توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغول وتوغل السلفيين

  مصر اليوم -

تغول وتوغل السلفيين

بقلم - أمينة خيري

أقلق كما يقلق البعض من تمدد وتوسع وتوغل التيار السلفى فى مصر بشكل ملحوظ فى الفترة الماضية. أنا و«البعض» القلق يرى أنه جارٍ سلفنة المصريين بشكل واضح، وإن كان غير صريح، بائن حتى وإن كان مكتوم الصوت.

الأصوات التى تتصاعد عبر مكبرات أصوات المساجد المتاخمة لبعضها البعض، لا سيما فى المدن الجديدة، متداخلة تداخلاً يجعل تفسير ما يقوله المؤذن أو خطيب الجمعة وأحياناً بث الصلوات الأخرى كاملة عبر المكبرات، شبه مستحيل، ناهيك عن قبح أصوات الكثيرين الذين أشك شكاً كبيراً فى أنهم تابعون لوزارة الأوقاف.

فى محطات المترو زوايا الصلاة فى حرم المحطة تعج بموظفى المترو والضباط وأمناء الشرطة وأفراد الأمن. جميل أن نصلى، لكن أن نترك أماكن العمل «تضرب تقلب» أبعد ما يكون عن الجمال.

سائق التاكسى الشاب انتابته موجة غضب وعصبية شديدة حين وجد سيدة تنتظر أن توقف سيارتها، ما عطله عشر ثوانٍ. وبسؤاله إن كانت العصبية نفسها ستضر به فى حال كان السائق زميلاً له، قال غاضباً: ماشفتيش لابسة إيه؟ دى لابسة بلوزة من غير أكمام!».

الكمامة الموضوعة على فم الكلب الذى اصطحبته شابة محجبة فى أحد شوارع مصر الجديدة شجعت سيدة منتقبة لتقوم بدور الواعظ والمرشد وتقول للفتاة: «عيب على حجابك تجيبى حاجة نجسة كدة نهانا عنها ديننا».

ديننا الذى شوهته وقبحته وأفسدته جماعة الإخوان المسلمين بربطه بالسياسة ووصولهم إلى كرسى الحكم، لم يبادر أحد بعد صيف 2013 إلى نفض الأتربة التى علقت به. والمصيبة أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تركت الساحة فارغة مفتوحة على مصاريعها ما شجع «السلفيين» على التسلل إليها. معدلات انتشار النقاب المتسارعة، تعاطف موظفى البنوك والوزارات والأمن معهن وتيسير مهامهن دون مطالبة موظفات بالتأكد من هويتهن، عودة اللحى المشعثة إلى الظهور بعد نشاط محموم للتخلص منها قبل سنوات وقت اعتقد السلفيون أن مصر المدنية ستعود وأن الهوية المصرية ستستيقظ من غيبوبتها، عودة بعض المساجد إلى سابق عهدها من التحرر من القواعد التى فرضتها وزارة الأوقاف، وغيرها كثير من المظاهر الشكلية.

لكن جوهر المجتمع كذلك جارٍ «النخورة» فيه بخطى ثابتة ومتسارعة فيما يبدو أنه لكسب الوقت. جريدة لندنية نشرت قبل أشهر تحقيقاً عن السلفية فى مصر. وجاء فى التحقيق جمل وتصريحات على ألسنة شخصيات سلفية بارزة أغلبها فى مدينة الإسكندرية تلخص الحال. منها أن قبول مظاهر بعينها فى المجتمع المصرى ليس رضا بالواقع وإنما من باب دفع مفاسد أعظم، وهو ما يشير إلى أنهم فى اللحظة المناسبة سيعملون على تغيير ما لا يعجبهم من أوضاع. أيضاً اعتبار أحدهم الدعوة السعودية للبابا تواضروس لزيارتها بأنه «ربما تكون نتيجة إملاءات خارجية وضغوط دولية»، وكأنه يبرر للمملكة فعلاً شائناً ما كان ينبغى أن يحدث. كذلك التأكيد على أن المجموعات السلفية فى مصر تيار يحمى المجتمع من الانهيار، وهو ما قد يفسر «شرطة الأخلاق» الناشطة حيث توبيخ المفطرين فى رمضان، وسماح مواطنين لأنفسهم بالتدخل فى شئون الآخرين واختياراتهم من تربية الكلاب أو شكل الملابس التى يرتدونها. ومنهم من قال إن السلفية فى مصر أصبحت تياراً مستقلاً لا علاقة له بالسعودية، وذلك فى أعقاب الإجراءات الأخيرة التى اتخذتها السعودية للتخلص من قبضة الرجعية.

ويشار إلى أن السلفيين فى مصر يذرفون الدموع على تحرر السعودية من الظلام وخروجها الثابت نحو النور.

«حزب النور» مثلاً قد يكون عديم الفائدة من وجهة نظر حزبية، لكنه وغيره من الجماعات والمجموعات والأفراد السلفية ناشطة جداً مجتمعياً. وأخشى ما أخشاه أن نكون قد نجونا من مقلاة الإخوان لنجد أنفسنا نستعر فى نيران السلفيين.

وإحقاقاً للحق، فإن كليهما: الإخوان والسلفيين، اجتهدوا واستثمروا وعملوا بكد وجد ليصلوا إلى ما وصلوا إليه من استلاب الناس والسيطرة عليهم وغسل أدمغتهم تارة بالترغيب عبر المميزات والحوافز من مدارس ومستوصفات وملابس وغيرها، وتارة بالترهيب حيث لعبة الجنة والنار. أما ماذا فعل الآخرون من الليبراليين المتنورين المثقفين الممسكين بجمرة الهوية المصرية وسط ظلام التديين، فيظل فى علم الغيب.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغول وتوغل السلفيين تغول وتوغل السلفيين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon