توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تخاريف ضريبية

  مصر اليوم -

تخاريف ضريبية

بقلم : أمينة خيري

في مناسبة التخاريف الرمضانية التي تصيب البعض نظرًا لنقص الكافيين أو للأسف النيكوتين أو غيرهما، أصابتنى تخاريف لكنها من نوع فريد. لم أرَ وليمة عامرة فيها ما لذَّ وطاب من صنوف الطعام والشراب. بل لم أشم رائحة فنجان النسكافيه المُطعَّم بحليب مع قليل من نكهة الحبهان. بل رأيت منظومة ضريبية مشروحة بالحجة والبرهان، وعادلة بالحق والمستحق، ومقنعة لكل ذى عقل ومنطق.

المنطق في تحصيل الضرائب من المواطنين هو تمويل الخدمات والبنى التحتية وتحقيق قدر من الرفاه في حياتهم. يُفترض أنها توفر جانبًا رئيسيًا من تمويل التعليم والصحة والطرق والمواصلات العامة. ويُتوقع أن تكون مصدرًا من مصادر تمويل إعانات الفقر والبطالة وغيرهما، أو إصابة بعض المواطنين بمصائب وكوارث حالت بينهم وبين توفير حياة كريمة لأنفسهم وأسرهم. ويُفترض أن تكون الأخيرة حالات استثنائية وليست القاعدة. بمعنى أن المهمة الرئيسية لأموال الضرائب ليست تمويل عمليات توارث الفقر وتناقله بين الأسر وبعضها عبر كثرة العيال، ولكنها دعم للبعض ممن فقد القدرة على دعم عياله بنفسه عن طريق العمل.

ورأيت فيما يرى النائم منظومة ضريبية عادلة، ووجدت أن العدل أحيانًا يشمل بعطفه وحنانه الطبقة المتوسطة ولم يعد حكرًا على الطبقات الرابضة عند قاعدة الهرم الاقتصادى. وسمعت بأذنى ورأيت بعينى كيف تم استيعاب وقبول وتفهم شكوى أبناء الطبقة المتوسطة من تبديد أموال الضرائب التي يسددونها لتنفق على مَن قرروا أن ينجبوا دستة أو نصف دستة من العيال. وتابعت في غفوتى الرمضانية كيف أن قرارات وإجراءات تم اتخاذها من شأنها أن ترتقى بالمواطن إلى درجة مواطن كامل الأهلية، مسؤول عن تصرفاته، ومجبر على تحمل تبعاتها سلبًا وإيجابًا، فالأخ الذي أذعن لشهوة اقتناء عشرة عيال ليُسرِّحهم في الشوارع ليحققوا له دخولاً إضافية بات مسؤولًا عن شهوته. والشيخ الذي أفتى علنًا بأن تنظيم الأسرة حلال، ثم نوّه سرًا بأنه حرام حرام، توقف عن فصامه. بل الأدهى من ذلك أننى رأيت رأى العين انتقال ملف تنظيم الأسرة وسباق الأرانب المحموم من كنف الدولة الدينية إلى مظلة الدولة المدنية.

مدنية الدولة التي رأيتها ضمن تخاريفى الرمضانية والاتجاه نحو مد يد العون لتعليم وتثقيف وتنوير الناس وليس إطعامهم فقط. ورأيت كذلك فصلًا بين الفتاوى الدينية وتفاصيل الحياة اليومية، فلا فتوى عن حكم استخدام شطاف الماء في أثناء الصيام، أو موقف إنجاب العيال دون ضابط أو رابط. هؤلاء لم يكن لهم وجود في الدعم الحكومى، فلا رجل الدين الذي يشجع على إنجاب العيال وإفقار البلاد يستحق دعمًا حكوميًا يتم اقتصاصه من راتبى، ولا مَن أنجب بلا حساب يستحق هذا الدعم.

أنا أستحق أن أرى ضرائبى مُفعَّلة في طرق ومواصلات وعلاج وتعليم وتطبيق قانون مدنى في بلدى. لكنها تظل تخاريف ضريبية في نهار رمضان.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخاريف ضريبية تخاريف ضريبية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon