توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سويسرا فى مصر

  مصر اليوم -

سويسرا فى مصر

بقلم - أمينة خيري

سويسرا من أجمل بلاد العالم دون أدنى شك. وهى جميلة قلباً وقالباً، بمعنى آخر شكلاً وموضوعاً. تجلس فى مقهى فى زيوريخ الجميلة، فترى الجميع يذهب ويجىء، يعملون ويأكلون ويضحكون ويعودون إلى بيوتهم فى آخر اليوم، والهدوء يلف المكان. «لا فيه بيب بيب ولا أزعرينا ولا زيطة ولا زمبليطة».

تتوجه إلى مدينة صغيرة اسمها «غريندلوالد» وتقيم فى فندق فى حضن الجبل حيث المنظر من نافذة الفندق أقرب ما يكون إلى لوحة خضعت لعملية «فوتوشوب» كبيرة، فتجد أن أصحاب الفندق هم أنفسهم العاملون فيه وأبناؤهم يعزفون للزوار ثم يهرعون لمساعدة الأهل فى الاحتفاء بالنزلاء. يشعرونك أنك أهم وأحسن نزيل فى الدنيا. حفاوة وكرم وذوق وترحيب، لا لسواد عينيك أو خضارهما، ولكن لأنك بالنسبة لهم أكل عيشهم. فلا تجد «بوز إخص مكشَّر» فى وجهك فى مطعم الإفطار، أو وجهاً يقطع الخميرة من البيت فى الاستقبال. والأدهى من ذلك أن أحداً لا يبتذل كرامته ويهين إنسانيته وينظر إليك بعين ملئها انكسار رهيب وأخرى مصوبة إلى داخل جيبك وهو يدغدغ مشاعرك فى الفندق الفاخر بقوله «كل سنة وانت طيب».

تصعد إلى «أعلى نقطة فى أوروبا»، والمسماة «يونغفراويوخ» فتجد القطار العتيق جنباً إلى جنب مع الأحدث فى عالم السكك الحديدية. تسير الرحلات محسوبة بالدقيقة والثانية. الجميع يبتسم لك. تسأل عن الطريق أو الحمام أو مكان لتناول الطعام، فيهرع الجميع لمساعدتك دون محاولة للنصب عليك أو الاحتيال.

ورغم هذه الجنة، شكلاً وموضوعاً، يسألونك بكل شغف عن مصر. منهم من يتغنى بجمالها؛ إذ اعتاد زيارتها كل شتاء، ومنهم من يسرد لك حكايات حكاها له والده عن مصر الجميلة والمصريين الجدعان، وهناك من يتحدث بكل صدق عن رغبة عارمة فى زيارة المحروسة ويستعرض معلوماته عنها من تاريخ وجغرافيا وحضارة وموقع.

ثم يأتى السؤال الذى بت أكرهه وأتوجس منه: «هل الوضع آمن لو فكرنا فى الزيارة؟». أبدأ فى التهتهة والتردد.. فهل أقول لهم أن كل شىء تمام، والوضع عال العال، والأمر رائع؟! ويزداد الطين بلة حين أجد نفسى بين شقى رحا. فمن جهة، أجد لسانى منطلقاً بكل صدق وشفافية وأنا أؤكد أن «الوضع» آمن إلى حد كبير جداً، حيث تطويق فعلى للإرهاب، وخطوات يلمسها الجميع لاجتثاثه.

وللصدفة البحتة تخرج نتيجة استطلاع «جالوب» السنوى للقانون والنظام، الذى يرتكز على سؤال العينة المختارة حول العالم إن كانت تشعر بالأمان أثناء المشى ليلاً، وإن كانوا ضحية جرائم من قبل، لتأتى مصر فى المركز الـ16 من بين 135 دولة، متقدمة على كل من بريطانيا وأمريكا، ومتساوية مع الدنمارك والصين وسلوفينيا.

ولكن، وآه من «ولكن!»، بماذا ترد على شابة جميلة وهى تسألك إن كنت تنصحها وعدداً من صديقاتها بزيارة القاهرة لبضعة أيام؟! هل تمضى قدماً رافعاً راية الوطنية، وتؤكد لها أنه قرار حكيم؟! أم تُحكم ضميرك، وتطلب منها أحد شيئين: إما تحويل وجهة الزيارة إلى شرم الشيخ أو الغردقة حيث عدد المتحرشين أقل نسبياً، ونسبة المتسولين أخف بعض الشىء، والنظرات المخترقة لخصوصية الآخرين أقل حدة، أو أن تطلب منها التأجيل دون إبداء أسباب وأنت تفكر بينك وبين نفسك أنه ربما نستيقظ من غفلتنا السلوكية وننتبه إلى مصيبتنا الأخلاقية، اللتين تجعلان من القاهرة مدينة متوحشة يعمل سكانها على «تطفيش» السياح إما بالنصب، أو بالتحرش، أو بالعيون المخترقة للملابس والخصوصية مرة من باب التدين الفطرى ومرات من بوابات تدنى الأخلاق؟!

عودة السياحة تحتاج إلى محاربة الإرهاب، وقد نجحنا إلى حد كبير ولله الحمد. كما تحتاج إلى محاربة تدنى الذوق العام، وقد فشلنا إلى حد كبير ولله الأمر من قبل ومن بعد.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سويسرا فى مصر سويسرا فى مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon