توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وها قد بلغنا رمضان

  مصر اليوم -

وها قد بلغنا رمضان

بقلم - أمينة خيري

طوفان من الأدعية والأمنيات الجميلة غمرت صناديق التواصل الاجتماعى وفاضت بأمنيات المشتاقين ورغبات المهمومين فى شأن الشهر العظيم، وما يمكن أن يحمله من معجزات انقضاء المشكلات وتبخر الهموم وتشرذم الغيوم. «اللهم بلغنا رمضان»، «اللهم تقبل منا الصيام»، «اللهم بحق هذا الشهر عليك بمن ظلمنى اللهم اسقم جسده وأنقص أجله وخيب أمله»، «اللهم أعنا على صيام وقيام شهر رمضان»، «اللهم بارك لنا فى صيام شهر رمضان»، «كل رمضان ونحن إلى الله أقرب»، «اللهم بحق هذا الشهر الكريم حسنات تتكاثر وذنوب تتناثر»، «اللهم أعنى على قيام الليل»، «اللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وركوعنا وسجودنا». مئات وربما آلاف من التضرع إلى الله سبحانه وتعالى ليرى صومنا هذا وصلاتنا تلك ويجازينا عنه، إما خيراً أو تذليل صعوبات أو تحقيق أمنيات، تقرأ الأدعية المرسلة لك ضمن زمرة من مئات الأصدقاء ومن قبلهم الآلاف ومن بعدهم الملايين ولا يسعك إلا أن تقول «آمين» (ربما باستثناء نوعية من الدعاء تتضرع إلى رب الرحمة والمغفرة والعدل أن يحرق فلان أو ينتف شعر علان أو يشتت شمل فلان وما أكثرها)، لكن اللافت بحق هو أن أياً من هذه الأدعية لا يشمل مثلاً تمنى أن يكون العبد أكثر إخلاصاً فى عمله مثلاً، أو تفوقاً فى مجاله، أو رحمة بأقرانه من العباد، أو التزاماً بالقوانين والأخلاقيات، ورغم توافر عنصر الدعاء للبلد بأن يكون أكثر أمناً وسلاماً، إلا أن أحداً لا يتوجه إلى السماء بالدعاء أن يكون البلد أكثر تقدماً فى مجال البحث العلمى مثلاً، أو أكثر تميزاً على صعيد الإبداع والابتكار، أو أعلى مكانة على مؤشر الشفافية أو السعادة، أو أعمق أثراً فى شأن الفنون، بل أكاد أجزم أن الدعاء لا يعرف طريقاً إلى مجالات مثل فوضى الشارع، وتدنى السلوك، وتبخر الأخلاق، وتوغل البلادة، وتمكن اللامبالاة، وانتهاك خصوصية الآخرين.

وقد ظهر أن هذا العام، مثله مثل بقية الأعوام، حيث تستهل الملايين الشهر الكريم بقوائم من الأسئلة «الدينية» العويصة والعميقة والعتيدة، حيث هل تقبيل الزوجة يبطل الصيام، وهل القطرة تعنى الإفطار، وهل يجوز التفكير فى العلاقة الحميمة أثناء وقت الصيام، وهل الغوص فى سير الناس على سبيل الحكى وليس النميمة حلال أم حرام، يغرق الجميع هذه الآونة فى الاستزادة من أرشيف مكاتب الإفتاء، وكنت أتمنى أن يرد سؤال عن حكم الدين فيمن نزل من بيته دون أن يستحم، وتوجه إلى عمله بعد ما تحرش بكل الكائنات الأنثوية فى الطريق، وجلس على مكتبه دون أن ينجز مصلحة واحدة توحد الله، فهل يجوز صيامه؟

جواز الصيام من عدمه أمر ليس بالصعوبة، وإن ظل الله تعالى وحده العالم بالنيات والحاكم بالقبول أو الرفض، لكن جواز مآذن المساجد المتلاصقة والمتاخمة لبعضها البعض وهى تبث صلاة التراويح وتنقل إلى سكان الكوكب الوجه الجميل الرصين لديننا الحنيف، حيث يتصارع المشايخ الذين يؤمون الصلاة على إعلاء كلمة الحق وترجيح كفة الصوت الأعلى باعتباره إلى الله أقرب، وتتداخل أصوات المآذن المتلاصقة وكأنها فى صراع من أجل دعوة غير المسلمين لاعتناق الإسلام، أصوات زاعقة، بعضها مبحوح لفرط الصراخ والبعض الآخر مبحوح بالفطرة تخصصت فى تشويه الدين فى الشهر الكريم، لا سيما فى المناطق البعيدة عن أعين وزارة الأوقاف. الوقفة الأخيرة التى أشير إليها فى هذا المقال الرمضانى هى تلك التى شدت انتباه البعض ممن لسعتهم ظاهرة الدعاة الجدد، الذين قاموا بدور كبير فى تديين هذا الشعب بهذا الشكل المظهرى الرهيب مع تحويل المحتوى إلى فراغ شبه كامل.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وها قد بلغنا رمضان وها قد بلغنا رمضان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon