توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مرسي يعود بالمترو

  مصر اليوم -

مرسي يعود بالمترو

بقلم - محمد صلاح

 ليس من الحكمة أن يدافع أحد عن قرار بزيادة سعر سلعة أو خدمة أساسية للمواطنين في بلد ما، إذ سيجد نفسه في مرمى الغاضبين والمتضررين، وسيدخل على الفور إلى المربع حيث يوجد الموصوفون بـ «مطبلاتية النظام» والمصفقون لكل قرار حكومي. وأن لا يجد القرار من يدافع عنه يعني أنه قرار خاطئ صدر كراهية في الناس، أو المقصود منه التضييق عليهم أو التأثير في مستوى معيشتهم، لكن هناك جهات ومنصات ومحترفين تعمل بكل الطرق حتى لا يبدو القرار مقنعاً، أو أن الزيادة ضرورية أو حتمية، ومع ذلك ومهما كانت المبررات فإن المناقشة الموضوعية لقرار يتعلق برفع سعر سلعة أو خدمة ستضع صاحبها في خانة المعادين للبسطاء «والغلابة» المتضررين، وستجعله من المدافعين عن الأثرياء وعلّية القوم وأهل البيزنس. اللافت أن الدفاع عن أي قرار يتعلق بأسعار السلع والخدمات في مصر يكون على مواقع التواصل الاجتماعي بدرجات تفوق كثيراً ما تقوم به وسائل الإعلام المصرية، وبينها المحسوبة على الحكومة. صحيح أن المدافعين غير متضررين أو أنهم لا يستخدمون تلك الخدمة أو هذه السلعة، لكن بينهم من لا زالت في أذهانهم ذكريات الفوضى وهواجس الربيع العربي والمخاوف من ضياع البلد وتحولهم ليعيشوا في خيام المأوى.

حظيت مسألة زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق في مصر بتغطية إعلامية وصحافية واسعة، ليس فقط من وسائل الإعلام المحلية ولكن أيضاً من صحف عالمية ووكالات أنباء دولية ومواقع إلكترونية غربية، ناهيك بالطبع عن المنصات الإعلامية الإخوانية والقنوات التي تبث من الدوحة وإسطنبول ولندن التي تقدم فيها الحدث على أخبار نشاط قاسم سليماني في سورية وألاعيب الانتخابات في تركيا وتفجيرات الكنائس في إندونيسيا وكوارث طبيعية في شرق الأرض وغربها!

عموماً فإن برنامج الحكومة المصرية المعلن والمعروف منذ شهور يتضمن خفضاً تدريجياً للدعم الموجّه إلى وسائل النقل العام وكذلك المحروقات والكهرباء، وغالبية المصريين وكل الجهات التي ترصد أحوال المعيشة في مصر تعرف منذ فترة طويلة أن كلفة ركوب المترو ستزيد، ليس هذا فقط، بل إن أسعار البنزين والمازوت وغيرهما من المحروقات سترتفع ربما بعد شهر أو اثنين، وفاتورة استهلاك الكهرباء ستقترب من الأسعار العالمية ربما بعد أسابيع.

المدهش أن الجميع تعامل مع الحدث وكأنه مفاجئ أو غير متوقع، حتى وسائل الإعلام المحسوبة على الحكومة والتي كان يفترض أن تهيّء الناس للقرار قبل صدوره بدت وكأنها أصيبت بالصدمة، فبدأت العلاج بعدما وضعت الحكومة نفسها في موقف رد الفعل، فيما كان عليها أن تبادر إلى شرح أبعاد القرار وأسبابه وأن تعرض للمواطنين الطرق المثلى للتعاطي معه لتخفيف العبء عنهم. في الجانب الآخر نشطت وسائل تحريض الناس على اقتحام محطات المترو واستغلال الحدث لإثارة الفتن ونشر الفوضى، وانتشرت مطالبات بتحطيم بوابات المترو أو ركوبه عنوة من دون سداد ثمن الخدمة، فأدرك المصريون بحكم الخبرة بالطبع، أن هناك من اعتاد الصيد في كل مياه عكرة يسعى إلى استخدامهم فجهز الاستديوات وأضاء المصابيح للتعامل مع الحدث «المبهج». إنه الأسلوب الإخواني المعروف الذي مارسته الجماعة عشرات المرات، لعل جهودها تلك تعجّل بثورة يحلم بها الإخوان منذ أطاح الشعب المصري حكم الجماعة فيأتي محمد مرسي عبر المترو ليجلس على المقعد الرئاسي!

حتى الآن لا يصدق الإخوان والدول والجهات التي تدعم التنظيم، وكذلك الناشطون الذين «تمتطيهم» الجماعة، أن المصريين إذا غضبوا أو اعترضوا على قرار أو إجراء أو تصرف للحكومة أو لمسؤول تنفيذي أو حتى للسيسي نفسه، فإن ذلك لا يعني أبداً الحنين إلى حكم الإخوان أو القبول بعودة الجماعة إلى واجهة الصورة مجدداً، بل يمكن القول إن مظاهر الاحتجاج تفشل كل مرة بمجرد أن يقحم الإخوان أنفسهم فيها، ويكفي أن يلاحظ المصريون أن الحملات تأتي من الخارج ليجدوها مقززة ومخجلة فينصرفون عنها، وهم الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على أن يسددوا الآن ثمن أخطاء أجيال أخرى مضت بعدما تركت البلد وبنيتها التحتية متهالكة ومستوى الخدمات فيها متردياً، ومع ذلك لن يقبلوا أن يتم استخدامهم مجدداً، فمرسي لن يعود إلى الحكم سواء مع هطول السيول أو عبر أنفاق المترو!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسي يعود بالمترو مرسي يعود بالمترو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon