توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إشغالات واشتغالات

  مصر اليوم -

إشغالات واشتغالات

بقلم : أمينة خيري

يرقص قلبى فرحًا كلما طالعت صور إزالة الإشغالات، لكن الفرحة لا تدوم والرقصة لا تكتمل، لأن ما أزيل اليوم يعود غدًا، وما يرفع ويصادر بعد غدٍ يعاود الكَرّة وهلمّ جرا. ويعيش المصريون هذه الجولات من الكر والفر، والإزالة والعودة، والإشغالات والاشتغالات منذ عشرات السنين.

صحيح أن السنوات القليلة الماضية شهدت تهاونًا فى إزالة الإشغالات ونشاطًا زائدًا فى ترسيخ الإشغالات وتوسيع رقعتها وتجذير ثقافتها، إلا أن هذا لا يمنع أن محاولات عديدة وجهودًا كثيرة تُبذل «بين الحين والآخر» للإزالة. مقهى مخالف استولى على الرصيف، ثم نزل بخطى حثيثة فاستعمر نهر الطريق، توك توك جرب حظه فى الخروج من الشوارع الجانبية التى يرتع فيها فظهر فى الشارع الجانبى، ومر ظهوره بسلام، فغزا الشارع الرئيسى ومنه إلى الميدان. سكان عمارة قرروا أن يخصصوا أماكن عدة لإيقاف سياراتهم، فحفروا لها المتاريس وأقاموا لها القراطيس. صاحب كشك رأى أن أصول العدالة الاجتماعية تحتم أن يتوسع، وتستوجب أن يتمركز فيتمدد بضعة أمتار يمين الكشك ومثلها يساره، ثم خلفه ومن ثم أمامه. تمر الأمور بسلام، فيقرر أن يأتى بكرسيين بلاستيكيين وشيشة. مجموعة من عفاريت الأسفلت تقرر أن الموقع الأمثل للراحة وبدء دورة تحميل الركاب هى الـ«يو تيرن» الموجود عند ميدان الساعة. يبدأ التمركز بسيارتين، ثم ثلاث، أربع، عشر، خمس عشرة، ويتحول شارع النزهة إلى عقدة مرورية.

ويبدو أن ثقافة الإشغال لم تعد تستوقف أحدًا أو تضايق أو تعكنن أو تمثل مشكلة لدى الغالبية. قبل يومين، قررت سيدة أنيقة تقود سيارة فارهة أن توقف السيارة بعرض الشارع أمام أحد النوادى الرياضية لحين خروج ابنتها من النادى. وبينما السيارات خلفها تصرخ، وحولها تسب وتشتم، جلست هى تتكتك على المحمول.

حِمل ضخم ينوء به المسؤولون فى مختلف الأماكن. فما أفسده التعليم الخرب، والتربية المتبخرة فى الهواء، ومنظومة الحلال والحرام التى حلت محل ما يصح وما لا يصح، والقانون الميت إكلينيكيًّا لن ينصلح بين ليلة وضحاها. لكن أخطر ما فى الموضوع هو اعتياد ثقافة الإشغالات التى تنتمى لعائلة القبح. والقبح لم يعد يزعجنا أو يهز فينا شعرة. بمعنى آخر عدم عودة الإشغالات بعد إزالتها لن يحدث إلا إذا كان الوعى العام والمزاج الشعبى والثقافة السائدة والتربية ترى فى الإشغالات والتعديات قبحًا لا تستقيم معه الحياة. وللعلم يشمل ذلك الشرط القائمين على أمر إزالة الإشغالات أنفسهم، أى أن الأفراد المنوط بهم الإزالة هم أنفسهم على الأرجح لا يرون فيها قبحًا أو عوارًا، لكنهم عبد المأمور. يصدر أمر بحملة لإزالة إشغالات المقاهى، فيتوجهون لإزالتها اليوم، وغدًا يمرون أمامها وربما يجلسون فيها. يصدر أمر بحملة لمصادرة التوك توك، فتتم المصادرة، لكن أمين الشرطة الذى صادره يستخدمه فى العودة إلى بيته.

الإشغالات والقبح ثقافة نمت وترعرعت فينا، ولأنها «ليست حرامًا شرعًا» فمفيش مشكلة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشغالات واشتغالات إشغالات واشتغالات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon