توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وكيندى

  مصر اليوم -

ترامب وكيندى

بقلم - منار الشوربجي

فى ليلة واحدة، كانت هناك روايتان عن الحالة الأمريكية تختلفان بقوة وتعبران عن أمة منقسمة. رواية قدمها الرئيس الأمريكى والثانية قدمها شاب من آل كيندى.

أما الرواية الأولى فقدمها خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه ترامب. وهو خطاب يقدم فيه الرئيس بموجب الدستور كشف حساب للشعب وممثليه فى الكونجرس عن «حالة الاتحاد» الأمريكى داخليا وخارجيا. ورواية ترامب قدمت عالما معاديا ومستغلا للولايات المتحدة التى عليها أن تحصّن نفسها تجاهه فتبنى أسوارا وتعاقب فيها كل من تسول له نفسه استغلالها. وهو عالم لا توجد فيه فرص للتعاون وإنما معادلات صفرية تخسر فيها الولايات المتحدة من مكاسب الدول الأخرى. ففى الوقت الذى لم يذكر فيه خطاب ترامب حلفاء أمريكا، فإنه انتقد سابقيه لموافقتهم على اتفاقات تجارية «غير عادلة» وصفها «بالاستسلام الاقتصادى». ودعا الكونجرس لمعاقبة الدول التى صوتت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قراره بنقل السفارة الأمريكية للقدس عبر حرمانهم من المساعدات الاقتصادية الأمريكية.

وفى الوقت الذى أكد فيه ترامب على قوة «الاتحاد الأمريكى»، لم يكن من نصيب الأقليات سوى استخدامه مفردات شديدة الجدلية. ففى الوقت الذى لم يذكر فيه الرئيس الأمريكى محنة الأمريكيين من أبناء بورتوريكو، وهم من غير البيض بالمناسبة، الذين مازالوا يعانون من انقطاع المياه والكهرباء بعد أشهر طويلة من الإعصار الذى ضرب البلاد، فإنه لم ير فى الهجرة للولايات المتحدة سوى أنها تصدّر لبلاده الجريمة وتحرم أبناءها من وظائفهم. وهو خلط بين مجموعة صغيرة من الخارجين عن القانون والغالبية الساحقة من المهاجرين.

أما الرواية الثانية، فقد قدمها النائب الشاب جوزيف كيندى ردا على خطاب ترامب باسم الحزب الديمقراطى. وجوزيف كيندى هو حفيد روبرت كيندى الذى كان وزيرا للعدل فى عهد أخيه الرئيس جون كيندى. ورواية كيندى كانت جد مختلفة. فهو هاجم صراحة «المعادلات الصفرية» ووصفها بأنها تمثل اختيارات زائفة بين أمور لا ينبغى الاختيار بينها. ومما ذكره كأمثلة لها كان أنه «من أجل أن نضمن أمن الولايات المتحدة علينا أن نقلص شبكة الضمان الاجتماعى.. ومن أجل أن نخفص ضرائب الشركات اليوم علينا أن نرفع الضرائب على الأسر العاملة غدا.. ففى كل يوم نواجه اختيارا زائفا بعد الآخر» لا ينبغى فيه الاختيار، مؤكدا أنه يمكن الجمع بين تلك الخيارات والدفاع عنها معا. وفى مقابل المفردات الجدلية فى خطاب ترامب بخصوص الهجرة والأقليات، كان خطاب جوزيف كيندى مرحبا بالمهاجرين ومع كفاح الأقليات المختلفة التى ذكر حركاتها الاجتماعية بالاسم، بدءا من حركة حقوق التصويت فى القرن الماضى لحركة حياة السود مهمة، وحركة «أنا أيضا» التى تناهض التحرش بالنساء.

لكن أكثر ما يلفت الانتباه فى الروايتين أنه على عكس ما هو معتاد فى تلك المناسبة، خلت كلتاهما من سياسات يتعهد بها الرئيس ويشرحها أو يدعو لها الحزب المعارض. فبينما مال خطاب ترامب للعموميات أكثر من أى خطاب مماثل فى تلك المناسبة، فقد غلب على خطاب كيندى الطابع العاطفى وكان مستوعبا تماما فى مناهضة ما يرمز له ترامب دون مضمون لسياسات محددة. وفى الوقت الذى اعتبر فيه ترامب العالم خطرا على أمريكا، لم يذكر كيندى العالم أصلا!

وحين يخلو خطاب الاتحاد والرد عليه من أية تفاصيل، فإن معناه أن الولايات المتحدة تعانى أزمة حادة، وحين تختلف الروايتان اختلافا حادا بخصوص طبيعة المجتمع وجوهر قيمه، باتت الأزمة مرشحة للتفاقم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وكيندى ترامب وكيندى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon