توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ناصر 66

  مصر اليوم -

ناصر 66

بقلم - أمينة خيري

ستة وستون عامًا كافية لسقوط أقنعة ونمو أخرى. وهى كافية أيضًا لسطوع نجم عهود وانطفاء أخرى. ولعل السنوات السبع الماضية بمثابة سبعة عقود فيما حملته لنا من كم هائل من الانكشافات والتحولات والتغيرات والترديات والانهيارات، بالإضافة إلى كم آخر هائل أيضًا من الفرص لإعادة البناء على مياه بيضاء عزت فى أزمنة سابقة.

كل ما سبق من عهود تلون بألوان قادته، وانعكست توجهات بعينها دونًا عن غيرها فى كتب التاريخ، وتسميات وليست أخرى لأسماء الشوارع والميادين، ومحبة لشخصيات دون غيرها فى مسيرة الأمة والأمم المجاورة.

وقد عانى عهد «الزعيم» (وهو لقب استحقه عن جدارة) الراحل جمال عبدالناصر من التجاهل حينًا، والكراهية حينًا، والتقييم بعين العهد الجديد رغم أنف الجميع أحيانًا. وما الحوارات الدائرة رحاها والنقاشات الجارية على قدم وساق بين كثيرين حول سياسات ناصر وما أسفرت عنه، وتقييم سنوات حكمه بين مؤيد محب عاشق على طول الخط، ومعارض كاره ناقم على طول الخط الآخر الموازى إلا سمة إيجابية من سمات ما بعد الثورات الكبرى، بما فى ذلك الثورات التى تفشل فى تحقيق أهدافها الأصلية.

والأصل فى التاريخ هو السرد ومن ثم التفنيد والشرح والتحليل. وحين يكون السرد مسيسًا أو مؤدلجًا أو ملتحفًا برداء دينى، يأتى التفنيد منحازًا والشرح جائرًا والتحليل ظالمًا. وهذا ما كبرنا عليه وعهدنا عليه آباءنا وأجدادنا. وضمن المميزات الكبرى للسنوات السبع الماضية أن قطاعات عريضة من المصريين توافرت لديها فرصة البحث والتنقيب بنفسها بعيدًا عن توجهات منهج التاريخ وإملاءات مسؤولى البث التليفزيونى وميول الأنظمة والحكام.

ولعل أحد الجوانب القليلة المضيئة فيما أسفرت عنه ثورة يناير المغدورة المهدورة هو ذلك الهامش الشعبى المتوافر بغية البحث والنقاش. صحيح أن السطحية تغلب حينًا، وإعادة التدوير تهيمن حينًا آخر، والهرى والهرى الآخر يسيطران دائمًا، إلا أنها خطوة جيدة فى طريق تكوين الرأى وتشكيل التوجه بعيدًا عن الأساليب التقليدية.

وبينما نحن نحيى الذكرى الـ 66 لثورة يوليو التى أججت حركات التحرر والتغيير فى أرجاء شتى فى العالم، لا تهيمن على الذكرى لدى ما درسته من أهداف ستة، ثلاثة «قضاء» وثلاثة «إقامة» كما حفظتها وكتبتها على ورق الامتحان. كما لا تسيطر على سنوات قليلة من محاولات محو سيرة الرجل وأخرى طويلة من جهود إمساك العصا من المنتصف حيث الإشارة إليه ولكن دون إفراط والحديث عنه دون تمجيد.

حتى المرة الأولى التى صُدمت فيها بقراءة كتاب عن تاريخ الشرق الأوسط فى الجامعة والإشارة إلى ثورة يوليو باعتبارها «انقلاب عسكرى» Coup d’etat لا تهيمن على الأفكار فى مناسبة مرور 66 عامًا.

لكن صور ناصر التى تم رفعها فى ثورة يونيو 2013 هى التى تأتى فى المقدمة. وسواء تم رفعها بفعل فاعل بعينه أو بدافع شعبى فطرى، فإن رد الفعل فى الشارع هو ما يعنينى. فقد استقبل قطاع كبير من المصريين الذين نزلوا إلى الشوارع بدافع تخليص مصر من قبضة الدولة الإخوانية صورة ناصر استقبالا كله حفاوة وحنينا.

هذه الحفاوة وهذا الحنين هو الذى يتبدى فى محلات قديمة عتيقة فى أنحاء متفرقة مازال أصحابها يعلقون صورة «الزعيم» على الجدار. وهو اختيار لا يمكن تصنيفة بـ«التطبيل»، فقد رحل الرجل عن عالمنا منذ 48 عامًا.

هذه رسائل لكل من يتخيل تفكيره السطحى أو تسول له نفسه المتملقة المتحذلقة أن رفع اسم هذا من كتاب التاريخ أو منع ذكر ذاك فى برامج التليفزيون أو فرض تحليل يجمل عهدا ما أو آخر يقبحه سيدوم ويبقى فى ذاكرة المصريين.

صحيح أن الذاكرة تمر بارتجاجات وهزات عنيفة، وتعانى صدمات وانكشافات عميقة، لكن فى النهاية لن تفرض جهة أو فرد أو أيديولوجيا مكانة سابقة التجهيز فى القلوب وقيمة معدة سلفًا فى العقول.

تحية إلى ثورة يوليو وما سبقها وما تلاها من ثورات، وتحية أكبر لكل من ينأى بنفسه عن استلاب التاريخ أو انتحال صفة صالون التجميل للقادة والأنظمة والشعوب.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناصر 66 ناصر 66



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon