توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة تكريم الإنسان

  مصر اليوم -

إدارة تكريم الإنسان

بقلم - أمينة خيرى

عادة تكون فى الإعادة إفادة. لكن الإعادة هنا ليس فيها إلا إبادة ومزيد من القتلى والفوضى. وقبل ساعات من كتابة هذه السطور وقع حادث مروع جديد على طريق القاهرة - السويس الذى يرتاده الآلاف يومياً. بعد دقائق، تم نشر الخبر على المواقع الخبرية: «وقد جرى إخطار اللواء عصام الأشقر بالواقعة، وبالانتقال تبين أن الحادث وقع بسبب تجاوز السرعة، وجارٍ رفع آثار الحادث وتسيير حركة الطريق». بعدها بقليل تم تحديث الخبر: «وكانت غرفة عمليات الإدارة العامة للمرور تلقت بلاغاً يفيد بوقوع حادث تصادم بطريق السويس بين أربع سيارات ووقوع مصابين، ما تسبب فى ظهور كثافات مرورية. وعلى الفور أمر اللواء عصمت الأشقر، مساعد وزير الداخلية للمرور، بانتقال قيادات المرور لمكان الحادث لرفع آثاره وسحب الكثافات المرورية لتسيير حركة سير السيارات وعودة الحركة المرورية لطبيعتها مرة أخرى».

وعادت حركة المرور بالفعل لطبيعتها مرة أخرى: طيش كامل، وجنون تام، وضرب عرض الحائط بقواعد وقوانين المرور وغياب كامل لأية أمارات تقول إن هناك إدارة مرور تعمل فى غير أوقات الكوارث لرفع آثار الحوادث المروعة وإبلاغ سيارات نقل الموتى لرفع الأشلاء والإسعاف لنقل المصابين. بالفعل عادت الأمور إلى طبيعتها. سيارات تطير ولا تسير، وأخرى لا تحمل لوحات أرقام أو تحمل لوحة أمامية فقط، وثالثة يقودها صبية، ورابعة ينشغل قادتها بإرسال رسائل نصية أو مشاهدة مقاطع فيديو على هواتفهم المحمولة أثناء القيادة، وخامسة أجرة ومرخصة ملاكى، وهلم جرا.

وحيث إن إدارة المرور أشارت إلى أن حادث ليل الأربعاء وقع بسبب السرعة الزائدة، فإنه تجدر الإشارة إلى أن طريق السويس وغيره من الطرق يخلو من لوحات تحديد السرعات. وقلما يكون هناك رادار، أو ضابط مرور على دراجة نارية يراقب ويتابع معاتيه القيادة، سفاكى الدماء من المطلوقين على الطرقات على مدار الـ24 ساعة.

وإذا كان هذا هو الحال على الطرق السريعة، فإن الوضع فى داخل المدن أزفت وأقبح. ومن واقع الخبرة، فإن ضاربى عرض الحائط بأبجديات السلامة المرورية موجودون فى كل مكان. فى داخل شوارع «مدينتى» و«الشروق» و«التجمع»، السير عكس الاتجاه عقيدة، وأولئك لهم اليد العليا لأنهم يتطاولون قولاً وفعلاً على القلة القليلة الملتزمة والمعترضة. ولأن هذه القلة لا ظهر لها أو سند أو دعم من قبَل القائمين على أمر تطبيق القانون، فإن الشارع لهم.

الشارع المصرى فى كارثة حقيقية. وإدارة المرور مسئولة مسئولية كاملة عما يحدث وعمن يقع من قتلى ومصابين وخسائر. الأحاديث الودية غير الرسمية مع الضباط تحمل لوماً على القيادات التى لا تدعمهم بالقدر الكافى من القوات، والتى أحياناً تميل إلى مجاملات مع مرتكبى المخالفات حيث «فلان ابن فلان باشا فمعلش» أو «علان قريب علان باشا فلا داعى للإحراج». وأمناء الشرطة يحملون قدراً غير قليل من الغل والحنق لأسباب تتعلق برواتبهم. وبالنسبة للأفراد، فإنهم لا حول لهم ولا قوة. ربما يعرفون معانى ألوان الإشارات فى حال كانت غير معطلة، لكن السير عكس الاتجاه، والدوران من غير الأماكن المخصصة، والقيادة الجنونية والحركات البهلوانية والتوك توك و«التمناية» والمركبات غير المرخصة والتحدث فى المحمول أثناء القيادة.. إلخ فلا يعرفون عنها شيئاً.

الضاربون بقواعد وقوانين المرور عرض الحائط يفعلون ذلك لأنهم على يقين بأن أحداً لن يحاسبهم. كانت إدارة المرور، وصارت إدارة تكريم الإنسان.

 

 

 

نقلا عن الوطن القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة تكريم الإنسان إدارة تكريم الإنسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon