توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هى إعادة كتابة لتاريخ أمريكا؟

  مصر اليوم -

هل هى إعادة كتابة لتاريخ أمريكا

بقلم : منار الشوربجي

  نصب تذكارى ومتحف جديد تم افتتاحهما بولاية ألاباما الأمريكية، بجهود جمعية أهلية للسود، يعيدان كتابة تاريخ الولايات المتحدة بشكل أكثر واقعية. فهما يؤرخان لصفحة مريرة ومسكوت عنها لحد كبير فى التاريخ الأمريكى واستمرت حتى منتصف القرن العشرين. فمن بين الجرائم التى كانت ترتكب فى حق السود الجريمة التى صارت معروفة باسم «لينش». و«لينش» باللغة الإنجليزية هو الشنق دون محاكمة. لكن الجريمة كانت أبشع حتى من ذلك. فكانت مجموعات من البيض تشرع فى قتل أسود أو مجموعة من السود عبر تعليقهم على الأشجار أو الجسور ويتجمعون حولهم «ويستمتعون» برؤيتهم فى ذلك الوضع حتى الموت! ولم يكن أولئك البيض «يستمتعون» فقط بالفرجة وانما يسهمون فى رفع معاناة الضحايا عبر تعذيبهم ورجمهم، وكثيرا ما كانوا يحرقونهم أحياء. والمبرر الذى كان هؤلاء يزعمونه وقتها أن الضحية تحدى النظام الاجتماعى، الذى فرضه البيض. والبيض طبعا كانوا القاضى والجلاد. فما كانوا يعتبرونه «تحديا» كان من قبيل أن رجلا أسود اصطدم دون قصد بسيدة بيضاء بينما يركضان للحاق بالقطار، أو أن أسود طرق منزلا للبيض معتقدا أنه المكان الذى يقصده. أما رسميا، وحتى فى بعض كتب التاريخ التى كتبها البيض، بطبيعة الحال، فكان الزعم هو أن الأهالى يعاقبون السود لأنهم يغتصبون النساء البيض. لكن ما يثبت كذب ذلك الادعاء أن النساء السود كن أيضا ممن يتعرضن لتلك الجريمة بل وكان الأطفال السود أيضا من الضحايا.

وتلك الصفحة مسكوت عنها لحد كبير، لأسباب عبّر عنها القس الأسود جيسى جاكسون بقوله: «البيض لا يتحدثون عن ذلك الموضوع شعورا بالعار، والسود لا يطرقونه بسبب الخوف». ومن هنا كانت أهمية المبادرة التى قامت بها الجمعية الأهلية السوداء، «مبادرة المساواة فى العدل»، التى كانت وراء إنشاء النصب والمتحف. فالجمعية جندت فريقا من الباحثين اجتهدوا على مدى أعوام حتى نجحوا فى توثيق ما جرى لأكثر من 4 آلاف ضحية فى الفترة من 1877 و1950 فى ولايات الجنوب الأمريكى. وهو قام بالتوثيق لتلك الحالات بأسمائها ومكان ووقائع قتلها، لأول مرة فى التاريخ الأمريكى، فهى مسألة ليست سهلة بسبب الصمت المطبق حول الموضوع مما استدعى بحثا ميدانيا واسعا فضلا عن التفتيش فى الصحف القديمة لكل مقاطعة لأنها كثيرا ما كانت تعلن عن حالة شنق تدعو لها الجمهور!.

واختيار مدينة مونتجمرى بولاية ألاباما موقعا للنصب والمتحف لم يكن مصادفة. فالمدينة شهدت فصولا مختلفة لتاريخ السود بدءا بمعاناتهم زمن العبودية والفصل العنصرى، وصولا للمنعطفات المهمة فى تاريخ حركة الحقوق المدنية. أما الهدف من إنشاء النصب والمتحف فيقول برايان ستيفنسون، خريج هارفارد، الذى أسس «مبادرة المساواة فى العدل»، إن البحث عن الحقيقة وتوثيقها كان الهدف الأول والذى بدونه يستحيل أن تلتئم جراح الماضى. وهو يأمل أن يكون توثيق «الحقيقة» هو الخطوة الأولى نحو طى صفحة الماضى بين السود والبيض، على غرار ما حدث فى جنوب أفريقيا بعد جريمة الأبارتيد، وفى رواندا بعد جرائم الإبادة الجماعية، بل وفى ألمانيا بعد جريمة الهولوكست. وهو بالمناسبة ما كان يطمح له زعيم حركة الحقوق المدنية نفسه مارتن لوثر كينج، واعتبره الهدف النهائى من وراء الحركة نفسها، الأمر الذى يجعل بناء المتحف والنصب التذكارى امتدادا لكفاح حركة الحقوق المدنية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هى إعادة كتابة لتاريخ أمريكا هل هى إعادة كتابة لتاريخ أمريكا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon