توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مصر و «الإخوان»: مواجهة لا مصالحة

  مصر اليوم -

مصر و «الإخوان» مواجهة لا مصالحة

بقلم - محمد صلاح

دفع الرئيس المصري الراحل أنور السادات حياته ثمناً لثقة، لم تكن في محلها، في المتأسلمين عموماً و «الإخوان» خصوصاً، عندما تراجع عن سياسات سلفه جمال عبدالناصر في مواجهة نشاط الجماعة وأفكارها، وأطلق قادتها ورموزها من السجون، ومنح عناصرها حضوراً في الشارع، وأطلق العنان للتنظيم ليمارس السياسة تحت غطاء الدين، ويتواصل مع الجماهير ويدير نشاطات موازية لنشاطات الدولة، فأصبح لـ «الإخوان» مدارسهم ومستشفياتهم ومتاجرهم ومصانعهم ومزارعهم ومساكنهم... بل ومنتجعاتهم!! ربما كان الرجل يدرك خطر التنظيم، لكن حساباته الخاطئة جعلته يعتقد أن في استطاعته كبح جماح «الإخوان» وقتما يريد، وأن في قدرته سجنهم جميعاً حين يقرر. وسيطرت رغبته في التصدي لمعارضيه وخصومه من اليساريين والناصريين على منطق الأمور، واعتبر «الإخوان» معادلاً لخصومه وأن حضورهم في الجامعات والشارع والمؤسسات كفيل بتحقيق توازن سياسي في المجتمع، من دون أن يدري أن «الإخوان» دائماً لديهم مبررات لتبديل المواقف والتحالفات وفق المصالح والأهداف، فانقلبوا عليه حين تأكدوا أنهم نالوا ما كانوا يطمعون فيه، وعندما تأكدوا أنه سيتراجع عن منحهم المزيد من المزايا.

استغل «الإخوان» ثلاثة عقود، هي عهد حسني مبارك، في بناء أرضية جماهيرية واسعة، وتكوين ظهير شعبي من المتعاطفين، وبناء إمبراطورية اقتصادية ضخمة، وتحقيق اختراق سرطاني لمؤسسات الدولة، وانتهى الأمر بما حصل مع الربيع العربي وبعده، وكل التداعيات التي حدثت والمآسي التي عاشها الشعب المصري نتيجة حكم الجماعة، والأهوال التي عانى منها الناس نتيجة نزع السلطة عن التنظيم، والتحالفات التي كان «الإخوان» يعقدونها مع دول وجهات خارجية وتنظيمات إرهابية في الداخل ليضغطوا على أي حكم يأتي بعد حكم الجماعة، بهدف إفشاله وإرغامه على التصالح معهم، أو منحهم من جديد فرص الصعود إلى المسرح السياسي والحضور المجتمعي.

لم يأخذ مبارك العبرة من تجربة السادات مع «الإخوان»، وكانت النتيجة أيضاً أن استخدم التنظيم كل ألاعيبه ليُحوِّل احتجاجات فئوية محدودة إلى اضطرابات وفوضى وتظاهرات ضخمة أفضت إلى إطاحة مبارك نفسه من الحكم، ومن ثم قفزت الجماعة فوق مقاعد السلطة!!

المؤكد أن مسألة التعاطي في المستقبل مع «الإخوان» لا تعتمد على رأي كاتب أو محلل أو سياسي أو ناشط، أو حتى خبير استراتيجي، وإنما تخضع لاستراتيجية الدولة ومؤسساتها. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتفادى عادةً الإشارة إلى «الإخوان المسلمين» كجماعة وتنظيم، ويكتفي بتعبير «أهل الشر» عند حديثه عن ما حصل أثناء فترة حكم الجماعة لمصر، أو التداعيات التي حدثت بعدها. والمؤكد أن الرجل، وهذا يبدو من كلامه وأفعاله، لا يفرق بين «الإخوان» و «داعش» وبين «حركة حسم» و «لواء الثورة» التابعين لـ «الإخوان» وبين «القاعدة» أو «الجهاد»، فكلها مجرد مسميات لتنظيمات إرهابية.

المهم في الأمر أن رأي السيسي في جدوى دعوات المصالحة، أو في العفو عن «الإخوان»، أو فتح قنوات حوار مع المتعاطفين مع هـذا التنظيم، قاطع وحاد وواضح ولا مجال لتأويله أو تفسيره بغير ما قصده. وهو قال نصاً حين سئل في حوار تلفزيوني قبل أسابيع عن «الإخوان»: «هم أصحاب فكر خطير غير قابل للحياة حتى مع نفسه. وحين يمتلك القوة أو الحكم، فإن هذا التنظيم يقتل نفسه، سنتعامل مع هذا الملف بالقانون والحزم المطلوبين»، ثم تهكّم على دعوات المصالحة قائلاً: «قولوا لي أخرجهم وسأخرجهم ولكن لا تسألوني وقتها عن أمن واستقرار، قرار الشعب ملزم بالنسبة لي وإذا رأى الشعب ذلك سألتزم بالقرار ولكن لا أحد يسألني وقتها عن أمن وأمان وعمل وشغل وتنمية، وما دام الشعب متمسكاً بالتفويض لمحاربة الإرهاب فأنا معه».

تُقابل الآراء التي تطرح بين وقت وآخر للحوار مع «الإخوان»، أو الصلح مع التنظيم، أو مهادنة الجماعة واحتضان المتعاطفين معها بغضب ورفض واستنكار من عموم المصريين، بينما تستخدمها المنصات الإعلامية لـ «الإخوان» للإيحاء بأن الحكم منهك ويرغب في حوار مع الجماعة، لكن الحقيقة الراسخة أن المواجهة بين الدولة المصرية وجماعة «الإخوان المسلمين» وصلت إلى مرحلة «كسر العظام»، وعظام الدولة التأمت وصارت متماسكة، بينما الجماعة تعاني انكساراً وهزائم وكسوراً وهشاشة في عظامها... الدولة القوية لا تتحاور مع جماعات إرهابية ولا المتعاطفين مع الإرهابيين، وإنما تواجههم... وهكذا تفعل مصر الآن.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر و «الإخوان» مواجهة لا مصالحة مصر و «الإخوان» مواجهة لا مصالحة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon