بقلم : أمينة خيري
الجهود العاتية المبذولة فى المجتمعات العمرانية الجديدة واضحة لكل ذى عينين. قيادة سياسية على قناعة تامة بأن المستقبل فى هذه المجتمعات وبها ولها، ومسؤولون أغلبهم على درجة بالغة من المعرفة بكيفية إدارة منظومة عمرانية متكاملة لتكون قوى جاذبة للسكان وليس العكس. والحق يقال أن الحركة والنشاط فى العديد من هذه المدن يجريان على قدم وساق، سواء للملمة آثار إهمال وتجاهل عقود مضت، أو لرفعة شأن هذه المدن وسكانها وتيسير أمورهم المعيشية والحياتية اليومية. وليس هناك أبسط وفى الوقت نفسه أكبر من سبل هذا التيسير إلا توفير وسيلة مواصلات آمنة ومضمونة لوصل المدينة بما حولها. ولا يفوتنى أن أذكر فى هذا الصدد أن جانبًا معتبرًا من نجاح منظومة الحياة فى مجتمعات سكنية خاصة مغلقة مثل الرحاب ومدينتى يعود إلى توفير شبكة مواصلات معتبرة محترمة، ذات مواعيد محددة ومعروفة مسبقًا. وعلى مدار سنوات طويلة، وسكان مدينة الشروق يجاهرون بمطلب بديهى وعادل ألا وهو توفير شبكة مواصلات توفر لهم ولأبنائهم وزوارهم إمكانية الانتقال الآمن والمضمون من المدينة وإليها. وعلى استحياء تم توفير بعض الخطوط الشحيحة فى سنوات سابقة، لكنها لا تتفق أو تتواءم وسرعة نمو وازدهار المدينة وزيادة عدد سكانها والعاملين فيها. واستيقظ سكان الشروق ذات صباح ليجدوا بشرى سارة ألا وهى باصات أنيقة تجوب شوارع مدينتهم الجميلة طبقًا لخطوط سير، وبهدوء يقف على طرف نقيض من فوضوية وعشوائية السيارات السوزوكى الصغيرة التى احتلت شوارع الشروق، ومن قبلها عربات ربع نقل كتلك المستخدمة فى الأرياف، وجميعها يرفع راية عشوائية الوقوف وجنون القيادة وعدم الالتزام.
واستبشر سكان الشروق وزوارها خيرًا بهذه الباصات التى لن تحل لهم فقط معضلة التنقل الآمن والمتحضر فى داحل المدينة مترامية الأطراف، ولكنها قد تمد لهم طوق النجاة فى مسألة التنقل من المدينة إلى خارجها دون تكبد عناء ركوب سيارات غير آمنة إلى إما طريق السويس أو الإسماعيلية الصحراوى انتظارًا لسيارة ميكروباص، وهو ما يعرض الكثيرين منهم، لا سيما النساء والأطفال، للخطر ناهيك عن خطورة الوقوف على طريق سريع، وتوقف السيارات الميكروباص على الطريق نفسه وما ينتج عن ذلك من حوادث بالإضافة لنقل فوضى المواقف العشوائية فى كل مكان.
وحسنًا فعل جهاز مدينة الشروق بتبنى مطلب الآلاف من سكان الشروق والتفكير فى تسيير عدد من الباصات الجديدة المؤهلة للسير على الطرق السريعة فى خمسة مسارات تحقق أمنية عزيزة للجميع. لكن للأسف الشديد، ورغم توافر البنية التحتية والإرادة السياسية والقدرة التنفيذية، تقف تعقيدات وعقبات حكومية من قبل جهات أخرى حائلاً دون تنفيذ هذا المطلب الذى طال انتظاره. وهذه السطور بمثابة مناشدة جماعية من أهل الشروق لمحافظ القاهرة ورئيس هيئة النقل العام للمضى قدمًا فى تفعيل توجيهات القيادة السياسية بدعم المجتمعات العمرانية الجديدة والتوسع فى إدارة خدماتها وتذليل المصاعب واتخاذ إجراءات تسيير خطوط الباصات الجديدة خارج المدينة وإليها.