توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

100 مليون فضيلة

  مصر اليوم -

100 مليون فضيلة

بقلم : أمينة خيري

بعيدًا عن الحرب الدائرة رحاها حول المشهد الدرامى لمسلسلات رمضان هذا العام من حيث الإنتاج والمستوى والتوزيع وأحادية المصدر، تستوقفنى طريقة الكلام السائدة والمفردات المستخدمة ومخارج الألفاظ والنطق. هذا الكم المذهل من الشرشحة النسائية والبلطجة الذكورية، وتلك الطريقة المزرية فى التطجين فى الكلام، والتفوه بمخارج ألفاظ وطريقة نطق للحروف تذكرنا بشخصية «اللمبى».. قرار من؟.. بمعنى آخر، مَن الذى قرر أن يقدم صورة المصرى وكأنه إما بلطجى عتىّ فى الإجرام، أو مدمن غارق فى الكيف، أو فهلوى غبى، أو «سايق الهبل على الشيطنة» متخذًا من شخصية «اللمبي» مثلًا أعلى؟ ومن الذى قرر أن تكون المواطنة المصرية الحق هى تلك التى تفرش الملاية، وتغرف من نبع الردح، وتستوحى أردأ ما يتردد فى الشارع من ألفاظ وأقبح ما نعانى منه من عبارات لتردده؟ وبدلًا من معايير الجودة الفريدة التى يستخدمها البعض فى تقييم الأعمال الفنية الرمضانية، لماذا لم يستوقف أحدًا هذا السيل الهادر من السوقية فى الكثير من المسلسلات التى تُعرض هذا العام، والذى يعد استمرارًا لأعوام سابقة.. وهى ليست سوقية عادية تهدف إلى جذب المشاهدين عبر الشرشحة بأعلى الصوت والبلطجة والتطجين فى الكلام حتى تاهت مخارج الألفاظ بشكل جعل من شخصية «اللمبى» سيبويه النطق؟!. وسواء كانت الدراما تنهل من الشارع لتقدم فنًا واقعيًا، أو تبالغ فى القبح وتفرط فى المسخ الدائرة رحاهما حولنا من باب الإبداع غير المقيد، فإن ما يعنينى هنا هو مساهمتها فى ترسيخ منظومة السوقية التى تحيط بنا من كل صوب، فعلًا وقولًا وجوهرًا ومنظرًا.. وللعلم، فإن السوقية المقصودة هنا لا تتوقف عند حدود الشتائم والسباب أو الألفاظ الخارجة، لكن ما هو أخطر وأقبح منها هو أسلوب الحياة السوقى، الذى تحول إلى أمر عادى ونمط لا يزعج كثيرين.

هناك أجيال بأكملها خرجت معتقدة أن الطبيعى فى الذكر أن يبلطج فى أفعاله، ويطجن فى كلامه، ويصفع النساء والفتيات فى محيطه على وجوههن كلما غضب أو انفعل. هذه الأجيال تعتقد أيضًا أن الأنثى شرشوحة بالفطرة، وأن عليها أن تغطى جسدها وشعرها وتكشف كل عوراتها الأخلاقية والسلوكية لتكون أنثى مصرية متكاملة الأركان. مرة أخرى، لا أتحدث عن القصة، أو البناء الدرامى، أو الحبكة الفنية، أتحدث عن أسلوب الحياة الذى وصمنا وفضحنا ونُصِرّ على الاستمرار فى ترويجه وتسويقه محليًّا وخارجيًّا، وكلنا فخر بمحتواه الدميم. ليس المطلوب رقابة، لأننا لسنا فى زمن الرقابة.. وليست الغاية العودة إلى «بونسوار يا هانم» و«ميرسى يا إكسلانس».. وليس الغرض إصدار الأحكام على المسلسلات المعروضة من حيث القصة والأداء.. لكن ألا يستحق 100 مليون مصرى تفكرًا وتدبرًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فوضى أخلاقية ضربت شوارعنا، وعشوائية سلوكية أمرضت شبابنا وأطفالنا، وسوقية مجتمعية تحولت إلى أسلوب حياة؟.. نريد 100 مليون فضيلة مع الصحة، لأن صحتنا الأخلاقية فى خطر بالغ

GMT 06:02 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ساحة كولا دي رينزي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 مليون فضيلة 100 مليون فضيلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon