بقلم - عبدالمحسن سلامة
هل تختفى الدواجن الحية؟!.. سؤال يتردد كثيرا فجأة، ثم يختفى فجأة أيضا.
المشكلة لها عدة جوانب، منها ما يتعلق بالمزاج الشعبى العام فى تناول الدواجن الطازجة المذبوحة أمام المواطن, ومنها ما يتعلق بالطاقات المتاحة لمجازر الدواجن.
اللواء عبدالغفار يوسف، رئيس بورصة الدواجن، وعضو اتحاد منتجى الدواجن السابق، يشير إلى أن الحديث عن اختفاء الدواجن الحية كلام تنقصه الخبرة العلمية، لأن طاقة المجازر الحالية لا تستوعب سوى 20% من حجم الاستهلاك, وبالتالى فلو تجاهلنا المزاج الشعبى الذى يمكن، بمرور الوقت، أن يتغير, فمن أين نستطيع الوفاء باحتياجات السوق، فى ظل نقص طاقة المجازر الحالية، وعدم استيعابها إجمالى حجم الاستهلاك؟!, ومن هنا، فإن الحديث لابد أن يبدأ، أولا، من التوسع فى إنشاء مجازر إضافية جديدة تستوعب الـ« 80%« المتبقية من حجم الاستهلاك, ثم نفكر بعد ذلك فى منع الاتجار فى الدواجن الحية من عدمه.
سألته عن سر ارتفاع أسعار الدواجن؟.. وهل السبب يكمن فى نقص المعروض وعدم كفاية الإنتاج المحلى أم ماذا؟..
أجاب اللواء عبدالغفار: إن الإنتاج المحلى يكفى حاجة الاستهلاك، وصناعة الدواجن من الصناعات الواعدة القوية فى مصر, على الرغم من تعرضها لمحنة إنفلونزا الطيور، وعدم معالجتها بالشكل الصحيح، آنذاك، مما تسبب فى توطين المرض, ووضع مصر على خريطة المناطق الموبوءة حتى الآن, وعلى الرغم من ذلك، فإن صناعة الدواجن صناعة قوية جدا، لكنها تحتاج إلى اهتمام أكبر لتوفير الأعلاف, وإعادة هيكلة الخدمات البيطرية الخاصة بتلك الصناعة، ومعايرتها طبقا للمواصفات العالمية، حتى لا تتسرب الأدوية الفاسدة إلى الأسواق، ويتكبد المنتجون خسائر فادحة، كما يحدث كل عام، مشيرا إلى ضرورة إعادة إحياء بورصة الدواجن من جديد، لضبط الأسعار، وضمان عدم المغالاة من أى طرف من الأطراف التى تدخل فى مجال إنتاج الدواجن، أو تسويقها, وفى تلك الحالة، يمكن أن تصبح صناعة الدواجن من الصناعات التى تكفى الإنتاج المحلى والزيادة للتصدير.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع