توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرقص على القبور

  مصر اليوم -

الرقص على القبور

بقلم - أمينة خيري

«حوادث الطرق».. يبدو العنوان مملاً مسطحاً. هو بلا حياة، لا لأن حوادث الطرق باتت تحصد حياة العشرات على مدار الساعة، بل لأن المصريين اعتادوا هذا الحصاد العزرائيلى اليومى. حتى الكتابة عنها باتت أمرا صعبا. وسر الصعوبة ليس فى إيجاد الجديد أو العثور على الحديث، لكن فى جذب انتباه الأطراف المعنية لما هو مكتوب.

فمن يستيقظ صباح كل يوم على وفاة 15 وإصابة 30 على الدائرى، ويشاهد فى الطريق إلى عمله انقلاب سيارة على يمين الطريق ووقوع مركبة من أعلى الكوبرى ودهس بضعة مواطنين على الطريق السريع، ويسمع عن قريب أصيب إصابة بالغة وصديقة رحلت عن عالمنا وأسرة جار راحت ضحية مقطورة- يتعامل مع حوادث الطرق باعتبارها تفصيلة بديهية من تفاصيل الحياة اليومية.

الحياة اليومية على الطرق فى مصر أصبحت تشع برائحة الموت مع كل خطوة. وحين يتضامن غياب تطبيق القانون مع غيبوبة السلوك والأخلاق فى بحر من العشوائية والفوضى، حيث الحمير جنباً إلى جنب مع السيارات فائقة السرعة وكلتاهما تتناحر مع ثعابين «التوك توك» والسوزوكى الأجرة المرخصة ملاكى فى منظومة قبيحة لا تتوقف على مدار اليوم.

وفى كل يوم يركض الشريط الخبرى على شاشاتنا ناقلاً الحصاد المعتاد للقتلى والمصابين على الطريق الدائرى والسويس والإسماعيلية والمنيا وأسيوط وأسوان والقائمة طويلة جداً. وبين الحين والآخر نطالع خبراً عن قانون مرور يجرى إعداده، أو تلويحاً بتطبيق قريب لقواعد صارمة لضبط الشارع، أو ظهور مشرف لمتحدث باسم الداخلية يهيب خلاله بالمواطنين الالتزام بقواعد السير.

لكن قواعد السير المضروب بها عرض  الحائط منذ سنوات، والتى تفاقمت حدة ضربها على مدار الأشهر القليلة الماضية، تحصد فى العام الواحد نحو 12 ألف روح على الطريق (بحسب منظمة الصحة العالمية). وهناك ما لا يقل عن 19 ألف إصابة. بعضها يسبب إعاقات مدى الحياة. وبالإضافة إلى عنصر القضاء والقدر الذى يسلم به الجميع، فإن العامل البشرى يتحمل ما يزيد على 72 % من أسباب وقوع آلاف القتلى والإصابات.

العامل البشرى ينقسم إلى ثلاثة أقسام لا رابع لها: الأول السائق المجنون أو المهبوش أو الذى لا يفقه قواعد القيادة أو الذى يعتقد أن القيادة قوامها الفهلوة وإطارها قلة الذوق وشعارها «قاتل أو مقتول». أما الثانى، فهو المارة الذين يجدون أنفسهم فى صراع محتوم مع المركبات المجنونة، سواء لغياب إشارات المرور أو اختفاء الأرصفة، ومن ثم النتيجة الحتمية، حيث الالتحام الشخصى مع السيارات فى ملحمة دموية. ويتلخص الثالث فيمن يفترض أن يطبق القانون، بدءاً بإصدار رخص القيادة لمن يثبت بالحجة والبرهان والامتحان العملية والشفهى أنه متمكن تماما من القيادة وقواعدها، حيث إن من يحصل على الرخصة وهو غير مؤهل للقيادة هو مشروع  قاتل، مرورا بضابط الشرطة وأمينها فى إدارة المرور اللذين لا يقومان بعملهما فى الشارع، حيث تجاهل تام لسيارات بدون لوحات أرقام وتكاتك بدون كيان رسمى وباصات نقل عام بدون أدمغة بشرية، وانتهاء بتهاون الحكومة فى حق المواطنين، حيث رادارات غائبة لمراقبة السرعات وإشارات مرور معطلة أغلب الأوقات، وسكوت مزرٍ عن حق المصريين فى النجاة من إرهاب الطرق.

إرهاب الطرق فى مصر مصدر بؤس لملايين المصريين، حيث الغالبية العظمى من المواطنين لديها عزيز مات أو أصيب فى حادث سير. لكن مصدر البؤس الأكبر هو أن ملايين من المصريين تعتقد أن ما يجرى فى الشوارع من حرب ضروس وتناحر غير مدروس هو الطبيعى فى قيادة المركبات. كثيرون يعتقدون أن السيارات فى دول العالم تسير هكذا، وأن الموت على الطريق هو قضاء وقدر فقط لا غير. والأدهى من ذلك أن من بين المنوط بهم تطبيق القانون ومراقبة الطريق ومحاسبة المخطئ من يضربون بقواعد السير عرض  الحائط، فباتت سمة أهل البيت الرقص على قبور بعضهم البعض.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقص على القبور الرقص على القبور



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon