توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«التشعلق فى القشاية»

  مصر اليوم -

«التشعلق فى القشاية»

بقلم - أمينة خيري

«إحنا متعلقين فى قشاية»! هكذا هو حالنا، وهكذا ما تنضح به مكانة محمد صلاح  فى المجتمع المصرى. فى أول أيام العيد، وبينما كان الشارع المصرى يستعد لمباراة مصر وأوروجواى، كان المشهد تاريخيًا. كل تفصيلة دقيقة تستحق مجهر عالم نفسى ومحلل اجتماعى وخبير أزمات.

الأزمة التى نشأت فى الحارة الصغيرة المتفرعة من شارع خلوصى فى حى شبرا العظيم سرعان ما وجدت حلاً. فالحارة المتخمة بمقهى صغير بين كل مقهيين كبير ومتوسط بدت أشبه بصالة العرض. المقاعد متراصة بإحكام، وكأنها صفوف الصلاة فى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.

الحارة كاملة العدد كادت تتحول لساحة صراع حيث لم تجد مجموعة الشباب مكانًا لها بعد اكتمال العدد، لولا تدخل الحكماء ورص صف مقاعد إضافية فى الشارع الرئيسى فى حضن باصات النقل العام وظل مئات التكاتك المتصارعة تحت أعين رجال الشرطة.

سيدات ونساء وأطفال بالإضافة بالطبع إلى جموع الشباب ارتدوا تى شيرتات حمراء مطبوعا عليها اسم صلاح وصورته بشعره المشعث الجميل. وعلى الرغم من الأداء الجيد للمنتخب المصرى (هكذا قال لى قلب الأم وهكذا أكد خبرائى الكرويون)، إلا أن «طاجن ستى» سرعان ما وجد طريقه إلى رؤوس الجميع عقب الهدف  غير المرجو.

وما يعنينى فى هذا السياق هو ما آل إليه حال الجماهير المصرية حيث تعلق بـ«قشاية» تسعدهم وتبهجهم وتخفف عن كواهلهم المثقلة منذ عقود. العقد المبرم بين صلاح وبين ملايين المصريين ليس موثقًا فى شهر عقارى أو مكتب قانونى. إنه ذلك العقد غير القابل للشرح وغير الخاضع للمنطق. وعلى مدى دقائق المباراة تخلى المصريون لحظيًا عما ضربهم من تحلل سلوكى ونقص حاد فى معيار الذوق العام وشح واضح فى أبجديات مراعاة حقوق الآخرين. لم يطالب أحد بضرورة الدفع بصلاح من على دكة الاحتياطى إلى أرض  الملعب. إصابته فرضت تعديلاً آنيًا فى قائمة الأولويات.

الأولوية فى هذه الفترة العصيبة من حياتنا هى أن ينظر أولو الأمر إلى ما فعله صلاح بملايين المصريين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ومستوياتهم. آخرون تنبهوا إلى «القشاية» التى نحن متشعلقون بها. لوس أنجلوس تايمز خرجت بعنوان «فى مصر: فقر، اضطراب سياسى، بطالة، والآن كأس العالم» لتتحدث عن حمى مو صلاح التى اجتاحت مصر والمصريين والتى كانت واضحة وضوح شمس يونيو القائظة حين توحد الجميع مجددًا على أمل الفوز وعلى قلب واحد ألا وهو قلب محمد صلاح، وذلك رغم الفقر والاضطراب والبطالة. (مع العلم أن أسعار الوقود لم تكن قد زادت وقت نشر الموضوع).

«نيويورك تايمز» كتبت عن «كسرة قلب لمصر حيث صلاح يجلس والفريق يهبط». كذلك فعلت «أفريكا نيوز» بعنوانها «مصر منزوعة صلاح تخسر واحد صفر أمام أوروجواى» وقائمة تحليل الوضع المصرى فى صحف العالم طويلة جدًا.

وللعلم والإحاطة، الغالبية العظمى من التغطيات العالمية عن مباراة مصر لم تكن تغطية كروية. بمعنى آخر الاهتمام العالمى الرئيسى صب فى هذه الحالة التى صنعها صلاح فى الشارع والبيت المصرى. هم تنبهوا إلى أن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه نفسيًا وعاطفيًا ومزاجيًا سوى مو صلاح. هم أيقنوا أن هذا الشعب الصابر الصامد الجامد مستمر فى هضم مرارة علقم الدواء الاقتصادى المر بأقل مشهيات ممكنة، وفى أقوال أخرى بدون مشهيات أو محفزات من الأصل.

أصل الحكاية تكمن فى دعوة متواضعة لأن يدرس أولو الأمر سهولة التخفيف عن كواهل المصريين وليونة تحفيزهم ليمضوا قدمًا فى طريق صعب مر بالغ الوعورة. فمن غير المعقول ومن غير المنطقى أن نستمر فى منهج «كله ضرب ضرب مفيش تهزىء». و«القشاية» التى تتشعلق فيها هذه الآونة ملايين منا لن تستمر للأبد. حفظ الله الوطن، وحفظ الله محمد صلاح، وحفظ الله قدرتنا على منطقة الأمور والاحتكام للعقل واللجوء إلى الوقاية التى هى خير ألف مرة من علاج ما لا تحمد عقباه!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«التشعلق فى القشاية» «التشعلق فى القشاية»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon