعليمياً ظل يضمن نجاح الغالبية العظمى من التلاميذ من دون تحصيل للعلم، كما أنه النظام الذي أفرز فئة من المنتفعين من أباطرة المدارس و «حيتان» الدروس الخصوصية ومراكز مجموعات التقوية، وهؤلاء شكلوا نظاماً تعليمياً موازياً للتعليم الرسمي، كان «الإخوان المسلمون»، على مدى عقود، أكثر المستفيدين منه، وحققوا من ورائه أرباحاً مالية، وربطوا مصالح الناس بوجود الجماعة، ما انعكس في صناديق الانتخابات ولجان الاقتراع، وكذلك في التظاهرات والاعتصامات ومظاهر الفوضى. يُحرض «الإخوان» الناس الآن ضد مشروع تطوير التعليم ويخدعون الأهالي بأن أبناءهم سيتعرضون للضرر ويحذرون المدرسين بأن مصالحهم ستتعرض للأذى، ويستخدمون الدعم المادي القطري واستقرار عناصرهم في تركيا والآلة الإعلامية الضخمة واللجان الإلكترونية للإساءة إلى المشروع والحؤول دون تنفيذه، ليس فقط لأنه سيفتح العقول ويحدّ من تقبل الناس لأفكار «الإخوان»، ولكن أيضاً لأن الجماعة بالأساس ضد أي تعليم يكشف زيف ادعاءاتها ويفضح خططها.

من دون الدخول في تفاصيل كثيرة، فإن المشروع ضد كل توجهات «الإخوان» وأهدافهم، فتحديث منظومة التعليم ظل هدفاً للحكومات المصرية المتعاقبة، لكن من دون إجراءات جادة، إلا بعض «الرتوش» البسيطة التي ربما ساعدت في مزيد من تدهور التعليم، حتى باتت مصر في المرتبة قبل الأخيرة، متقدمة على غينيا، وفقاً لتصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي للنظم التعليمية في 140 دولة في العام 2016. لم يسعَ الوزير شوقي إلى تجميل ما هو قبيح، بل أعلن للمصريين أن نظامهم التعليمي يحتاج إلى «الهدم التام». ومنذ تسعينات القرن الماضي، كان كل وزير للتعليم يتحدث عن أن مشروعه الرئيس هو تطوير التعليم، ويسعى إلى تجريب ما هو مُجرّب من دون جدوى، أما شوقي الآتي من أروقة «يونيسكو» فطرح مشروعاً طموحاً يتجاوز الأفكار التقليدية، ويجعل نحو 20 مليون تلميذ في مراحل التعليم قبل الجامعي، وأقل من مليون مدرس، مطالبين بعد شهور قليلة بالتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة كمصدر أساسي للتعليم.

ووفقاً للمشروع فإن مرحلة التعليم الأساسي سيُلغى فيها نظام التدريس بالمواد، وسيتم اعتماد الموضوعات على أن تتاح المعلومات عبر «بنك المعرفة»، وسيتولى المُعلمون تبويب تلك الموضوعات لتلاميذهم، وتحديد المتعلق بها من مقالات ومواد فيلمية ودراسات علمية مُحققة حصلت عليها مصر من شركات عالمية، بعد تعريبها. وستتيح المناهج الجديدة للطلاب أكثر من 7000 فيديو ثلاثي الأبعاد لشرح مواد علمية، وسيتعامل الطلاب مع برامج تفاعلية لشرح الرياضيات، وستتاح لهم خرائط ثلاثية الأبعاد في الجغرافيا، وسيتحولون إلى باحثين لا مُتلقّين، بعد «هدم النظام القائم وبناء آخر جديد».

الوزير شوقي أكد أن المشكلات اللوجيستية المرتبطة بالمشروع مأخوذة في الاعتبار، وسيتم التعامل معها بالتعاون مع مختلف الجهات في الدولة، وستتيح الوزارة للطلاب شريحة مجانية للاتصال بالإنترنت تعمل في أي بقعة على أرض مصر، لتتساوى الفرص بين أفقر طالب وأغنى طالب، فالوضع الحالي «ليس أسوأ منه شيء يخشاه المتخوفون».

بغض النظر عن تفاصيل المشروع فإن «الإخوان» يقحمون أنفسهم دائماً لتحويل كل إنجاز إلى مصيبة وتسخين الأجواء في كل كارثة وسرقة فرحة المصريين بعد كل نجاح، وهم خرجوا فاشلين من أداء دورهم في كارثة السيول وفشلوا في النيل من لاعب ليفربول المصري محمد صلاح، والآن يجيشون أنفسهم ويصوبون منصاتهم الإعلامية ضد مشروع تطوير التعليم... وكالعادة سيفشلون.


نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» ضد التعليم «إخوان» ضد التعليم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon