توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منظومة «اللكلكة»

  مصر اليوم -

منظومة «اللكلكة»

بقلم - أمينة خيري

قد نكون غير قادرين على إعادة هيكلة حياتنا التى ساءت وتدهورت وتكحولت (مزيج من الكحل الأسود البهيم الذى يعتم الرؤية مع قليل من الكحول الذى يتخمر فيذهب بالعقل). أو ربما نحن غير راغبين فى ذلك، بعد ما اعتدنا القبح، واستسغنا المسخ، ولم تعد «اللكلكة» أو «الطلسقة» أو الإجراءات «الهمايونية» أو التصرفات العشوائية أو العيش على هامش الحياة تضايقنا. كما رفعت الملايين شعارات حياتية تدعو إلى العيش اليوم بيومه و«العمل على قد فلوسهم» و«إياكش تولع» و«هى جت عليا؟!». والنتيجة هى أن تفاصيل حياتنا، الصغير منها والكبير، وإنجازات عملنا المهم منه والهامشى، وشكلنا العام على مستوى الدولة والفرد، فضيحة بكل معانى الكلمة. تسافر إلى الخارج، فيحدثك محبو مصر بأسى عما ضربها من ترهل وما أصاب ناسها من عدم اهتمام وقلة اعتناء و«لكلكة» فى كل مظاهر الحياة. وحرص كارهوها على سؤالك على سبيل الاستفزاز عن أسباب السكوت على قذارة الشوارع، وتدهور المعايير المهنية، واندثار القيم الأخلاقية، وانهيار بديهيات وأبجديات العمل الحقيقى. وبغض النظر عن محاولات الدفاع، أو حفظ ماء الوجه، أو رص قائمة من الحجج والأعاذير جنباً إلى جنب مع العوامل والمعايير التى أدت إلى المسخ الكامل الذى نعيشه، فإنك حتماً تصاب باكتئاب إضافى لما ضرب هذا الشعب من ترهل وعدم ممانعة لتحويل كل قيمة إلى فعل ماضٍ.

مضت أيام كان الصنايعى المصرى معروفاً بين الأمم بملكاته وقدراته فى التصنيع والتشطيب والتصليح بحرفية. وولت وأدبرت أيام كانت أطقم التمريض فى المستشفيات أقرب ما تكون إلى ملائكة الرحمة اللاتى كنا نسمع عنهن. وأحيلت إلى المتاحف بقايا المصنوعات والتقنيات المصرية التى كانت تعكس تركيبة بشرية عظيمة تجمع بين الشطارة والإنسانية مع الذكاء والمفهومية.

فهم ما جرى لنا يتمثل فى قصة تعيسة حكاها صديق مصرى مقيم فى الإمارات. «أسطى» عامل سيراميك مصرى تصادف وجوده هناك، فكلفه الصديق ببضع الأعمال فى مطبخه وحمامه، وكانت النتيحة كارثية؛ بلاطات معوجة، تقفيلات مشوهة، تشطيبات كارثية لا تشبه إلا مثيلاتها التى أصبحت واقعاً حياتياً قبيحاً فى مصر. ومع القبح العملى يأتى العوار الفكرى، الصديق المصرى اصطحب الـ«أسطى» من يده وقاده إلى عدد من شقق أصدقائه ممن أنجز أعمالها السيراميكية عمال هنود وباكستانيون وبنغاليون.. الجدران والأرضيات أقرب ما تكون إلى الحرير، التقفيل والتشطيب يكاد يضاهى الورق الأملس. فما كان من العامل إلا أن تحجج تارة بعدم استواء الجدار وهذا كذب، وأخرى بسوء نوعية المواد وهذا تدليس. وحين ضيَّق الصديق خناق الحجة والبرهان عليه، وبعد ملاوعات لم تخلُ بأغلظ الأيمانات بصلاته وصومه وحجه، قال الـ«أسطى» إن معايير التعامل مع السيراميك تختلف فى مصر عنها فى دبى، وهى جملة غير مفهومة أصلاً.

لكن يبقى ما هو مفهوم ألا وهو أننا غير قادرين أو غير راغبين أو غير مدركين، أن تفاصيل حياتنا اليومية من سيئ لأسوأ ومعايير مهنيتنا وإنجازنا تتدهور يوماً بعد يوم، وشماعات حججنا الواهية وتبريراتنا المائعة تزداد بلهاً وعتهاً بينما نتكلم. ولا أرى ضرراً أو وصمة أو عاراً فى أن تستعين مصر بأصحاب القدرات والمعارف ممن نجحوا فى بناء منظومات عمل مهنى يتبع معايير حازمة ويضمن نتائج جيدة ويعاقب المخطئ والمقصر والمهمل عقاباً عسيراً مع ضمان منظومة رقابة مستمرة وصيانة لا تتوقف لتناول سندوتش فول أو الحصول على تعسيلة أو «على قد فلوسهم». لكن كل الضرر والوصم والعار لنا فى حال كان هناك إصرار على المضى قدماً فى منظومة المسخ والقبح و«اللكلكة» التى تأكلنا.

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة «اللكلكة» منظومة «اللكلكة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon