توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورات وفرصة المراجعات

  مصر اليوم -

الثورات وفرصة المراجعات

بقلم - أمينة خيري

ذكرى الثورات ومرور المناسبات فرص ذهبية للمراجعات والمحاسبات. والمحاسبات ليست بالضرورة مهمة الجهاز المركزى للمحاسبات أو الهيئات الرقابية أو العقابية، بل إن حلاوتها وروعتها تتعاظم حين تكون ذاتية المنشأ.

ننظر إلى المرآة اليوم ونتذكر حالنا قبل خمس سنوات وقت هبت ملايين هاتفة بسقوط حكم المرشد. يتذكر من شارك فى الثورة أو تعاطف معها أو أيدها كيف كانت البلاد تسير بخطى ثابتة نحو هاوية الدولة الدينية لتكلل عقود طويلة من ضياع الهوية المصرية التى تمت التضحية بها لحساب هويات وثقافات مستوردة. نتذكر كيف نزلت الشارع نساء ورجال لا يهوون السياسة أو يتعاطونها، لكنهم نزلوا فى مهمة إنقاذية عنوانها «نكون أو لا نكون». نتذكر كيف تناسينا شعارات ثورة يناير التى بدت تحت وطأة اللحظة رفاهية لا حمل لنا بها. فأن تعيش فى دولة تفتقد الحرية والعدالة الاجتماعية أفضل من ألا تجد دولة تعيش فيها من الأصل.

أصل الحكاية فى ثورة يونيو يجب أن يبقى حاضرًا فى ذهن كل من شارك فيها بالفعل أو بالتضامن. وهو الأصل الذى يجب أن يظل بعيدًا عن كتب التاريخ ومقرراته الدراسية لبعض الوقت وذلك منعًا للتطبيل واتقاء لشرور التسييس ووقاية من مغبة الانحياز مع أو ضد هذا الطرف لحساب ذاك.

لكن ذلك لا يمنع أبدًا من أن نحاسب أنفسنا ونراجعها وننظر بإمعان إلى المربع الذى نقف فيه اليوم بعد خمس سنوات من أكبر عملية إنقاذ شعبية جماعية فى تاريخ مصر وربما العالم. مربعنا الذى ينوء بحملنا اليوم ينبئنا بأن الوضع الاقتصادى صعب جدًا. وجانب من هذه الصعوبة يكمن فى الخطورة السياسية والأمنية.

فالمواطن الرازح تحت ضغوط اقتصادية كبيرة يكون أشبه بالمراهق الذى لم يجد من يحنو عليه فى البيت، فاتجه إلى رفاق السوء فى الشارع، يدخن مع هذا ويتعاطى مخدرات مع ذاك هربًا من مشاكله الداخلية. والمواطن الذى يجد صدرًا حنونًا اليوم فى قناة إخوانية الهوى أو هاشتاج خبيث النية لم يجد فى إعلام بلده أو مسؤوليها أو حلولها غير التقليدية ما يفى الغرض. بالتأكيد هو يعى حتمية تجرع الدواء المر، لكن استمرار المرارة دون التلويح بأى حلاوة أمر خطير.

وعلى القدر نفسه من الخطورة تقبع الجهود السلفية المنتشرة «من تحت لتحت» فى ربوع مصر، والمتجلية آثارها الخبيثة والخطيرة فى كل شارع وميدان وحى. ويشير العلم إلى أن الطفيليات كائنات دقيقة تعيش فى جسم الإنسان. وقد تظل كامنة خاملة، لكنها قد تتحول إلى وحش مفترس وتتغذى على خلايا الجسم لا سيما فى حالات المرض، حيث تنمو ببطء وتكون أشبه بالسم البطىء. يقتل ولكن ببطء.

سم انتشار مظاهر المجموعات السلفية فى مصر آخذ فى الانتشار. هذه المجموعات قالت إنها تدعم ثورة يونيو، وقالت إنها تدعم الرئيس السيسى، وقالت إنها تكره الإخوان. لكنها لم تقل إنها تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تملأ الفراغ الذى تركه الإخوان. كما لم تقل إنها اشد خطرًا على الهوية المصرية من أبناء عمومتها من الجماعات المتأسلمة. ولم تقل أيضًا إنها وبعد نضوب مصادر التمويل الكلاسيكية ستتحول إلى نسخة شعبوية مقيتة تقدم خليط تبخر الهوية المصرية الأصلية مع التدين المظهرى مع الأصولية المفصلة تبع أهواء «مشايخ» هواة فى كأس واحد.

وفى ضوء السدة السياسية التى نعيشها ومعها الإصرار على تجميد الخطاب الدينى تجميدًا أصيلاً لا مجال لفتح النقاش حوله أو تطهير أجوائه أو حتى الاعتراف بأن طيور الظلام عششت فيه منذ سنوات حتى استحوذت على أغلبه، تصبح الأرض جاهزة تمامًا لملء هذه الفراغات وشغل هذه المساحات.

مساحة الثقة التى أعطتها نجاح ثورة يونيو لملايين المصريين تسمح لهم بالتمسك بتلابيب الأمل فى انصلاح الأحوال. صحيح أن علقم الاقتصاد يزداد مرارة، وتدهور الأخلاق يتفاقم ضراوة، وغياب القانون فى الشارع يجعل من المشهد لوحة هزلية مقيتة، وصحيح أن إصلاح التعليم «معصلج حبتين»، وتطوير ملف الصحة  مستعصى بعض الشئ، وأسعار السلع مبالغ فيها كثير من الشئ، لكن من شن ثورتين شعبيتين عارمتين فى عامين قادر على إصلاح الأوضاع وتحسين الأحوال، تارة بالإصرار على فتح الساحة السياسية وأخرى بتحسين الإنتاجية وثالثة برفع الوعى فيما يختص بالخلطة الجهنمية حيث التديين بالسياسية بالشارع، ورابعة بالضغط على أولى الأمر من أجل المزيد من التصحيح والتدقيق والتنقيح فى الاختيارات والقرارات وتجديد ما تجمد من خطابات.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورات وفرصة المراجعات الثورات وفرصة المراجعات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon