توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغارمون والمغرومون

  مصر اليوم -

الغارمون والمغرومون

بقلم : أمينة خيري

هذا الكم من الخير وقنوات العطاء- التي يمكن للمصريين الأكثر حظًا والمغرومين بعمل الخير أن يشاركوا من خلالها لمد يد العون للأقل حظًا- مذهل حقًا. وهذا الخير يسلط عليه شهر رمضان الضوء من خلال هذا الكم المذهل من الإعلانات، التي تدعو إلى التبرعات والتكافلات والمساهمات والتكاتفات وغيرها. قد يكون رمضان هو موسم الخير، لكنه بالطبع مستمر طيلة العام.

وطيلة العام نتابع قصص الغارمات.. أفراد، النسبة الكبرى منهن نساء، تضطرهن ظروف الحياة، وأضيف إليها بعض عادات وتقاليد المجتمع التي أكل عليها الزمان وشرب وبال، إلى الاستدانة وإمضاء إيصالات أمانة أو شيكات بالمبالغ التي يتعذر سدادها، وهو ما يؤدى إلى سجن المستدينة أو الغارمة.

والغارمات قصصهن متطابقة: تركها زوجها وأرادت أن تُزوِّج ابنتها الكبرى، ضربها زوجها وأرادت أن تشترى «تليفزيون» وغسالة لبيتها، زوجها غير قادر على العمل وعريس الابنة الصغرى هدد بفسخ الخطبة إن لم يتم توفير جهازها، تُوفِّى زوجها تاركًا لها سبعة أبناء وبنات فقررت أن تُزوِّج البنات وترسل الأبناء للعمل على توك توك أو ورشة، وهلم جرا. وجرت العادة أن نسمع قصص الغارمات ونذرف معهن الدمع وتنفطر قلوبنا لأجلهن. لكن ربما يمكننا بعد تجفيف الدموع وإصلاح القلوب أن نمد لهن يدًا أكبر وأعمق، حتى وإن كانت أصعب من العون. وبصراحة شديدة، فإن منظومة «الجهاز» و«القائمة»- وأثاث الغرف الثلاث لزوم زواج الابنة الكبرى، والأجهزة الكهربائية ومحتويات الـ«نيش» شرط زفاف الابنة الوسطى، والطقم الصينى واللحاف الماليزى والعباءة التايوانى فرض كتب كتاب الابنة الصغرى وغيرها من تضييقات إتمام الزيجات- يجب أن تتم مواجهتها مجتمعيًا.

وبدلاً من الاستمرار في معالجة الآثار الناجمة عن المرض، وإنفاق الملايين لمداواة الأعراض الجانبية له، لماذا لا نواجه أصل المشكلة: حملات توعية، محتوى مدرسى، برامج إعلامية، سفراء نوايا حسنة لوقف مهزلة تحرير شيكات وإيصالات لإرضاء مجتمع لن يرضى عنك ولو تم تنفيذ حكم الإعدام فيك شنقًا؟!. من جهة أخرى، فإن نسبة كبيرة من قصص الغارمات التي تقطع القلب تدور حور جهاز الابنة، وحين تبحث في التفاصيل تجد الابنة في الـ16 أو الـ17 أو الـ18 من عمرها، وهذا إن دَلّ على شىء، فإنما يدل على أننا نشجع ونروج وندعم زواج الطفلة، بالإضافة إلى أن ساكنًا لا يتحرك لدينا فيما يختص بتسرب هؤلاء البنات من التعليم والتخلص من عبئهن عبر الزواج. والعروس الطفلة بالطبع ليست ابنة وحيدة، فلديها أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة إخوة، وهو ما يستدعى المزيد من سكب الدموع وانفطار القلوب. لكنه يستدعى أيضًا يقينًا بأن تضافر جهودنا لسداد دَيْن الأم وإكمال زواج الابنة سيؤدى كذلك إلى استمرار حلقة الفقر والاستدانة والزواج المبكر إلى ما شاء الله. الحل يكمن في علاج المشكلة وليس مداواة الآثار الجانبية فقط. على المغرومين بعمل الخير مساعدة الغارمين والغارمات بالتوعية أيضًا.

المصدر :

المصري اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارمون والمغرومون الغارمون والمغرومون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon