توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنزويلا في ميزان السياسة الأمريكية

  مصر اليوم -

فنزويلا في ميزان السياسة الأمريكية

بقلم - منار الشوربجي

الخطاب الخطير الذى ألقاه ترامب الأسبوع الماضى يشير بوضوح إلى أن موقف إدارته من فنزويلا لا يعتبرها مجرد قضية خارجية. فموقف الإدارة يختلط فيه الخارجى بما هو داخلى أمريكى، سياسى وأيديولوجى بل انتخابى أيضا. فترامب ألقى خطابه بولاية فلوريدا، وأمام جمهور من الأمريكيين من أصول لاتينية، الأمر الذى يشير إلى أن فنزويلا قضية داخلية وانتخابية بامتياز. وترامب خاطب جمهورا أمريكيا، واستخدم مفردات اختيرت خصيصا له بدءا من «ديكتاتورية» مادورو، ووصولا «لاستعادة الديمقراطية لفنزويلا». كما أعاد استخدام خطاب الحرب الباردة، حين برر الرغبة فى التخلص من نظام مادورو بأنه يسعى «لمنع انتشار الاشتراكية» بأمريكا اللاتينية. لكن استخدام «الاشتراكية» بكثافة فى خطاب ترامب السياسى مؤخرا له أهداف انتخابية أمريكية. فبعد أن أعلن عدد من رموز يسار الحزب الديمقراطى الترشح لمنصب الرئاسة فى انتخابات 2020، كان واضحا أن استراتيجية ترامب الانتخابية ستقوم على مهاجمة الأكثر شعبية منهم باعتبارهم يسعون لتحويل الولايات المتحدة «للاشتراكية»، والتى تظل فى السياق الأمريكى بمثابة اتهام ينبغى نفيه.

لكن الأيديولوجيا كانت حاضرة بوجه آخر أيضا فى خطاب ترامب. فنهج المحافظين الجدد، القائم على تغيير النظم بالقوة، كان جليا فى الخيار الذى تبناه الرئيس الأمريكى تجاه الدول التى تتخذ الولايات المتحدة موقفا مناهضا إزاءها. فهو قال صراحة «إن أيام الشيوعية والاشتراكية صارت معدودة ليس فقط فى فنزويلا وإنما فى نيكاراجوا وكوبا أيضا». والواقع أن سعى أمريكا لتغيير النظام فى فنزويلا لا علاقة له بالاشتراكية بقدر ما هو مرتبط بمواجهة أى نظام يمثل تحديا للهيمنة الأمريكية. ولا علاقة له أيضا بإرساء الديمقراطية، ولا بالأوضاع الإنسانية والاقتصادية بفنزويلا، وإلا كان الأولى بذلك دول أمريكا الوسطى الثلاث، السلفادور وهندوراس وجواتيمالا، التى صارت مصدر هجرة للولايات المتحدة من جانب أعداد هائلة من أبنائها بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالغة الصعوبة فيها. والأمم المتحدة رفضت، بالمناسبة، التعاون مع أمريكا بخصوص المساعدات الاقتصادية التى أرسلتها الأخيرة لحدود فنزويلا مع كولومبيا، مؤكدة أنها مساعدات «دوافعها سياسية» لا إنسانية، كون الولايات المتحدة اشترطت أن يتم توزيعها بمعرفة جوايدو، الذى أعلن نفسه رئيسا للبلاد واعترفت به الولايات المتحدة، لا بمعرفة نظام مادورو.

والولايات المتحدة لم تكن بعيدة، بالمناسبة، عن الإسهام فى زيادة الأوضاع الاقتصادية صعوبة بفنزويلا، بفعل العقوبات الاقتصادية بالغة القسوة، وخصوصا على قطاع النفط، حيث تمثل الولايات المتحدة المستورد الأول. لكن الهند، أكبر ثانى مستورد له، ترفض الموقف الأمريكى وأعلنت أنها تسعى للالتفاف حول العقوبات الأمريكية على الشركات الهندية حال تعاملها مع فنزويلا. أما الهدف من وراء الإطاحة بنظام مادورو، ففضلا عن أنه مناهض للهيمنة الامريكية، كان مستشار ترامب للأمن القومى جون بولتون قد قال فى صراحة لافتة للغاية إنه «سيكون هناك فارق كبير من الناحية الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة إذا ما قامت الشركات الأمريكية بالاستثمار فى النفط الفنزويلى وإنتاجه».

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنزويلا في ميزان السياسة الأمريكية فنزويلا في ميزان السياسة الأمريكية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon