توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمـد صـلاح

  مصر اليوم -

محمـد صـلاح

بقلم - أمينة خيري

لا أفهم فى كرة القدم كثيراً، أو بوجه أدق لا أفهم فى كرة القدم أى شىء، لكنى -شأنى شأن ملايين المصريين- أحب محمد صلاح جداً، أعشق الشعور الذى بثه فينا، من فخر، زهو، أمل، تفاؤل، بهجة والقائمة طويلة، إنه الشعور الذى عشنا بدونه عقوداً طويلة، حيث افتقاد هذا الشعور الكامن بالزهو بأننى «مصرى»! صحيح لدينا بدل الأغنية عشر، وبدل اللت والعجن الموسمى حول أننا أعظم شعوب الأرض وأقوى أمم الكوكب، لت مستمر وعجن لا ينقطع، إلا أن بزوغ شخص مصرى يسرب إليك هذا الشعور بالفخر دون صخب أو هرج وحده كفيل بحب صلاح، وأحب صلاح كذلك لأسباب غير علمية ترتبط على ما يبدو بهذا الدعاء العبقرى الذى حتماً دعاه أهله له ألا وهو «روح يا ابنى ربنا يحبب فيك خلقه»، فهناك شىء ما فى هذا الشاب يجعلك تحبه، ربما تكون نظرة عينيه، حيث الخليط المبهر بين الحياء والشقاوة، أو تلك الابتسامة العريضة التى تجدها دائماً مرسومة على وجهه، وأضيف أن شعره ولحيته رسما صورة متفردة متميزة جعلته بالفعل «مو صلاح» ابن الـ26 عاماً صانع البهجة فى قلوب المصريين وزارع الزهو فى عقولهم، والزهو لو تعلمون عظيم، إنه علاج المنهكين، وفيتامين الهفتانين، وبلسم المحبطين، وبهجة المطحونين، ورغم ذلك، فإننى أشفق على محمد صلاح كثيراً هذه الآونة، بل بدأ شعور بالقلق ينتابنى كلما قرأت عنه خبراً أو مقالاً مصدره مصر، لماذا؟ لأننا بعون الله قادرون على رفع الناس سابع سما، وبالقدرة نفسها نخسف بهم سابع أرض، آه والله!

ودون الخوض فى أمثلة كثيرة يعرفها الجميع على مدار التاريخ كانوا يحلقون فى السماء ثم انهبدوا تحت الأرض، فإن تحميل صلاح ما لا ينبغى تحميله به يقلقنى، بمعنى آخر، من حقنا ومن حقه أن نحتفل بتألقه، ونبتهج لانتصاراته، ونتابع بكل شغف محاولات شرائه من أكبر أندية العالم، ونسلط الضوء على منافسته الشديدة لأعتى لاعبى كرة القدم حول العالم وتفوقه على أغلبهم، وندَرِس مسيرته نحو النجاح والعالمية للصغار الذين نشأوا فى مجتمع توقف عن تصدير القدوة، لكن علينا كذلك ألا نستنزف صورته أو نستنفد قيمته أو نحمله أكثر مما ينبغى. ينبغى أن نعلم الفرق الكبير جداً وغير الملحوظ جداً بين أن يغرس أحدهم أثراً إيجابياً لدى الملايين بسبب أفعاله وإنجازاته وتصرفاته وتركيبته الشخصية وابتسامته ومظهره الخارجى من جهة، وبين أن يعمل أحدهم على خلق هذا الأثر عبر تقديم نفسه باعتباره «سفيراً» أو «مندوباً» من جهة أخرى، بمعنى آخر، فإن مسيرة صلاح وتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة وشخصيته وتركيبته وجاذبيته جعلت منه سفيراً لبلده، وذلك دون أن يتم تنصيبه فى حفل كبير تنقله الشاشات وتبثه الفضائيات وتكتب عنه الصحف والمجلات «سفيراً» لمصر.

مصر لا تحتاج تنصيب سفراء يحسنون صورتها أو يجملون موقفها أو «يصنفرون» ما لحق بها من غبار، هى تحتاج تحسيناً ذاتياً يقوم به أهلها -حكاماً ومحكومين- عبر عمل وجهد، وتجميل حقيقى من خلال إزالة آثار الدمار الأخلاقى الشامل والتحلل السلوكى الكلى الذى ضربنا فى مقتل، و«صنفرة» الواجهات وذلك بعد تطهير الدواخل.

فى داخل الدعوة إلى تنصيب محمد صلاح سفيراً للسياحة المصرية فى أوروبا سم قاتل، محمد صلاح حالة قائمة بذاتها، وهو بالفعل أصبح سفيراً لمصر بحالته تلك، لماذا نقحمه إذن فى موقع يحول الحالة الطبيعية الجميلة الجاذبة التى تحيط به إلى ما يشبه فرع الورد البلاستيك القبيح الذى يضعه البعض على تابلوه السيارة فيزيدها قبحاً؟!

دعوا محمد صلاح وحالته لشأنهما، ولنستمتع ونبتهج ونفرح ونفتخر ونزهو بهما، وبدلاً من الشعلقة على أكتاف صلاح، لماذا لا نلتفت إلى وضع مصر السياحى، ونعترف بأن أوضاعنا الشارعية والسلوكية البشرية كارثية ولا تسمح أو تشجع بعودة السياح، وإذا كنا اعتدنا القبح ولم تعد الفوضى تزعجنا أو الغوغائية تنغص علينا حياتنا، لماذا لا نرفع تلال القمامة فى شوارعنا، وندعو إدارة المرور إلى الاستفاقة من غيبوبتها، ونطبق القانون المهدر فى الشارع، ونعيد تدريب البشر على أن السائح ليس مادة للاغتصاب أو النهب أو الاحتيال أو التحرش ولكنه مصدر رزق! محمد صلاح قد ينجح فى تشجيع السياح على القدوم إلى مصر، لكن هل تخيلنا الوضع بعد قدومهم بدءاً بهجمة سائقى التاكسى عليهم فى المطار مروراً بمشاهد تلال القمامة وبلطجة القيادة وغوغائية السلوكيات فى الشارع وانتهاء بزيارة الأهرامات وهجوم البلطجية عليهم؟!

اتركوا محمد صلاح وشأنه!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمـد صـلاح محمـد صـلاح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon