توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عكس التيار

  مصر اليوم -

عكس التيار

بقلم - محمد صلاح

ستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، اليوم، نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيراً، وسيؤدي الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين القانونية في الأول من حزيران (يونيو) المقبل، ليبدأ ولايته الثانية، بينما معارضوه من «الإخوان» والجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها، وعلى رأسها قطر وتركيا ونخب سياسية امتطتها جماعة «الإخوان» تعيش عالمها الافتراضي.

يسير المصريون عكس تيار الربيع العربي بعدما ضربتهم التجربة في مرحلة متقدمة من مسار ذلك الربيع المدمر، هم لم يجدوا أنه يحقق لهم عيشاً ولا حرية ولا كرامة إنسانية، وإنما فقر وفوضى وامتهان لكل المشاعر الإنسانية. أثبتت وقائع الانتخابات، بغض النظر عن أن نتيجتها كانت محسومة سلفاً، أن المصريين فعلوا عكس كل ما تدعو إليه الجهات التي طالبتهم بالمقاطعة والعزوف عن المشاركة والامتناع عن التوجه إلى مراكز الاقتراع، كأنهم كانوا ينصتون تماماً وينتبهون جداً إلى ما تبثه الآلة الإعلامية لـ «الإخوان» والقنوات ذات التمويل القطري التي تبث من الدوحة ولندن وإسطنبول، بل ربما سجلوا ودونوا التعليمات كي يخالفوها، والأوامر ليعصوها، والتحريض ليدحضوه!!

فعلها المصريون في مرات سابقة عندما حولوا مثلاً دعوة الإخوان للعصيان المدني إلى مناسبة للخروج إلى المتنزهات والأماكن السياحية والاحتفاء بالمشاريع العملاقة التي يهاجمها إعلام الجماعة، وعندما تلقوا زخم التحريض على التظاهر في الميادين والاعتصام في الشوارع في «جمعة الجوع» بسخرية، ذهبوا إلى الميادين ليحتفلوا وساروا في الشوارع يرفعون علم بلدهم نكاية في «الإخوان» ومن يحترمونهم.

جاءت أيام الانتخابات كذروة لمخالفة تعليمات «الإخوان» ومطالب قطر وأحلام تركيا، وكأن الشعب المصري أراد أن يبرهن على أنه لن يقبل مجدداً أن تأتيه الأوامر، أو قل التوسلات، من الخارج كي يدمر بلده أو ينشر فيها الخراب أو يأتي بالربيع من جديد. لم يعبأ المصريون بالصورة الذهنية السلبية التي سعت إلى صنعها تلك الجهات والتي ربما تركت تأثيراً لدى دوائر غربية أو حتى بين النخبة العربية ورأى البسطاء من أبناء الشعب. أن كل من حصر نفسه في إطار الإعلام الإخواني أضر بنفسه فخرجت كتاباته بهذا المستوى المزري وجاءت آراؤه معبرة عن أهداف الجماعة وأتت مواقفه لا تختلف عن مواقف دعاة العنف وداعمي الإرهاب.

يبقى السؤال قائماً: لماذا لم يعد المصريون يتأثرون بالكلام عن الحريات الغائبة أو الاختفاء القسري أو أوضاع السجون؟ الإجابة تظهر في ردود فعلهم على حملات الإعلام الغربي ودعوات «الإخوان» إلى الثورة على الحكم، وبيانات وأحاديث النشطاء حول موضوعات كتلك، إذ ترسخ في أذهان الشعب المصري أنها كلها قضايا استُغلت لإشعال الفوضى ليس أكثر، خصوصاً بعد ظهور أفراد من المختفين قسرياً ضمن تنظيمات إرهابية، وكذلك لأن المعزوفة دائماً تأتي من قناة أو موقع إلكتروني أو صحيفة إخوانية، ثم يبدأ الجميع العزف عليها لعل المصريين يغضبون ثم يهدمون بلدهم على رؤوسهم!! ناهيك بالطبع عن كثافة الأكاذيب وأنهار الفبركات التي لا تنطلي على أطفال صغار، فما بالك بشعب أراد التغيير لكنه وقع فريسة لجماعة خططت للقفز على السلطة طوال عقود، وناشطين ارتبطوا بمنظمات ومراكز تمنح المكافآت والسفريات والمزايا، ودول أسست قنوات وصحفاً ومراكز بحثية لإيواء المطاريد من الناشطين من ثوار الفنادق والاستوديوات. باختصار فإن المصريين حصلوا على خبرة واسعة في التعامل مع أساليب «الإخوان» وصاروا أكثر مناعة في مواجهة فيروسات الإعلام المضاد.

يأتي سؤال آخر: لماذا لم ترشح قوى المعارضة، حتى غير «الإخوان»، مرشحاً مرموقاً لمنافسة السيسي؟ الإجابة تتسق مع ما صار المصريون مقتنعين به تماماً: المعارضة بكل صورها فقدت الظهير الشعبي الذي اعتمدت عليه في كانون الثاني (يناير) 2011، وصار هذا الظهير يسير في تيار آخر غير الذي اختارته تلك النخبة التي تتسول ربيعاً عربياً آخر تحصن المصريون ضده، ولن يسمحوا أبداً أن يمر فوقهم من جديد.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عكس التيار عكس التيار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon