توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألستم أنتم الذين أحرقتم البيت الأبيض؟

  مصر اليوم -

ألستم أنتم الذين أحرقتم البيت الأبيض

بقلم - منار الشوربجي

الاتصال الهاتفى الذى أثار عاصفة فى واشنطن وأوتاوا، الأسبوع الماضى، ألقى بالضوء على واحدة من أهم الوقائع فى تاريخ أمريكا، وسلط الأضواء على أداء الرئيس الأمريكى.

فبسبب التعريفات الجمركية التى فرضتها الولايات المتحدة على حليفتها الشمالية، وصل التوتر فى العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا إلى مستويات غير مسبوقة، خصوصاً أن إدارة ترامب استخدمت لفرض تلك التعريفات نصاً قانونياً نادراً ما يتم استخدامه، يعطى الرئيس الأمريكى صلاحية فرض تعريفات جمركية إذا ما كان ذلك من أجل ردع «تهديدات للأمن القومى» الأمريكى، وهو ما أثار حفيظة الكنديين، حتى إن رئيس الوزراء الكندى اعتبر التوصيف «غير مقبول»، ويمثل «إهانة» لبلاده، التى ظلت دوماً حليفة لجارتها الجنوبية. ووسط تلك الأجواء المتوترة أصلاً، اتصل رئيس الوزراء الكندى بالرئيس الأمريكى. وعندما استنكر «ترودو»، أثناء المحادثة، كيف يمكن لأمريكا أن تعتبر كندا تهديداً «للأمن القومى»، إذا بترامب يجيب: «ألستم أنتم الذين أحرقتم البيت الأبيض؟!».

والحقيقة أن كندا ليست المسؤولة عن إحراق البيت الأبيض، فالواقعة التى أشار إليها ترامب جرت فى عام 1814، ووقتها لم تكن كندا موجودة أصلاً!، فقد كانت عبارة عن مجموعة من المستعمرات البريطانية، ولم تكن «الدولة» التى نعرفها اليوم. وقد جرت واقعة حريق القصر الرئاسى الأمريكى فى خضم الحرب التى أعلنتها أمريكا عام 1812 على بريطانيا، فبدايات القرن التاسع عشر كانت تشهد ما يُعرف بـ«الحروب النابليونية» فى أوروبا، وكانت حرب 1812 فى أمريكا الشمالية أحد تجلياتها، فتلك الحروب الأوروبية التى أجّجت الصراع الفرنسى البريطانى ألقت بآثارها على المستعمرات، فالحصار البحرى الذى فرضه نابليون على التجارة البريطانية فى جل الموانئ الأوروبية أدى ببريطانيا إلى اتخاذ إجراءات انتقامية أثرت بالسلب على تجارة الولايات المتحدة، التى أعلنت فى عام 1812 الحرب على بريطانيا لهذا السبب، إلى جانب دعم بريطانيا لسكان أمريكا الأصليين، الذين كانوا يقاومون وقتها الحروب الأمريكية لاجتياح الغرب الأمريكى واقتلاعهم من أراضيهم. وبعدما أُعلنت الحرب، غزت الولايات المتحدة كندا، التى صارت بذلك مسرحاً مهماً للحرب الأمريكية البريطانية. ولأن أغلب الجيش البريطانى كان يحارب نابليون فى أوروبا، فقد تطوع مدنيون كنديون وشكَّلوا ميليشيات لمساعدة جيش بريطانيا على صد الغزو الأمريكى، وشاركهم أيضاً- فى صف بريطانيا- السكان الأصليون لكندا.

غير أن القوات الأمريكية قامت خلال غزوها لكندا بإحراق المبانى الحكومية فى المدينة، التى صارت تُعرف اليوم باسم «تورونتو»، فكان الانتقام البريطانى بدخول العاصمة واشنطن وإحراق منشآتها، بما فى ذلك قصر الرئاسة، الذى كان يسكنه فى ذلك الوقت الرئيس ماديسون. بعبارة أخرى، البريطانيون هم الذين أحرقوا البيت الأبيض وليس الكنديين. وبعد أن انتهت الحرب جرت محاولات ترميم القصر الرئاسى الأمريكى، فتم طلاؤه أكثر من مرة، ومع ذلك ظلت آثار الحريق بادية، إلى أن تم طلاؤه بالرصاص الأبيض فى عام 1818. ومنذ ذلك التاريخ صار عامة الأمريكيين يطلقون عليه اسم «البيت الأبيض»، لكن الولايات المتحدة ظلت لعقود بعدئذ تطلق عليه «قصر الرئاسة»، ولم يتم اعتماد اسم «البيت الأبيض» رسمياً إلا بعد أن وصل الرئيس تيودور روزفلت إلى الحكم، حيث كان أول مَن استخدم ذلك الاسم فى مكاتباته الرسمية. باختصار، كندا لم تكن وراء حريق البيت الأبيض، وأجواء التوتر بين كندا وأمريكا لا تساعد على أن نعتبر أن ترامب قال ذلك على سبيل المزاح!.

المصدر :المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألستم أنتم الذين أحرقتم البيت الأبيض ألستم أنتم الذين أحرقتم البيت الأبيض



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon