توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيطنة الطبقة المتوسطة

  مصر اليوم -

شيطنة الطبقة المتوسطة

بقلم - أمينة خيري

سائق التوك توك، ابن الـ14 والـ17 والـ20 والـ25 عامًا ضحية؟.. نعم، بكل تأكيد. لم يجد أسرة تعى قيمة الطفل فأنجبته كما أنجبت سبعة أو ثمانية أو تسعة غيره ليكون كل منهم مصدر دخل إضافى.

بائع الرصيف الذى يعرض بضاعة منخفضة أو معدومة الجودة تحمل أخطارًا صحية ويشغل رصيف المارة ضحية؟ نعم، بكل تأكيد، فهو تسرب من مدرسة وربما لم تطأ قدماه أرضها أصلاً، وارتأى أو ارتأى أهله أن تجارة الرصيف أقيم من علم لا ينفع.

بائعة الجرجير والبطاطا المتمركزة على الرصيف المواجه لإحدى السفارات فى حى الزمالك الراقى سابقًا، المتجرع كأس العشوائية حاليًا والتى تمدد نسلها خلال السنوات السبع الماضية بحفنة من الأطفال والتى تجد نفسها مهددة من قبل رجال أمن يكرون تارة وتفر تارة ضحية؟ نعم، بكل تأكيد لأسباب متطابقة لما سبق ذكره.

وقد ذُكِر فى كتب الأولين وعُرف فى دروس المتخصصين أن المجتمعات لا تقوم على طبقة واحدة دون غيرها. وكما أن الطبقات الكادحة والفئات المهروسة من حقها أن تحيا ومن واجب الدولة أن تحميها، فإن الطبقات المتوسطة من حقها هى الأخرى أن تحيا ومن واجب الدولة أن تحميها. أما أن تجرى عمليات ممنهجة لشيطنة الطبقة المتوسطة، وتحميلها مغبة التمدد العددى الرهيب والتدنى المعيشى الصريح فهذا خطير. وأن يخرج علينا من يلوح بمرزبة الطبقية والاتهام بالفوقية كلما اشتكى قاطنو منتصف الهرم الطبقى من فوضى أو عشوائية أو توغل لثقافة العشوائية فهذا مقلق.

وقد انتابنى قلق بالغ بينما أطالع عشرات التحقيقات الصحفية التى كتبها صحفيون وصحفيات غالبيتهم المطلقة من الشباب، وقد أجمعت كتاباتهم على شيطنة القابعين بعيدًا عن خط الفقر مع إضفاء هالة من الملائكية المطلقة على كل من قاد توك توك أو تاجر على الرصيف أو اختص بشؤون الجرجير.

فرق كبير بين تسليط الصحافة الضوء على الطبقات المهمشة والفئات الأولى بالرعاية وتفنيد مشكلاتهم والمطالبة بوضع حلول لمعاناتهم وبين الاكتفاء بتصويرهم باعتبارهم ملائكة المجتمع الظالم الطاغى. فرق كبير بين مهمة الصحافة فى البحث عن جذور المشكلات من أجل الوقاية التى هى خير من العلاج، وبين الاستمرار فى علاج الفروع المريضة والأوراق المنهكة.

وقد أنهكت الطبقة المتوسطة تحميلها ما لا يحتمله بشر. ضرائبهم مخصصة لرعاية الأسر التى اختارت أن تنجب «قرطة» عيال. سياراتهم نصف العمر عليها أن تتجرع مرارة خبطات التكاتك المارقة والتروسيكلات الطائشة لأن سائقيها مساكين وغلابة. بيوتهم عليها أن تتحمل غزو بائعى الأرصفة ومحتلى الشوارع لأنهم لم يجدوا من يحنو عليهم. وإن تضرروا أو تململوا فإن تهمة الفوقية جاهزة فورًا.

ليس هكذا تصح المجتمعات أو تتقدم الدول. الرعاية مطلوبة والتكافل واجب، لكن معاقبة من اجتهد وتعقل ليبتعد عن خط الفقر فيها سم قاتل.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيطنة الطبقة المتوسطة شيطنة الطبقة المتوسطة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon