توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إن شاء الله بكرة معلش

  مصر اليوم -

إن شاء الله بكرة معلش

بقلم - أمينة خيري

بعد كثير من المراجعات الذاتية والتصحيحات الفكرية، توصلت لنتيجة مفادها أننا جميعاً محبوسون فى دائرة مفرغة، فالفوضى الشارعية التى تشكو منها الأقلية وتستمتع بها الأغلبية سببها أن من هم مسئولون عن تطبيق القوانين لا يطبقونها، بل يكتفون إما برمى الكرة فى ملعب «السلوك البشرى الخاطئ»، أو يناشدون المنتهكين والفوضويين والعشوائيين احترام القوانين التى لم يسمعوا عنها من الأصل، ومن تٌطبق عليهم القوانين يكرهونها ويعتبرونها ظلماً عاتياً أو تقييداً مريعاً لحرياتهم، والبعض من الخبثاء يلوح بأن من ضمن الضاربين بالقوانين عرض الحائط هم المنوط بهم تنفيذ القوانين أنفسهم، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر قيام البعض من ضباط الشرطة بالقيادة عكس اتجاه السير، أو إيقاف سياراتهم فى الممنوع، أو نزع لوحة أرقام أو ما شابه، ونذكر كذلك منظومة «كل سنة وأنت طيب» التى تستبدل مخالفة وقوف فى الممنوع بعشرة جنيهات تدس فى يد الأمين الممسك بدفتر المخالفات، والأمثلة كثيرة وليست حكراً على قطاع دون غيره، خذ عندك مثلاً سائق التاكسى الأبيض الذى أطرب أذنى وأسعد قلبى وأبهج عقلى حين وصف كل زميل يدعى أن عداده متعطل طمعاً فى بضعة جنيهات إضافية هو «حرامى»، لكن السعادة عمرها قصير، فما إن أشارت له سيدة حتى توقف لها غير عابئ بأن هناك راكباً ما فى المقعد الخلفى، ألا وهو أنا، وقد عضد وقوفه هذا بحديث شريف ردده على مسامعى ببطء شديد حتى أستوعب معانيه، بينما السيدة تركب إلى جوارى عنوة، «ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم، فقد عرض تلك النعمة للزوال»، ثم أخذ يفسر لى المعنى، فقال إنه هو العبد، والنعمة هى التاكسى، وأما حوائج الناس فتتمثل فى السيدة، والمقصود بالتبرم هنا هو أن يرفض السائق أن تنضم إلينا، وهو ما قد يعرض النعمة (أى التاكسى) للزوال.

وبعيداً عن انبهارى بهذه القدرة الفائقة على التفسير، فقد دخلت فى متاهات فكرية وجدليات ذهنية حول طريقة حساب العداد الذى كان قد قفز إلى رقم 23 جنيهاً لحظة ركوب السيدة، وحول أسباب حشر أكثر من راكب فى تاكسى رغم أن عدد التاكسيات أكثر من الهم على القلب، وعن الفرق فى هذه الحالة بين التاكسى والميكروباص، لكن أبرز ما قال السائق هو أنه فى حال احتكمت إلى الشرطة لتحاسبه على الجمع بين أكثر من راكب فهذا يعنى أننى لا أشعر بمتاعب المواطنين والضغوط الاقتصادية التى يرزحون تحتها، وفى حال أخذت الشرطة موقفاً عقابياً -وهو ما استبعده السائق تماماً- فإنها ستكون قوة ظالمة تعكس توجهات حكومية غاشمة.

وقد أيدته السيدة فى كل كبيرة وصغيرة قالها، وذلك على الرغم من أن حديثها كان مليئاً بشكاوى من الفوضى التى نعيش فيها والعشوائية التى تتركها السلطات ترتع فى كل ركن من أركان حياتنا، حياتنا التى تسير فى دوائر مفرغة كثيرة لم تعد فيها حقيقة واضحة مؤكدة سوى أنها عشوائية بامتياز وفوضوية باقتدار، زمان قيل عنا إننا شعب IBM، أى «إن شاء الله» (دلالة على تسويف الأمور وعدم الارتباط بتوقيتات ثابتة) و«بكرة» (دلالة على أن كل شىء يحتمل التأجيل والانتظار) وأهمها جميعاً «معلش» حيث لا عقاب ولا محاسبة، فقط معلش، وقد توالت العقود وصرنا هكذا، مسخ قانونى، حيث نتظاهر بأن لدينا قواعد وقوانين، لكن لا المنوط بهم تطبيقها يؤمنون بأهميتها، ولا المفترض فيهم الالتزام بها يحترمونها فهى لا تعنى لهم شيئاً، لأن عنصر البركة وقيمة القضاء والقدر صارا أكبر وأضخم.

القوانين لا تطبق بالمناشدة، وما دام مطبقوها لا يؤمنون بها وبمعناها، والمطبقة عليهم يعتبرونها ظلماً لهم وعدواناً على حرياتهم، فقولوا علينا السلام.. سلام!

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن شاء الله بكرة معلش إن شاء الله بكرة معلش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon