توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

المصريون يتفجرون عيالاً

  مصر اليوم -

المصريون يتفجرون عيالاً

بقلم - أمينة خيري

يجلس المُنَظِر وينفث دخان سيجارته أو جوزته ويتنهد تنهيدة عميقة قبل أن يصب اللعنات على كل من يتجرأ بالتعبير عن ضجره من «قرطة العيال» التى تصاحب الملايين من أصحاب ثقافة «العيال عزوة».

ويعزو المُنَظِر الجليل ضجر المتضجرين من القنبلة السكانية المتفجرة عيالاً فى وجوه الجميع إلى أسباب طبقية وأخرى عنصرية وثالثة لا إنسانية. يأخذ نفسًا آخر من الجوزة ويؤكد أن «الزيادة السكانية فى أى بلد محترم تتحول إلى ميزة كبرى ومصلحة عظمى وثروة لا تقدر بمال». وتتصاعد أصوات الكركرة ويمضى قدمًا فى إضافة بعد اقتصادى عميق للتنظير السكانى الرهيب. وها هو يؤكد أنه من خلال أسفاره العنكبوتية المتعددة وخبراته الدولية المتفرقة يستطيع القول بأنه لو كان لدينا مسؤولون يفقهون، وصانعو سياسات يعلمون، واقتصاديون يغرفون من مناهل علم الاقتصاد الحقيقى التى يغرف هو منها، لتربعت مصر على عرش العالم بفضل سباق الأرانب الدائرة رحاه. رحى المنظرين من أصحاب نظريات أن الزيادة السكانية تعنى بالضرورة انتعاشًا اقتصاديًا وانفراجة مالية وانتفاضة دولارية واستنهاضة مصرفية تدور دون هوادة. وهى رحى لا تنظر بعين الاعتبار أو بعقل الاحتكام للمنطق من قريب أو بعيد. لكنها تدق دون هوادة على مشاعر الأسر من معتنقى عقيدة القنبلة السكانية، سواء لتفجرها عيالاً يدرون دخولاً إضافية للأسر، أو لتفجرها عيالاً وخلاص لأسباب أغلبها يتعلق بتفسيرات دينية غارقة فى التشدد والرجعية. ما يهمنا هو أنها تتفجر عيالاً.

تفجر العيال هذا يتطور كل بضع سنوات. فهو يفجر مراهقين خارج منظومة التعليم أو على بابها دون الانغماس فيها، وبالطبع يكونون قابعين خارج مفهوم التربية والتقويم والتنشئة، إذ لا وقت للأهل لذلك الترف، ولا مجال للمدرسة لأنها فى الأصل نفضت عن نفسها نعت التربية منذ عقود. ثم يعاود تفجيرهم شبابًا جالسًا على المقاهى، أو متنطعًا على النواصى، أو حاملاً فكرة التفجير فيفجر نفسه من باب الإيمان والجهاد فينا.

ولأن الجهاد أشكال وألوان، منه ما ينص على التفجير والقتل والذبح- بحسب تفسيرات هنا- ومنه ما يحتم الجلوس على المقهى أو الانزواء خلف الشاشة وبث الرياح الثورية والزعابيب الحقوقية التى تغازل مشاعر «الغلابة»، تمامًا كما كانت ومازالت تفعل جماعات تسمى نفسها بـ«الدينية».

أولئك يصدرون أحكامًا صارمة ويوجهون اتهامات حاسمة للمطالبين بالتدقيق فى نوعية الزيادة السكانية وليس الاكتفاء بالتصفيق للأعداد دون حساب. فحين تنجب مصر مليون سائق توك توك ونصف مليون بائع جوال وثلاثة أرباع مليون عاطل سنويًا، هل يمكن اعتبارها زيادة محمودة وقوة بشرية مطلوبة؟ رئيس الوزراء ووزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولى تحدث قبل أيام عن اقتصار الدعم على طفلين فقط لكل أسرة. هنا تنفس البعض الصعداء، ونفث البعض الآخر المزيد من دخان الجوزة على وقع حقوق الإنسان الضائعة والزيادة السكانية الرائعة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون يتفجرون عيالاً المصريون يتفجرون عيالاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon