توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بناء إنسان المترو

  مصر اليوم -

بناء إنسان المترو

بقلم - أمينة خيري

ما زلت على يقين بأن ضبط ولو مجال واحد من مجالات الحياة اليومية فى مصر قادر على فعل المعجزات، والاستمرار فى الفشل أو التجاهل أو التباعد أو عدم الاعتراف أو عدم الالتفات إلى أن حال الشارع يضرب يقلب أيضاً قادر على فعل الموبقات، وما زلت مصرة على أن الرسالة الواضحة والوحيدة والفريدة التى وصلت وفُهِمت من قبل عموم المصريين هى أن المواطنين متروكون ليواجهوا بعضهم البعض فى الشارع، فإن كان المعتدى أقوى من المعتدى عليه، فهنيئاً للأول بالنصر و«حظ أفضل المرة المقبلة» للأسوأ، وإن كان السايس قوى الشكيمة مفتول العضلات طويل اللسان مقارنة بصاحب السيارة المراد إيقافها، فالأول هو الفائز والأخير هو الخاسر وبئس المصير، وإذا كان التاجر قادراً على فرض تسعيرته رغم أنف الزبون ورغم خلو جيبه، مستفيداً بأنه لا سند له أو ظهر أو متكأ، فالتاجر هو الفائز والمشترى هو الخاسر، وهلم جرا. وما يجرى فى عربات المترو، الذى كتبت وكتب عنه البعض من فوضى عارمة، وتحديداً فى الخطين الأول والثانى إنما هو رسالة قاسية إلى الطبقة المهروسة المفعوصة بين شقى رحى الأسعار المتفاقمة والرواتب المتقزمة، قوامها أن الهرس علينا حق والفعص سيتم دون وجه حق، عشرات الباعة والبائعات الجوالين فى العربات، حيث زعيق رهيب وتشاحن فيما بينهم لعرض البضاعة الرديئة مع جيوش جرارة من المتسولين الحاصل أغلبهم على دبلومة «الأداء المسرحى المفتعل» شديد الرداءة، ويزيد الطين بلة بلجوء الكثيرات من المتسولات إلى النقاب، فمنه سترة لهويتهن، ومنه تجارة بالدين، أو بالأحرى تحت نظر مسئولى الخطين الأول والثانى وأولى أمر مترو الأنفاق برمته. وما دامت السيطرة على فوضى الشارع المرورية، وجنون الطرق السريعة والبطيئة، والحيلولة دون السيطرة على هطل الطريق الذى يوقع آلاف القتلى والمصابين على الطريق لا لشىء إلا لأن الجهات المختصة غير مهتمة أو غير راغبة أو غير قادرة أو غير واعية بفداحة ما يحدث، فربما تقرر الدولة أن تقدم نموذجاً ناجحاً فى إعادة فرض سيطرتها وبسط النظام رغم أنف الكبير قبل الصغير على المترو مثلاً؟!

المترو بخطوطه الثلاثة عامر بالإمكانات المادية والبشرية، فقد زادت أسعار التذاكر أضعافاً مضاعفة ولن يكون من المقبول التذرع بضيق ذات اليد، وأعداد العاملين فى الأمن من النائمين على ماكينات الكشف عن المتفجرات والملهيين فى التكتكة على الموبايلات، الذين يصلون الفرض والسنة ويزيد فى الزوايا المنتشرة فى حرم المحطات وذلك فى أوقات العمل الرسمية تسمح بفرض النظام فرضاً. خذ عندك مثلاً تناحر الركاب الفوضوى والمؤلم فى السير داخل المحطات سواء للانتقال من رصيف إلى آخر أو للخروج. تلاحظ تصرفاتهم، فتجدهم يكسرون على بعضهم البعض، ويتزاحمون للصعود على السلالم المتحركة، ويحكمون الفهلوة الرديئة فيسيرون عكس الاتجاه لاختصار بضع ثوان وكأن تأخرهم سيصيب بورصة نيويورك بالانهيار، ألا توجد طريقة لتنظيم سير الركاب وإجبارهم على الالتزام بصفة مستمرة وليس عبر حملة تستغرق ساعتين أو ثلاثاً؟

إذا كان نظام تعليمنا انهار على مدى العقود الماضية وخرّج لنا أجيالاً فقدت للأسف بديهيات الذوق فى التعامل والنظام فى المشى واحترام حقوق الآخرين فى الشارع، وإذا كان سباق الأرانب لم يعد يترك فرصة للأهل لتربية الصغار على أبجديات الحس العام، فعلى القانون المطبق بحسم وعدل أن يفعل ذلك لحين إصلاح المكسور.

ضبط المترو لا يحتاج معجزة، بقدر ما يحتاج إرادة وإصراراً، وكما نجح أحدهم فى أن يجعل فى داخل كل محطة ما لا يقل عن زاويتين للصلاة ومكبر صوت يؤذن فيه المؤذن وتتناثر الأحذية حول شباك التذاكر، وذلك حتى يرضى الله عنا، فإن أحدهم آخر قد ينجح أيضاً فى أن يعيد بناء إنسان المترو، فإن فى ذلك رضا الله والشعب.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بناء إنسان المترو بناء إنسان المترو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon