توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكورية الجميلة»

  مصر اليوم -

«الكورية الجميلة»

بقلم - منار الشوربجي

ذكّرتنى رحلة الصعود ثم الهبوط ثم الصعود مجددا فى آفاق العلاقة بين إدارة ترامب وكوريا الشمالية بسؤال كان الرئيس الأمريكى قد طرحه على سيدة أمريكية العام الماضى. فالرحلة مثلها مثل السؤال، جسدت رؤية ترامب للعالم، بل لأمريكا نفسها. وهى رؤية تنبع خطورتها من مغالاتها فى التبسيط.

أما الرحلة، فقد انتقل فيها ترامب من استخدام لغة فجة فى الإشارة لرئيس كوريا الشمالية، إلى قبول الدعوة للقاء قمة والحديث عنه باحترام، ثم إلغاء القمة، ثم التراجع عن الإلغاء.

 فترامب الذى كان قد وصف رئيس كوريا الشمالية بالرجل «القصير» و«رجل الصاروخ»، كان هو نفسه الذى فاجأ وفدا من كوريا الجنوبية بقبوله الفورى للقاء قمة مع رئيس كوريا الشمالية، ثم أعلن الرئيس الأمريكى بنفسه أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، التقى سرا رئيس كوريا الشمالية حين كان مديرا للمخابرات المركزية. ولم يأل ترامب جهدا منذ ذلك التاريخ فى تكرار الحديث عن الإنجاز العظيم الذى سيحققه بعد أن فشل كل سابقيه من الرؤساء الأمريكيين.

 وقبل أن يتحقق شىء يذكر، راحت رموز الإدارة ومؤيدوها يستخدمون لغة الانتخابات مؤكدين أن لقاء القمة جاء نتيجة نجاح سياسة ترامب التى انتهجت «أقصى مستويات الضغط» على كوريا الشمالية، مما دفع الأخيرة دفعا لمائدة المفاوضات. وزادت الإدارة وقالت إنها لا تطلب أقل من «تخلص كوريا من سلاحها النووى» بالكامل.

وقد تمادت رموز الإدارة فى صلفها، فذكر جون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومى، «النموذج الليبى» فى التخلص من أسلحة الدمار الشامل، وعاد نائب الرئيس، مايكل بنس، ليكرر الفكرة نفسها، بل يحذر رئيس كوريا الشمالية من مصير القذافى إذا لم يتخل عن السلاح النووى!.

وقد كان واضحا منذ فترة أن تلك السلسلة الطويلة من الأخطاء الفادحة أثارت حفيظة بيونج يانج التى كانت قد هددت قبل ساعات من إلغاء ترامب لقاء القمة أنها ستقوم بإلغائه. فكوريا الشمالية كانت ترى أنها ستجلس على مائدة المفاوضات من موقع قوة بعد أن طورت سلاحها النووى، وأنها لذلك لا تقارن بليبيا التى كان برنامجها فى مرحلة بدائية حين قبل القذافى بالتراجع عنه. وكوريا الشمالية كانت هاجمت بولتون بالاسم الأسبوع الماضى، ثم انتقدت نائب الرئيس الأمريكى بقسوة، وإن كانت على ما يبدو لم تكن تنوى إلغاء القمة، كما هددت.

لكن الصلف الذى انطوى عليه أداء ترامب وفريقه تجاه المسألة الكورية لم يخل أيضا من تجاهل للطبيعة المركبة للعلاقات الدولية، والتى تحتاج صبرا ومثابرة، فضلا عن أنه يتضمن افتراضا ساذجا يتصور أن العالم لا يتابع ما يقوله المسؤولون الأمريكيون فى مخاطبة الداخل الأمريكى نفسه!. وقد ذكّرتنى رحلة الصعود والهبوط تلك بواقعة جرت العام الماضى، حين سأل ترامب سيدة أمريكية ذات ملامح آسيوية: «من أين أنت؟» وهو سؤال اعتدت أن أقول لدارسى الولايات المتحدة إنه لا يجوز طرحه على أبناء بلد متعدد العرقيات والإثنيات كأمريكا. فهم جميعا «أمريكيون».

 والسيدة الأمريكية أجابت أول الأمر بأنها «من نيويورك»، لكن مع إصرار ترامب قالت إنها من أصول كورية، فالتفت ترامب لمستشاريه وسأل بصوت التقطته الميكروفونات: «لماذا لا تفاوض هذه الكورية الجميلة كوريا الشمالية؟»، ففضلا عن أن ترامب أنكر عليها جنسيتها الأمريكية، فإنه افترض أنها- دون الحاجة للتخصص- تعرف بالضرورة عن البلد ا��ذى جاء منه أجدادها ما يؤهلها لمفاوضته.

 وهو افتراض يحمل رؤية مغالية فى التبسيط لمجتمع بالغ التركيب، تماما مثل رؤيته بالغة التبسيط للعلاقات الدولية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكورية الجميلة» «الكورية الجميلة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon