توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نكبة العرب

  مصر اليوم -

نكبة العرب

بقلم : محمد صلاح

 لم تتغير مواقف الأنظمة والحكومات العربية تجاه القضية الفلسطينية على مدى سنوات طويلة إلا نسبياً وبحسب الظروف والأجواء والتطورات الإقليمية والدولية، لكن من دون تأثير حقيقي، ولذلك من غير المجدي جلد الذات بالحديث عن ردود الفعل العربية الرسمية تجاه الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والمجازر الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، أو حتى مسألة افتتاح السفارة الأميركية في القدس، أو السخرية من الجامعة العربية، فقدرة العرب على التأثير محدودة إن لم تكن معدومة، أما الجامعة فمواقفها كمنظمة إقليمية عاكسة لقدرات الدول الأعضاء ذاتها وثقلها ومدى تأثيرها في المجتمع الدولي، لكن السؤال الذي يفرض نفسه يتعلق بالمواقف الشعبية في الدول العربية، ولماذا بدت خافتة واهنة ضعيفة؟

دعك هنا من الضجة التي يثيرها إعلام التحريض الذي تمارسه الدوحة أو القنوات التي تبث من إسطنبول ولندن والصحف والمواقع الإلكترونية الإخوانية، التي لم تترك حادثة أو موقفاً أو إجراءً أو قراراً سياسياً إلا وسعت إلى استغلاله للإساءة إلى الدول الأربع المقاطعة لقطر، إلى درجة أنها صارت تُحمّل حكامها ومسؤوليها المسؤولية عن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وهطول السيول في الشتاء!! ذلك الإعلام نفسه يظهر على شاشاته الإسرائيليون ليبرروا جرائمهم، أما رموز الإخوان فيكفي مشاهد بعضهم وهم يتسكعون في أروقة المؤسسات الأميركية لتحريضها ضد دولهم وشعوبهم وليس بحثاً عن الحق الفلسطيني. السؤال يتعلق بالشعوب العربية التي ظلت القضية الفلسطينية على مدى عقود في وجدانهم، وتحتل الأولوية في سلم اهتماماتهم. لماذا لم تتكرر مثلاً مشاهد المصريين وهم يندفعون إلى الشوارع للتظاهر والاحتجاج، وهم الذين فعلوها عشرات المرات في سنوات سابقة احتجاجاً على كل قرار أميركي معادٍ للعرب أو مناصر لإسرائيل وغضباً من كل تصرف من الدولة العبرية ضد الفلسطينيين؟ كان الإعلام المصري الرسمي والخاص يجيّش نفسه ويحشد الجماهير لتتبنى مواقف مناصرة للقضية الفلسطينية ومقاومة إسرائيل، مع كل جريمة إسرائيلية وتصرف أميركي أحمق. لم تمنع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل القطاعات الشعبية ووسائل الإعلام على مدى عقود من التعبير عن مواقفها وإن كبلت نظام الحكم أو الحكومة، ولم يتجاوب المصريون مع دعاوى التطبيع وظلوا يفضحون ممارسات الدولة العبرية. هكذا بقيت المواقف الشعبية في الدول العربية سبباً رئيسياً للحفاظ على توهج القضية الفلسطينية وإبقائها في بؤرة الضوء من خلال التعبير عن الغضب تجاه الممارسات الأميركية والإسرائيلية ورفضها، بل والهجوم، وبكل قسوة، على ممارسي التطبيع أو المحرضين عليه أو الساعين نحوه. ماذا جرى؟ وأين ذهب كل ذلك؟ لا تصدق إعلام الإخوان من أن الحكام العرب يمنعون الناس من التعبير عن غضبهم تجاه إسرائيل، فالكذب صار أسلوباً معتاداً لإعلام كهذا، ولا تلتفت إلى ادعاء قنوات تركيا من أن الأنظمة تشغل الناس بقضايا أخرى، فما يجري في فلسطين غير خافٍ على أحد، ولا يمكن لأي نظام حكم أن يشغل شعبه عن الجرائم الإسرائيلية والمواقف الأميركية، ولا تنخدع بالضجيج التركي و «الزعيق» الإيراني، فما يجري في السر مفضوح ويغطي على محاولات المتاجرة بالقضية وافتعال مواقف تمثيلية للتغطية على تواطؤها ومسؤوليتها عن دماء الشهداء، والكل يعرف ما جرى بعد واقعة السفينة مرمرة وقضية إيران غيت.

ضرب الربيع العربي القضية الفلسطينية في مقتل، عندما وجدت إسرائيل الدول العربية مشغولة بهمومها الداخلية، والشعوب توزعت على خيام الإيواء أو تقاوم إسقاط دولها وتفتيت جيوشها. اكتشف الناس بعد نكبة الربيع العربي أن القضية الفلسطينية استغلت بواسطة دول وجماعات وتنظيمات وجهات ساهمت وحرضت على إسقاط النظام العربي كله وعملت على ضياع دول أخرى غير فلسطين، وإشاعة الفوضى التي كانت إسرائيل أكثر المستفيدين منها، ناهيك بالطبع عن نشر الإرهاب الذي ضرب البنية التحتية والمجتمعية لدول عربية وهدد أرواح مواطنيها المنشغلين الآن بمواجهة بذور الشقاق والخلاف والتشرذم. إذا كان للأنظمة حساباتها التي عكست مواقفها تجاه القضية الفلسطينية على مدى عقود، فإن الشعوب العربية مشغولة على مدى سنوات بالعمل لحماية الأوطان من السقوط ومواجهة تنظيم الإخوان الدولي ودول وجهات تدعمه وجماعات إرهابية أخرى تلقى دعماً قطرياً وتركياً وإيرانياً تسعى لتأسيس دويلات إرهابية بغطاء من الإخوان الذين صدعوا العالم بشعارات «على القدس رايحين شهداء بالملايين» بينما كانوا «رايحين» وبالتواطؤ مع تنظيمات فلسطينية أيضاً على مقاعد السلطة ومراكز النفوذ.

نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكبة العرب نكبة العرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon