توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

نتائج مبهرة لحسابات خاطئة!

  مصر اليوم -

نتائج مبهرة لحسابات خاطئة

بقلم : محمد صلاح

يسأل بعض المصريين أنفسهم على خلفية الذكرى الخامسة للثورة على حكم الإخوان المسلمين: هل كان ضرورياً أن يحكم الإخوان حتى يكتشف الناس حقيقتهم؟ كيف نال الإخوان تعاطفاً كبيراً على مدى عقود سرعان ما انهار بعدما حكموا البلاد؟ هل كان السبب قلة خبرتهم السياسية أم رغبتهم في "أخونة" الدولة، أم سعيهم إلى القضاء على معارضيهم؟ لماذا لم يعتمد الإخوان سياسة النفس الطويل لأخونة الدولة وسارعوا باتخاذ قرارات واعتماد سياسات أدت في النهاية إلى المصير المذري الذي آلت إليه الجماعة؟

كانت حسابات قادة الإخوان ورموز التنظيم الدولي للجماعة، أثناء الأسابيع الأخيرة من حكم مرسي لمصر خاطئة، بل كارثية، بالنسبة للجماعة، أو قل مبهرة، وإيجابية بالنسبة لمصر، إذ لم يدركوا وقتها الحجم الحقيقي للغضب الشعبي تجاه الطريقة التي أديرت بها البلاد طوال سنة كاملة، واعتقدوا أن حضورهم في الشارع كفيل بأن يخفي أعداد المعترضين الغاضبين. وتصوروا أن الجيش سيتخلى عن الشعب ولن يستجيب للمطالب بإنقاذ البلاد من حكم الجماعة، وحتى الشكوك داخلهم من احتمال أن ينضم الجيش للإرادة الشعبية تبددت بفعل وهم مساندة قوى إقليمية ودولية لهم. وعندما تصاعدت التظاهرات في كل المدن المصرية تطالب بعزل مرسي وإنهاء حكم مصر من مقر مكتب الإرشاد في ضاحية المقطم، واعتصم بعض المصريين أمام المقر، وكذلك في شارع الميرغني في ضاحية مصر الجديدة في مواجهة "قصر الاتحادية"، توهم الإخوان أن الاعتداء على المعتصمين أو حتى قتلهم، كفيل بأن يرعب الباقين وأن يظهر بأس التنظيم وقدرته على السيطرة على البلد!!، وأن بقية المعتصمين في ميدان التحرير في القاهرة أو ميادين المحافظات الأخرى سينفضّون وسيخشون على حياتهم ويستسلمون للأمر الواقع، فتخضع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى التي كانت أعلنت التمرد على حكم الإخوان، فلا يجد الجيش ومعه الشرطة إلا الانضمام إلى "الرئيس" مرسي، وينتهي الأمر وتعبر الجماعة الأزمة وتستمر في الحكم 500 عام وفقاً لما قاله نائب المرشد وقتها خيرت الشاطر!!

المهم أن الإخوان، لحسن حظ المصريين، لم يتداركوا الخطأ، بل وقعوا في مستنقع أخطاء، وحتى بعد سقوط ضحايا ووقوع جرحى جراء هجوم أعضاء التنظيم على المعتصمين وارتفاع حدة الغضب الشعبي، لم يفهموا مغزى بيان الجيش الذي صدر في الأول من تموز (يوليو) 2013 وأمهل القوى السياسية بما فيها الإخوان 48 ساعة "لتحمل أعباء الظرف التاريخي"، محذراً من أن "في حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال تلك المدة، فإن القوات المسلحة ستعلن عن خريطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها"، إذ رد ما يسمى بـ "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يضم الإخوان وجماعات متأسلمة أخرى ببيان عكس حجم الفجوة بين الواقع على الأرض وحقائق الأمور في البلاد، وبين ما يدور في عقول الإخوان وعزمهم على هدم الدولة على من فيها حال خلع مرسي عن المقعد الرئاسي، إذ رفض البيان ما أسماه "الانقضاض على الشرعية والانقلاب على الإرادة الشعبية". ولأنه لم يكن هناك فارق وقتها بين جماعة الإخوان وبين مؤسسة الرئاسة، فإن الأخيرة أصدرت بياناً بدا وكأنه كُتب بواسطة مكتب الإرشاد، رأى أن عبارات في بيان الجيش "تحمل دلالات يمكن أن تتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المرتبك"!!، وقبل أن تنتهى مهلة الجيش يوم 3 تموز (يوليو) 2013، كانت الجماهير في الميادين تتمنى إلا يستجب قادة الإخوان للتحذير، وأن يستمروا على عنادهم وأن يرفضوا مطالب الشعب فتحقق للناس ما أرادوا، فكان البيان الأخير الذي أُعلن فيه عن إنهاء حكم محمد مرسي لمصر وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا وقتها المستشار عدلي منصور إدارة أمور البلاد. حدث ما حدث بعدها وتواصلت الحسابات الخاطئة وسعى الإخوان إلى استثمار اعتصامهم في ميداني "رابعة العدوية" شرق العاصمة و "النهضة" في غربها، للإيحاء للقوى الإقليمية والدولية التي تساندهم بأن الأمل ما زال قائماً في عودتهم للحكم، لكن الإرادة الشعبية المصرية وتماسك الدولة بعد رحيل الإخوان عن حكمها، إضافة إلى جهود دول أرادت الخير لمصر وللمصريين كالمملكة العربية السعودية والإمارات والأردن، مكنت مصر من تحمل الضغوط وعبور النفق المظلم وأطاحت بحلم التمكين وسببت محنة لدول كتركيا وقطر وإيران عولت على الإخوان ورأت في حكم الجماعة لمصر بداية تغييرات في منطقة الشرق الأوسط تمنحها أدواراً إقليمية ظلت تخطط من أجلها، فكانت حسابات الإخوان الخاطئة في النهاية في المصريين وحققت نتائج مبهرة لمصر... والعالم.

نقلًا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتائج مبهرة لحسابات خاطئة نتائج مبهرة لحسابات خاطئة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon