توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنان.. «ألغام» على الطريق

  مصر اليوم -

عنان «ألغام» على الطريق

بقلم - محمد عصمت

الانطباع السائد عن سامي عنان أنه قائد عسكرى كلاسيكى لا تنقصه الصرامة، عقليته السياسية لا تتعدى أفق دولة مبارك، وباعتباره ابنا بارا لها فإنه يعادى بطبيعة الحال ثورة يناير بكل ما نادت به من شعارات بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، وبكل مطالبها بالتعددية السياسية وتداول السلطة وإنهاء هيمنة أجهزة الأمن على كامل تفاصيل حياتنا العامة بكل مؤسساتها الحزبية والنقابية والتعليمية والصحفية والإعلامية والثقافية بل والفنية والرياضية أيضا.

لكن الرجل، فى خلال أيام قليلة فقط، نجح فى إجراء تغييرات كبيرة على الصورة الذهنية المشهورة عنه، فبجانب إشارته فى خطابه القصير الذى أعلن فيه نيته الترشح لرئاسة الجمهورية إلى ضرورة استعادة قيم ديمقراطية وحقوقية يتضمنها الدستور تم تغييبها عن المشهد السياسى الراهن، فقد جاء اختياره لكل من د. هشام جنينة ود. حازم حسنى كنائبين أو مساعدين له إشارة واضحة بأنه ينوى تقديم مشروع سياسى مناهض لكل التوجهات الاقتصادية والسياسية الحالية فى مصر، وهو ما يمكن رصده فى ثلاث نقاط أساسية:

ــ إعادة الدماء لشرايين السياسة المسدودة بتأكيد عنان فى خطابه على أن سبب كل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية واهدار مواردنا، هو تهميش القطاع المدنى فى الدولة، وتحميل الجيش وحده عبء حلها.
ــ انحيازه الواضح إلى ضرورة تفعيل نظام سياسى ديمقراطى تعددى يحترم الدستور والقانون، ويستند إلى إحياء قيم النظام الجمهورى وعلى رأسها تقاسم السلطة بين مؤسسات الدولة.
ــ إعلانه تكوين بنية مدنية فى تركيبة مؤسسة الرئاسة باختياره الذكى لجنينة وحسنى كـ«نائبين» له بأفكارهما وتوجهاتهما المؤيدة لقيم ثورة يناير، يعطى دلالات واضحة على طبيعة توجهاته السياسية التى تريد أن تبنى جسورا للتلاقى مع ملايين الغاضبين فى مصر وبخاصة فئات الشباب، وتفتح أمامهم أبوابا موصدة فى وجوههم لكى يشاركوا فى الشأن العام.

على الرغم من كل ذلك، فإن العقبات التى تواجه عنان لا تقتصر فقط على تجاوزه الألغام التى يضعها البعض أمامه لمنعه من الترشح أصلا، فنحن لا نعرف سوى عناوين عريضة يمكن أن نستشف من خلالها ما يستهدف الرجل تحقيقه إذا فاز بالرئاسة، ولكننا لا ندرى شيئا عن الطريقة أو الآلية التى سيحل بها أزماتنا المتفاقمة، بداية من مفاهيم العدالة الانتقالية التى يمكن أن تفتح مجالا واسعا للمصالحة الوطنية وتخفيف الاحتقان السياسى فى البلاد والقضاء على أكبر مسببات الإرهاب، مرورا بكيفية التعامل مع روشتة صندوق النقد الدولى فيما يسمى بالإصلاح الاقتصادى والتى تسببت فى رفع الأسعار وزيادة معدلات الفقر، ومواجهة أزمات المياه بعد سد النهضة، نهاية باستحقاقات ما يسمى بصفقة القرن والعلاقات مع إسرائيل وأمريكا، والعلاقات الإقليمية بمحاورها المتصارعة على الهيمنة على المنطقة.

الشىء الوحيد المؤكد حدوثه إذا تم قبول ترشح عنان هو أننا سنشهد انتخابات حقيقية، ستشارك فيها نسب كبيرة من الناخبين تبعد عنها شبح المقاطعة الذى يهددها، وستفتح الكثير من الملفات المسكوت عنها فى حياتنا السياسية، بل ربما تحمل فى طياتها إمكانيات واسعة لوقف مساع دءوبة يبذلها البعض لإهدار مواد الدستور التى تتعلق بالحقوق السياسية والاقتصادية.

دخول عنان السباق الرئاسى فى نظر الكثيرين من المعارضين اختبار حقيقى لشرعية لنظامنا السياسى ومدى ديمقراطيته، وفوزه فى الانتخابات يحيى آمالهم فى إمكانية توسيع المجال العام أمام مشاركات شعبية حقيقية فى صنع القرار، وتحريك المياه الراكدة فى حياتنا السياسية برمتها، قبل أن تنفجر براكين من الفوضى غير المسئولة وغير المحسوب عواقبها!

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنان «ألغام» على الطريق عنان «ألغام» على الطريق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon