توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجمع التحرير..!

  مصر اليوم -

مجمع التحرير

بقلم - عبد المنعم سعيد

إذا كانت صفة الدولة المركزية إحدى أهم الصفات الملتصقة بمصر، فإن القاهرة هى مركز الدولة بلا منازع، أما مركز العاصمة فهو ميدان التحرير، والمجمع هو القلب بكل تأكيد. هنا فى هذا المكان يوجد التمثيل المجسد للبيروقراطية المصرية فى أسوأ، وربما أفضل أيضاً، معانيها. هنا كانت السجلات محفوظة، والتقاليد والتاريخ داخل ملفات عتيقة لا يعرف حاكم ولا مواطن كيف يلتف حولها، ولكنه أيضاً هنا داخ المواطن المصرى سبع دوخات بحثاً عن حلْحلة لأوضاع لا تتحلْحل. ولكن الزمن يتغير، والأوضاع لها محركات جديدة، أبرزها أن العاصمة الإدارية باتت قاب قوسين أو أدنى من الحقيقة القائمة على بيروقراطية عصرية أحد ملامحها أنها بعيدة عن الميدان الذى أقيم فيه المجمع وهو الذى حدثت فيه الثورة والثورات. فكرة العاصمة «الجديدة» قامت على تخليص القاهرة العظيمة من أعبائها البيروقراطية بنقل الوزارات والمصالح الحكومية وهى رشيقة وعصرية إلى مبان قامت، وسوف تقوم أعمالها على آخر ما وصلت له التكنولوجيا من فنون. على أى الأحوال ما سوف يحدث هناك، وما سوف يترتب عليه من وجود جديد للقاهرة «التراثية» تستعيد فيه شبابا يقوم على الفراغات التى سوف تنتج عن نقل الحكومة بعيدا. وفى هذه الحالة فإن السؤال سوف يكون: ماذا سنفعل بهذه الأبنية الفارغة من وزارات وهيئات، وفى مقامنا هذا ماذا سنفعل فى مجمع التحرير؟!

السؤال صعب، ودائما فإن للمصريين «عِشْرَة» مع الأبنية القديمة، وهناك نزعة دائمة لإبقاء كل مبنى على ما هو عليه، وسوف تماطل البيروقراطية فى النقل لعل وعسى تزول الغمة ويبقى الحال كما اعتدنا دون اختراعات يقدمها من هم غير ذى خبرة، أو هكذا يسود ظن أنه فى النهاية سوف يمر الزمن ولا يجد أحد من حل لمعضلاته سوى السير فى ذات المكان. وعندما يرتبط الأمر بميدان التحرير، فإن المجمع شاهد على ما جرى فى مصر عندما كان ميدان «الإسماعيلية» أيام الملكية وتراث الثورة الأولى فى ١٩١٩، وعندما صار ميداناً للتحرير فى عهد الثورة الثانية ١٩٥٢ حتى تزاحمت الثورات على الميدان العتيد فى ٢٠١١ و٢٠١٣. وهذا ينطبق على كافة الأبنية الحكومية الأخرى والتى تتجاذب كيفية التصرف فيها بين مدارس مختلفة، من يرى أن يذهب المبنى إلى ذات الجهة التى كانت تستخدمه أو تسيطر عليه لكى تحقق منه عائدا يساعدها على التعامل مع آلام الانتقال، ومن يرى أن توضع كل الأبنية تحت سيطرة جهة واحدة تستثمرها وتضع استخدامها وفق مصالح الدولة، ومن يرى أن تسويتها بالأرض وتحويلها إلى حدائق سوف يزيد مساحة الخضرة فى العاصمة المكتظة، وهكذا تصورات.

موضوعنا هنا هو مجمع التحرير، وإذا كان له من تصور فهو فى إطار ميدان التحرير، ومفهوم مركز العاصمة التى تدور فيه وحوله روحها الحضارية، حيث المتحف المصرى وتراثه الفرعونى، ومبنى الجامعة الأمريكية بطرازه الإسلامى، وعمائر تشكل فاتحة لكل القاهرة الخديوية كما عرفناها بطرازات إيطالية وفرنسية حديثة. من هنا فإن اقتراحنا المحدد يدور حول إزالة المبنى وأن يحل محله إما أثر فرعونى كمسلة أو هرم زجاجى مثل ذلك الذى تتيه باريس على أعتاب متحف اللوفر على أرض حديقة واسعة يتوسع تحت الأرض فيها جراجات متعددة الطوابق. مركز الميدان نفسه لابد فيه من تمثال يعبر عن نضالات الشعب المصرى عبر العصور، سواء كانت ثورة وحدة الهلال والصليب أو وحدة الجيش والشعب أو حلم الشعب المصرى بمستقبل أفضل. الفكرة هنا جاءت من ذلك التمثال الرائع فى مدينة شرم الشيخ والواقع فى ميدان السلام، حيث يعبر عن فكرة صارت فيما بعد روح المدينة الشابة: السلام.

ولحسن الحظ أن هناك الآن نهضة كبيرة فى مشروع القاهرة الخديوية تفرض أن يكون ميدان التحرير، والمجمع أيضا، جزءا من هذه النهضة، فكلاهما الرابط بين الحى العريق والنيل علامة مصر الخالدة. وكل ذلك فى النهاية ربما يضع نموذجا يحتذى فيما يتعلق بالأبنية الحكومية الأخرى والتى بالتأكيد لا ينبغى التعامل معها بشكل منفصل، وإنما باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من عمران العاصمة كلها، ويسير فى مشروع بعث ونهضة تراثها العريق ومستقبلها الواعد.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجمع التحرير مجمع التحرير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon