توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

دعم الأثرياء

  مصر اليوم -

دعم الأثرياء

بقلم : محمد صلاح

لا يهتم المواطن المصري البسيط كثيراً بمسألة الأرقام، وغالباً لا يكترث بما يلوكه المسؤولون عن حجم دعم السلع أو الخدمات، أو نسب الارتفاع أو الانخفاض في ما تقدمه الدولة من دعم للفرد أو الأسرة، أو الفارق بين السعر الحقيقي للسلعة وبين سعرها حين تكون بين يديه، فالمهم لديه أن يحصل عليها بسعر مناسب، أو ينال الخدمة من دون أعباء إضافية. قضية الدعم في مصر حافلة بالتناقضات، فأرقام مشروع الموازنة العامة في العام المالي 2018 – 2019، الذي بدأ في مطلع تموز (يوليو) الجاري وينتهي في نهاية حزيران (يونيو) المقبل، تشير إلى أن نحو 332 بليون جنيه خصصت للدعم والمزايا الاجتماعية، بارتفاع مقداره نحو بليون جنيه عن موازنة العام المالي 2017 – 2018.

المبلغ خُصص منه لدعم المواد البترولية أكثر من 89 بليون جنيه، وللكهرباء 16 بليوناً، والسلع التموينية 86 بليوناً، إضافة إلى 4 بلايين لدعم الصادرات. على الجانب الآخر، سجل الدعم النقدي ممثلاً في معاش الضمان الاجتماعي وبرنامج «تكافل وكرامة» نحو 17.5 بليون جنيه يستفيد منه نحو 3.2 مليون مواطن، بينما استفاد من البرنامجين 2.85 مليون مواطن في العام المالي السابق.

ارتفع دعم السلع التموينية بنسب كبيرة مقارنة بالعامين السابقين، إذ قفز من 47 بليون جنيه إلى 82 بليوناً ثم 86 بليوناً في عامين، بعدما زاد نصيب الفرد من السلع المدعمة من 15 جنيهاً إلى 50 جنيهاً في الشهر. اللافت أن غالبية المسؤولين يقرون بالحاجة إلى تنقية جداول المستفيدين، إلا أن الإجراءات تأتي دائماً تقليدية من دون أي ابتكار أو أفكار جديدة، إذ لا يمكن تصوّر أن أكثر من 80 مليوناً يتلقون هذا الدعم وفق بطاقات التموين الرسمية!! والطبيعي أن خفض الدعم عن سلعة ما يزيد من الضغوط على المواطنين، لكن في الوقت نفسه لا يخفف كثيراً العبء عن كاهل الموازنة العامة، ما يجعل الحكومة تعود مجدداً بعد فترة إلى تخفيض آخر على الدعم للسلعة ذاتها أو غيرها. انخفض دعم المواد البترولية بنسبة كبيرة في الموازنة الحالية، التي استهدفت دعماً بنحو 89 بليوناً مقابل نحو 121 بليوناً في موازنة العام السابق، كما انخفض دعم قطاع الكهرباء من 30 بليوناً إلى 16 فقط، لكن تلك المخصصات توجهت إلى الإنفاق على قطاع الصحة الذي خصص له أكثر من 61 بليوناً مقارنة بنحو 54 بليوناً في الموازنة الماضية، وزادت موازنة التعليم من 107 بلايين إلى نحو 115 بليوناً.

يصاب المواطن المصري، غير المعني بكل تلك الأرقام، بصدمة كلما عرف أن الحكومة تنوي تخفيض الدعم على هذه السلعة أو تلك الخدمة، إذ يدرك وقتها أن النتيجة الطبيعية زيادة أعبائه ومواجهة ضغوط جديدة، خصوصاً أن تصريحات المسؤولين بعدها تكون كارثية كالوزير الذي يعتبر الزيادة «تصب في مصلحة المواطن» أو الوزيرة التي ترى أن «على المواطنين أن يمتنعوا عن شراء أي سلعة يزيد سعرها!!»، دعك هنا من الآلة الإعلامية القطرية والمنصات المصوبة نحو مصر والمصريين، أو النشاط المحموم للجان الإلكترونية الإخوانية، أو القنوات التي تبث من الدوحة ولندن واسطنبول، فكلها تسعى إلى هدم الدولة المصرية على من فيها، فالدولة التي استطاعت حل مشكلة رغيف الخبز المدعوم ونجحت، إلى حد كبير، في تأمين احتياجات البسطاء منه بعد ربطه ببطاقة التموين المدعومة، تعاني تسرب الدعم الموجه إلى المحروقات إلى فئات لا تستحقه، أو قل إلى الأثرياء!!.

بكل وضوح، فإن منظومة الدعم في مصر خضعت على مدى عقود للترقيع والترميم، فظلت مشكلتها قائمة، وبينما أيقن الحكم في مصر أن القضاء على معضلات الأحياء العشوائية لن يكون إلا بهدمها ونقل سكانها إلى أحياء حضارية جديدة، فإنه لا يزال يدور في فلك الحلول التقليدية بالنسبة الى قضية الدعم بتخفيضه كل فترة، وكلما اقترب سعر سلعة مدعومة من سعرها الحقيقي عاد الفارق مجدداً بين السعرين بفعل حركة الأسواق العالمية والإقليمية والمحلية، فيصبح الأمر مُلحاً بضرورة خفض جديد لدعم تلك السلعة، وهكذا!!

لا حل لقضية الدعم في مصر إلا بالخلاص من تلك المنظومة القديمة البالية المهترئة، وتبني أخرى تعتمد على قاعدة بيانات دقيقة لمستحقي الدعم، فتنخفض قيمته وتتوقف المنح والمزايا للأثرياء من دون الإضرار بالبسطاء.

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعم الأثرياء دعم الأثرياء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon