توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلبة الدولية - وُجهة العرب في إسرائيل

  مصر اليوم -

الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل

بقلم-أسعد تلحمي

شكلت تظاهرة عشرات ألوف الفلسطينيين في إسرائيل، ومعهم آلاف اليهود من القوى الليبرالية والديموقراطية، ضد قانون القومية العنصري نقطة انطلاق جيدة لمعركة لا يجب أن تتوقف أو تتلعثم، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

لا يكفي الإدعاء، وهو صحيح، وكأن القانون الجديد لا يغيّر شيئاً في تعامل الحكومات الإسرائيلية مع الأقلية الفلسطينية التي تشكل 20 في المئة من تعداد سكان إسرائيل. صحيح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، سواء بزعامة حزب «العمل» أو «ليكود»، انتهجت وما زالت سياسة تمييز واضحة ضد فلسطينيي 1948 الذين يحملون الهوية الإسرائيلية، وضد بلداتهم التي أصبحت أشبه بغيتوات محاصرة ببلدات يهودية من كل الجوانب أقيمت على أراضٍ عربية مصادرة، إلا أن القانون الجديد يمهد الطريق أمام هذه الحكومات لمزيد من التمييز وهذه المرة بلباس قانوني شرعي.

يشكل القانون الجديد أمّأً مرضعة لقوانين يتوقع أن تسنها الكنيست تنال ما تبقى من حقوق للمواطنين العرب. فالبند الأول الذي يؤكد أن «حق تقرير المصير هو للشعب اليهودي فقط» يعني ببساطة السماح بتشريع أي قانون يعطي أولوية لليهود يتجاهل غير اليهود. كذلك البند السابع الذي يعطي أولوية السكن والبناء والاستيطان لليهود، وهذه المرة من دون تدخل المحكمة العليا لفحص دستورية القانون.

يريد القانون الجديد، وهذا باعتراف المبادرين إليه، تكبيل يدي المحكمة العليا من أن تكون ملجأ للمواطنين العرب في إسرائيل أو لفلسطينيي القدس والضفة الغربية المحتلتين. ولا تكتفي وزيرة القضاء المتطرفة أييلت شاكيد بذلك إنما ما زالت تسعى لتشريع قانون رسمي يمنع المحكمة من التدخل في قرارات السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وتقف المحكمة العليا هذه الأيام أمام اختبار كبير، إذ يُنتظر أن تبت في التماس «لجنة المتابعة العليا» لإلغاء قانون الأساس، وسط تحذيرات علنية بلغت حد التهديد من وزيرة القضاء بالتدخل.

سبق للمحكمة العليا أن الغت عدداً من القوانين اعتبرتها غير دستورية، لكنها لم تقترب ذات يوم من «قانون أساس» الذي يتمتع بمكانة أعلى من القانون العادي ويعتبر دستورياً.

وينتظر العرب، ومنظمات حقوقية إسرائيلية داعمة، ما ستقرره المحكمة العليا وسط يقين بأن عدم تدخلها سيكون بمثابة بداية عهد جديد في تاريخ المحكمة يخضع لإملاءات اليمين، وينذر في المقابل بحشر المواطنين العرب في زاوية صعبة.

وفي غياب تحرك داعم وكافٍ من أحزاب يهودية محسوبة على الوسط أو يساره، لإلغاء القانون القومية، يتحتم على القيادة العربية في الداخل تكثيف تحركها على الصعيد الدولي، سياسياً وقضائياً. قد يقول قائل إن إسرائيل المتغطرسة لا تقيم حساباً للأسرة الدولية في ظل الضوء الأخضر المتواصل من الإدارة الأميركية لتفعل ما تشاء، لكن ذلك غير دقيق إذا ما تم التوجه إلى المحافل الدولية القضائية.

نذكر رد الفعل الإسرائيلي القلِق من محاولات السلطة الفلسطينية، على رغم أنها متواضعة ولم تستمر، للتوجه إلى هيئات دولية مثل الأمم المتحدة أو التلويح بالمحكمة الدولية في لاهاي، أو حتى اتحاد الكرة العالمي لإقصاء إسرائيل عنه.

وإذا كانت هناك تقييدات على السلطة الفلسطينية أرغمتها على عدم الذهاب بعيداً ضد إسرائيل في المحافل الدولية خشية معاقبتها إسرائيلياً، فإن الإمكانات المتاحة أمام النواب العرب في الكنيست والمنظمات الحقوقية العربية في إسرائيل أكبر بكثير.

بعد أسبوعين يلتقي ممثلو «القائمة العربية المشتركة» في نيويورك بوزيرة الخارجية الأوروبية فيدريكا موغريني في أول اجتماع بهذا المستوى مع قيادة الجماهير العربية. هذه نقطة بداية ممتازة يتوقع أن تعقبها خطوات أخرى منها التوجه لمنظمة التّعاون الاقتصادي والتنمية ( OECD) واتحاد البرلمانيين الدولي. ويجب أن يكون وارداً التوجه إلى محكمة العدل العليا في لاهاي لإلغاء قانون هو الوحيد في العالم الذي يقتصر الدولة ونظام الحكم فيها على مجموعة إثنية واحدة.

ليس أمام القيادة العربية في الداخل ما تخشاه أكثر، ولا بدّ من تفعيل ضغط دولي على إسرائيل لإرغامها على تغيير قانون القومية أو تعديله، وإن كانت المعركة طويلة وليست سهلة وتحتاج إلى نفَس طويل.

نقلا عن الحياه اللندنيه 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon