توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين ترامب والإعلام الأمريكى

  مصر اليوم -

بين ترامب والإعلام الأمريكى

بقلم - منار الشوربجي

طريقة تعامل الإعلام الأمريكى مع قصة مساعدة الرئيس التي انقلبت عليه كشفت عن جدلية العلاقة بين ترامب والإعلام بدرجة أكبر بكثير من افتتاحيات مئات الصحف الأمريكية التي رفضت اتهام ترامب للإعلام بأنه «عدو الأمريكيين».

فأوماروسا نيومان، حين كانت مساعدة للرئيس بالبيت الأبيض، تولت منصبها بسبب علاقتها الممتدة بترامب قبل توليه الرئاسة، إذ كانت إحدى نجمات برامج الواقع التليفزيونية التي كان ترامب يظهر فيها. وهى كانت السوداء الوحيدة التي تولت مثل ذلك المنصب الرفيع في إدارة ترامب. لكن بعد إبعادها حررت كتابا غطاه الإعلام وصارت شغله الشاغل. فرغم عشرات القضايا الجديرة بالمتابعة بأمريكا فإن إعلامها اللاهث وراء الإثارة والتسلية لتحقيق الربح، انشغل تماما بأوماروسا. وهو بذلك لايزال، منذ الحملة الانتخابية لترامب، داعما فعليا لترامب حتى ولو كان يغطيه سلبيا. فهو لا يتوقف عن تغطية كل شاردة وواردة تعن للرجل، البارع أصلا في توجيه الدفة نحو قضايا لا تهم إلا جمهوره المحدود الذي أعطاه أصواته.

وأوماروسا اتهمت ترامب على شاشات التليفزيون بأنه «عنصرى». وقالت إنها سمعته يستخدم تعبيرا أمريكيا دارجا يعتبر أكثر الألفاظ العنصرية إهانة للسود. ولأن ترامب استخدم علنا منذ حملته الانتخابية تعبيرات مختلفة ذات ملامح عنصرية لا تخطئها العين، فإن الجديد لم يكن فيما قالته أوماروسا وإنما في رد فعل البيت الأبيض. ففضلا عما كتبه ترامب على تويتر من تعليقات استخدمت لغة فجة لإهانة أوماروسا، كان المؤتمر الصحفى الذي عقدته المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أكثر إثارة.

فهى حين سُئلت عما إذا كانت تستطيع أن تضمن ألا يسمع الأمريكيون تسجيلا يحمل صوت رئيسهم وهو يستخدم ذلك التعبير العنصرى، كان ردها بالنفى! فهى قالت: «لم أسمعه أبدا يستخدم ذلك التعبير أو ما يشبهه، ولكننى لا أستطيع أن أضمن أن الرئيس ترامب لم يستخدمه». غير أن ساندرز استطردت مدافعة فقالت إن ترامب قدم الكثير لسود أمريكا، فأكدت أنه أوجد لهم في عام ونصف، هو عمر إدارته، من الوظائف ما يوازى ثلاثة أضعاف ما قدمه لهم باراك أوباما في ثمانية أعوام كاملة. وهى المعلومة الخاطئة التي اضطرت ساندرز في اليوم التالى للاعتذار رسميا عنها.

أهم ما في هذا كله أنه يطيل عمر قصة أوماروسا في التغطية الإعلامية. الجدير بالتأمل أن أوماروسا نفسها لا تحظى بأى مصداقية لدى أي طرف، بما في ذلك الأغلبية الساحقة من السود. فهى طبعا لم تعد تحظى بأى مصداقية لدى جمهور ترامب، الذين لا يهمهم على أي حال أي مما قالته عنه ولن يغير من دعمهم له.

ولأن أوماروسا، التي كانت بجوار ترامب طوال عقد كامل، دافعت عن ترامب أو التزمت الصمت طوال تلك الفترة كلما وجه عبارات مهينة للسود، فإن أغلبية السود يعتبرونها «انتهازية»، لا تبحث سوى عن مصالحها الشخصية حين كانت بالبيت الأبيض أو حين نشرت كتابها. اللافت للانتباه أن الإعلام اهتم بالمثير في القصة، ولم يعط اهتماما مساويا لأخطر ما فيها، إذ ليس واضحا ما إذا كانت أوماروسا وحدها التي بحوزتها تسجيلات صوتية يتم تسجيلها سرا لما يدور بالبيت الأبيض!.

لذلك فإن الضجة اللانهائية التي أثارها الإعلام لم يستفد منها سوى ترامب نفسه الذي حظى طوال تلك الفترة بتغطية لا نهائية لمواقف من المسألة العرقية هو يعلم جيدا أنها تروق لجمهوره، دون باقى الأمريكيين بالضرورة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين ترامب والإعلام الأمريكى بين ترامب والإعلام الأمريكى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon