بقلم - أحمد عبدالتواب
رسالة ترامب إلى حلفائه الأوروبيين، خاصة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، عن مواطنيهم من عناصر داعش الذين اعتقلتهم قواته فى سوريا، تنطوى على نُذُر لأحداث لا تزال تختمر، فى إطار الخلاف المتصاعد بينه وبينهم. فقد حذَّرهم يوم الأحد الماضى، بوجوب تسلم هؤلاء المعتقلين الذين يبلغ عددهم نحو 800 مقاتل، وإخضاعهم للمحاكمة فى بلادهم، وأنذرهم إنْ لم يتسلموهم أنْ يُطلِق سراحهم، مع تذكيرهم بأن وجهة الإرهابيين بجرائمهم ستكون إلى أوروبا! وهو يعلم أن هذه الدول لا ترحب بعودتهم، خاصة بريطانيا التى رفضت فى وقت سابق استقبال من يحمل الجنسية البريطانية منهم، وأعربت عن مخاوفها من ضعف قوانينها فى التعامل مع قضايا الإرهاب، لأنها لا توفر العقوبات المناسبة، كما أسهبت بعض وسائل الإعلام البريطانية فى المخاطر التى يتسبَّب فيها هؤلاء حتى وهم داخل السجون، بتجنيد رفاق السجن من قضايا أخرى، ثم العودة بعد العقوبة إلى نفس الجرائم..إلخ.
لا يخفى ترامب تذمره بتكرار قوله إن أمريكا تتحمل وحدها عبء التصدى للإرهابيين فى معارك طاحنة تكلفها الكثير من أجل أمن أوروبا، وعندما تنجح القوات الأمريكية فى اعتقال بعضهم، لا تكتفى الدول الأوروبية بالتقاعس عن الجزء الضئيل من المسئولية بتسلمهم ومحاكمتهم، وإنما تغالى فى توجيه النقد لسياساته، بل والتخلى عنه فيما يزعم أنها معارك لمصلحتهم المشتركة، ويشير فى هذا للمعركة التى قرر أن يخوضها ضد إيران، ولكنهم خذلوه ولم يتضامنوا معه، ولم ينضموا إلى حملته التى قرر الأسبوع الماضى أن يشنها من وارسو.
ومن النقاط المهمة الكثيرة فى أمر تسليم وتسلُّم الإرهابيين، أن بعض منظمات حقوق الإنسان التى تكثف حملاتها ضد مصر أثناء تصديها لزملاء هؤلاء الإرهابيين من نفس التنظيم الإرهابى، صامتة بشأن اعتقالهم منذ فترة فى سوريا، وتراعى عدم إحراج الدول الأوروبية التى تتنصل من واجب محاكمتهم، وتتناسى جوانتانامو منذ زمن، فى حين أنها تدافع عنهم فى مصر وتُصنِّفهم من معارضى النظام، بل تعتبر عملهم السرى اختفاءً قسرياً، وتطعن فى محاكمتهم وتدعى أنها لا توفر الضمانات الواجبة..إلخ!
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع